ما هى الحضارة والثقافة والمدنية
محتويات المقال
تشكل المجتمعات الإنسانيّة
لقد ساهمت عوامل كثيرة في بناء المجتمعات الإنسانيّة، ونهوضها، وتطورها عبر مراحل زمنيّة عديدة، فقد كانت المجتمعات البدائيّة بسيطة في طريقة عيشها ونظامها الفكري، ولم يكن لها نظام فكري، بل مجموعة من الأفكار التي تساعدها على التأقلم مع البيئة المُحيطة، ومع مرور الوقت، وتضافر جهود الإنسان، وزيادة إنتاجه ظهرت عوامل الحضارة والثقافة والمدنيّة التي عبّرت عن الدول والشعوب، وفي هذا المقال سنتعرّف على مفاهيم كل من الحضارة، والثقافة، والمدنيّة.
ظروف تشكل الحضارة الإنسانيّة
منذ أن وُجد الإنسان بدأ يبحث عن طريقةٍ لتوفير حاجيّاته الماديّة كالصيد من أجل توفير الطعام، والبحث عن الحطب لغاية إشعال النار للطهي أو التدفئة، وبعد استقرار ظروفه الحياتيّة وتطورها عبر بناء المنزل الحجري والأسواق، والقيام بالتجارة، والزواج، والإنجاب، والتواصل مع القبائل والشعوب الأُخرى وغيرها من الأمور الكثيرة، توجهت أنظار البشريّة بطبيعة الحال إلى تبنّي قناعات، ومبادئ، ومفاهيم معنويّة تتناسب مع مستوى التطور المادي الذي وصل إليه الإنسان، وهكذا دواليك حتى اجتمعت الطريقتان لتشكل الحضارة الإنسانيّة.
مفهوم الحضارة والثقافة والمدنيّة
تُعرّف الحضارة على أنّها النتاج الإنساني الذي يعكس الصفات الفكريّة للشعوب، وطريقة العيش، ومظاهر تطورها الماديّة، ومجموعة النظريات الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة المُطبقة، وعندما نقول حضارة إنسانيّة فإنّنا نقصد التعبير الصريح عن الرُقي المعنوي والمادي.
أمّا الثقافة فهي مجموعة من المعارف، والفنون، والمعتقدات، والأفكار المتراكمة عبر حقب زمنيّة طويلة، كما أنّها مجموعة القيم الأخلاقية، والسلوكيّة، والمناهج التي تنظم فعل الفرد وإرادته في الفعل، كما تعتبر أسلوب حياة يميّز كل مجتمع بشري عن غيره من المجتمعات، وهي مخزون معرفي يتم تناقله من جيلٍ إلى آخر.
أمّا المدنيّة فهي كلمة مأخوذة من المدينة على الأغلب؛ ويُقصد بمفهومها مظاهر التطور المادي الذي يطرأ على مكوّنات الحياة من الأبنية، والطرقات، والمصانع، والمدارس، والجامعات، والمراكز الصحيّة، والمستشفيات وغيرها. كما أنها تعبر عن وجود مجتمع يلتزم أفراده بقوانين الدولة، ويتصرّفون بناءً على اتصالهم بروح تلك القوانين، وشعورهم التلقائي بأهميّة الانتماء له في كل أفعالهم وظروف حياتهم، كما أنّها تعني توفر المؤسسات التي تكوّن الدولة؛ وتعني بالضرورة تنظيم تطبيق القوانين فيها.
نستنتج مما سبق أنّ الحضارة هي المفهوم الأشمل من الثقافة والمدنيّة؛ حيث تقوم على أساس المدنيّة (الرقي المادي/الملموس) وعلى أساس الثقافة (الرقي المعنوي)، ولا تتحقق دون وجود الجانبين سويةً، فالفراعنة عبّروا عن حضارتهم العظيمة من خلال تطوير الأبنية ووسائل الحياة الماديّة كالأهرامات مثلاً. كان الفراعنة يحترمون الأُم، ويجعلون لها عيداً خاصّاً تُسيَّر خلاله مواكب الزهور في شوارع مصر القديمة، وهذا تعبير مباشرٌ عن مظاهر الرقي المعنوي.