ما هو هبوط الرحم
الرحم هو جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، مجوَّف على شكل إجاصة، يرتبط بالجسم عن طريق أربطة. وهو الجزء الذي يحتوي الجنين في فترة الحمل، وهبوط الرحم كما هو واضِحٌ من اسمه؛ هو أن يهبط نحو الأسفل باتجاه المِهبل، وسبب حدوث حالة هبوط الرحم تكون لارتخاء الأربطة وضعف العضلات المساعدة له أو ارتخاء أنسجة المِهبل؛ وهذا يؤدي إلى هبوط الرحم نزولاً، فهو يتدلَّى من مكانه الطبيعي لينزل إلى المهبل، وفي بعض الحالات قد يصل إلى منتصف المِهبل، وفي الحالات الأكثر شدة؛ فإنه ينزلق داخل المِهبل ويخرج من مكانه، حتى أن الأنسجة قد تظهر خارج المِهبل.
في حالات الهبوط الخفيفة؛ قد لا تشعر المرأة بأية أعراض على الإطلاق، ولكن في الحالات المتوسطة والشديدة؛ فإنها تشعر بآلام حادة أسفل البطن مع ثقل وألم، آلام ما بين المتوسطة والشديدة أثناء ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة، كثرة نزول السوائل من المِهبل والإحساس بالرطوبة، وفي الحالات الشديد يكون إحساس بخروج الغازات نتيجة الضغط الناجم من نزول الرحم، كما أنه يُحدِث آلاماً في الظهر، وبعض المشاكل للمرأة أثناء التبوُّل أو البرُّز، كما أ، بعض النساء قد يفقدن السيطرة على التبوُّل عند حدوث انفعالٍ مفاجئ كالعطس أو الضحك.
ويمكن أن يُسبب هبوط الرحم تعدد الولادات، شدة الدع في بعض الولادات وخصوصاً إذا كان حجم الجنين كبيراً، أي يزيد وزنه عن أربعة كيلوجرامات. وجود تمزقات أثناء ولادات سابقة ولم يتم علاجها في وقتها أو لم تُعالج بالطريقة الصحيحة، وقد تكون الهرمونات مسببة لهذا الهبوط وخصوصاً في فترة سن اليأس عند المرأة وإنقطاع الطمث (الدورة الشهرية)، وهناك عوامل أخرى ولكنها مساعدة وليست أساسية، مثل السعال المزمن، وكثرة الإجهاد والتعب في الأعمال اليومية.
يمكن علاج حالات هبوط الرحم بالتمارين الرياضية التي تعمل على تقوية عضلات الحوض وتقوية وشد أربطة الرحم؛ حتى تقوم برفعه وإعادته إلى مكانه الطبيعي، وهناك العلاج الجراحي، الذي يقوم على رفع الرحم وإعادته إلى مكانه الطبيعي جراحياً أو عن طريق تعليقه بشبكة وهي ما تسمى بالعامل المُساعد، كما ويمكن إستئصال الرحم كلياً، وهي عملية كبرى وتكون هي الحلُّ الأكثر فاعلية لعلاج حالات هبوط الرحم، ولكن العلاجات الجراحية دائماً لها مخاطرها التي لا يمكن أن نغُضَّ الطرف عنها، ومن هذه المخاطر حدوث نزيف مهبلي، وآلام أثناء الجِماع بسبب الخياطة المُبالغ فيها للمِهبل، وقد تتضرَّر الأعضاء المجاورة لمكان الجراحة مثل المثانة، وقد تحدث إلتهابات في منطقة الجرح، صعوبة الحمل بعد عملية كهذه.
في حالة إختيار العلاج الجراحي، يجب أن نعلم أن مثل هذه الجراحة تأخذ عادة من ساعة إلى ساعتين كحدٍّ أقصى، وقد يستدعي الأمر أن تبقى المرأة في المستشفى لمدةٍ تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام حسب الحالة، وبعد أن تخرج المرأة من المستشفى؛ فيجب عليها ألا تقوم برفع أي شيء ثقيل، وتتجنَّب التمارين الرياضية المرهقة والعنيفة، تجنُّب الوقوف لفترات طويلة، بل يجب أن تراعي أن تأخذ قسطاً من الراحة بين الحين والآخر، الإكثار من أكل الألياف، لأنها قد تُصاب بالإمساك بعد هذه العملية؛ فتحتاج إلى المُليِّنات ويُفضَّل المليِّنات الطبيعية.