ما هي أسباب نقص الهيموجلوبين

الهيموجلوبين

الهيموجلوبين هو عبارة عن بروتين مركّب يوجد في خلايا الدم الحمراء، ويحتوي على جزيء حديد، وهو المسؤول عن حمل الأكسجين من الرئتين إلى كافّة خلايا الجسم، وكذلك استبدال هذا الأكسجين بثاني أكسيد الكربون، ثمّ حمل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين، ويساهم جزيء الحديد الموجود في الهيموجلوبين في المحافظة على الشكل الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، وتختلف النّسب الطبيعيّة للهيموجلوبين من شخص لآخر، باختلاف العمر والجنس، فعند الولادة تتراوح نسبته ما بين 13.5 إلى 24 غم/ديسيليتر، بعدها تنخفض تلك النّسبة عند الأطفال دون 12 سنة لتصبح ما بين 11.5 و15.5 غم /ديسيليتر، أمّا عند الإناث البالغات فيكون معدّل الهيموجلوبين ما بين 12 و16 غم/ ديسيليتر، وعند الذكور البالغين تتراوح ما بين 13.6 و17.7 غم/ديسيليتر.[١]

أسباب نقص الهيموجلوبين

عند المعاناة من نقص الهيموجلوبين تكون نسبة هذا الجزيء في دم المريض أقلّ من الحدّ الأدنى بالنسبة لجنسه وعمره، عندها يكون مصاباً بفقر الدّم، ويعتبر فقر الدّم أكثر أمراض الدّم شيوعاً في العالم، إذ تشير إحدى الدراسات إلى معاناة ما يقارب 3.5 مليون شخص في الولايات المتّحدة الأمريكيّة من أحد الأنواع المتعددة لفقر الدّم، إذ يوجد ما يقارب 400 نوع منه، أمّا أهم أسباب نقص الهيموجلوبين وفقر الدّم فيتمّ تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسة على النّحو الآتي:[٢]

  • فقر الدّم النّاتج عن النّزيف: إذ تصاحبه بالطّبع خسارة كريات الدّم الحمراء، وقد يحصل النّزيف ببطء وعلى فترة زمنيّة طويلة، ولذلك يكون من الصّعب اكتشافه، وقد يحدث مثل هذا النّزيف المزمن نتيجةً لحالات عدّة أبرزها:
    • المعاناة من أمراض الجهاز الهضميّ: مثل قرحة المعدة أو الإثني عشر، وكذلك الباصور، أو التهاب بطانة المعدة، بالإضافة إلى السرطان.
    • تناول مضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة بشكل مفرط: إذ تساهم في حدوث القرحة والتهاب بطانة المعدة.
    • الدورة الشهريّة والولادة عند النّساء، خصوصاً إذا ما كان نزيف الدورة شديداً، أو في حال تعدّد الأحمال.
  • فقر الدّم الناتج عن خللٍ في إنتاج كريّات الدّم الحمراء: ففي هذا النّوع يتمّ إنتاج أعداد قليلة من كريّات الدّم الحمراء، أو تكون الخلايا المُنتجة غير قادرة على أداء وظيفتها بشكل سليم، وقد يحصل ذلك نتيجة لنقصٍ في معادن أو فيتامينات تدخل في تركيب الكريّات الحمراء، أمّا أبرز الحالات المرضيّة المسبّبة لهذا النّوع من فقر الدّم فهي على النّحو الآتي:
    • فقر الدّم المنجليّ: وهو مرض وراثيّ تكون فيه خلايا الدّم الحمراء هلاليّة الشكل، وبذلك تتكسّر هذه الخلايا بسهولة وهذا ما يسبّب فقر الدّم، وكذلك ينقص إمداد خلايا الجسم بالأكسجين، بالإضافة إلى إمكانيّة أن تعلق الخلايا مُختلّة الشكل في الأوعية الدمويّة الدقيقة مسبّبةً الألم عند هؤلاء المرضى.
    • فقر الدّم النّاتج عن نقص الحديد: إذ يحتاج نخاع العظم المسؤول عن تصنيع خلايا الدّم الحمراء إلى الحديد؛ لصنع جزيء الهيموجلوبين، ويحصل هذا النّوع من فقر الدّم إثر مسبّبات عدّة، مثل عدم تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد، أو ازدياد حاجة الجسم له في الحمل أو الرضاعة، بالإضافة إلى التبرّع بالدّم بشكل متكرّر، أو المعاناة من أمراض الجهاز الهضمي كمرض كرونز، الذي يصيب الأمعاء، أو استئصال أجزاء من المعدة أو الأمعاء الدقيقة، وكذلك تناول أنواع معيّنة من الأدوية أو الأطعمة أو المشروبات المحتوية على الكافيين.
    • فقر الدّم النّاتج عن نقص الفيتامينات: ويحصل ذلك عند حدوث نقص في مستويات فيتامين B12 وحمض الفوليك، اللّازمين لصنع خلايا الدّم الحمراء، وأبرز الحالات المرضيّة المسبّبة لهذا النّوع ما يسمّى بفقر الدّم الخبيث، الذي يسبّب اختلال امتصاص فيتامين B12، وينتج إمّا عن مرض كرونز، وإما عن الإصابة بعدوى طفيليّة في الأمعاء، وإما عند استئصال جزء من المعدة أو الأمعاء الدّقيقة، وقد ينتج هذا النّوع من فقر الدّم من الحمية الخاطئة التي لا تحتوي على اللّحوم الغنيّة بفيتامين B12، أو المفتقرة للخضروات الغنيّة بحمض الفوليك، بالإضافة إلى تناول المشروبات الكحوليّة بشكل مفرط، أو استخدام أنواع معيّنة من الأدوية، وكذلك المعاناة من أمراضٍ في الأمعاء.
    • المعاناة من اضطرابات في نخاع العظم أو الخلايا الجذعيّة: وذلك يُضعف قدرة الجسم على إنتاج كميّات كافية من خلايا الدّم الحمراء. وتوجد الخلايا الجذعيّة في نخاع العظم، وتتطوّر لتصبح خلايا دم حمراء ناضجة، فإذا ما نقص إنتاج هذه الخلايا أو أُنتجت بشكل مضطرب، أو تمّ استبدالها بخلايا سرطانيّة، عندها يصاب المريض بفقر الدّم، أمّا أبرز الحالات المسبّبة لهذا النّوع ما يسمّى بفقر الدّم اللّاتنسجيّ، الذي تنخفص فيه قدرة نخاع العظم على تصنيع الخلايا، ويُعاني فيه المرضى من نقصٍ في كافّة خلايا الدّم، وقد يحصل إمّا بشكل وراثيّ، وإما عند إلحاق ضررٍ ما بنخاع العظم؛ نتيجةً للعدوى، أو العلاج الكيميائي، أو الإشعاعيّ، أو تناول أنواع معيّنة من الأدوية، ومن أسبابه أيضاً التعرّض لعنصر الرصاص، الذّي يعتبر سامّاً لنخاع العظم.
    • وهنالك أيضاً أسباب أخرى لهذا النّوع من فقر الدّم، مثل أمراض الكلى في المراحل المتقدّمة، أو الإصابة بمرض نقص إفراز الغدّة الدرقيّة، بالإضافة إلى المعاناة من الأمراض المزمنة كالسرطان، أو داء السكري، أوالتهاب المفاصل الروماتيزمي، وكذلك التقدّم بالعمر.
  • فقر الدّم النّاتج عن تحطيم خلايا الدّم الحمراء: ويحصل ذلك عندما تكون الكريّات الحمراء هشّة، ولا تتحمّل الضغط الطبيعيّ الذي تتعرّض له الخلايا السليمة، ويحدث ذلك عند المعاناة من الأمراض الوراثيّة كالثلاسيميا، أو التعرّض لسمّ الأفاعي أو العقارب، أو في حال ازدياد كميّة السموم في الجسم نتيجةً لأمراض الكبد والكلى في المراحل المتقدّمة، وكذلك الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة، أو عند تركيب صمّامات صناعيّة للقلب أو الإصابة بالحروق الشديدة أو التعرّض لمواد كيميائيّة معيّنة، بالإضافة إلى المعاناة من تضخّم الطحال.

الأشخاص الأكثر عرضة لنقص الهيموجلوبين

يُعتبر نقص الهيموجلوبين أو فقر الدّم مرضاً شائعاً وبشكل كبير، وقد يُصيب الجميع بصرف النّظر عن العمر أو الجنس أو العرق. وتُعتبر النّساء البالغات أكثر الأشخاص عرضةً له نتيجة لفقدان الدّم في الدورة الشهريّة، وتزداد كذلك نسب الإصابة ضمن النّساء الحوامل نتيجةً للتغيّرات التي تحدث للدم، ولنقص مستويات فيتامين B12 وحمض الفوليك، كما يُعتبر الأطفال حديثو الولادة خصوصاً الخديجين منهم أو الذين يتناولون الحليب البقري المفتقر للحديد أكثر عرضةً للإصابة بفقر الدّم النّاتج عن نقص الحديد، وهنالك أيضاً عوامل عدّة تزيد فرصة الإصابة بفقر الدّم، مثل الحمية المفتقرة للحديد أو الفيتامينات أو المعادن، بالإضافة إلى فقدان كميّات كبيرة من الدّم؛ نتيجةً لإجراء عمليّة جراحيّة أو التّعرّض لجرح كبير، وكذلك المعاناة من الأمراض المزمنة كأمراض الكلى، والكبد، وداء السكريّ، والتهاب المفاصل الروماتيزميّ، ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة، وأمراض القلب، وأمراض الغدّة الدرقيّة، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالأمراض الوراثيّة كفقر الدّم المنجليّ أو الثلاسيميا.[٣]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى