ما هو معدل النبض الطبيعي
محتويات المقال
القلب والنبض
القلب هو العضو الأساسيّ في الجسم بالتّزامن مع الدّماغ، وهو الذي يقوم بالنّبض الذي يُزوّد الجسم بالدّم الضروريّ لإمداد كلّ أعضاء وأجهزة الجسم بالغذاء اللاّزم للقيام بجميع العمليّات المطلوبة منه دون توقّف، وحجم القلب غالباً ما يزداد مع فترة نموّ الإنسان حتى سنّ البلوغ تقريباً، وبعد ذلك يثبت الحجم حتى نهاية عمر الإنسان، ومن المعروف أنّ جميع المخلوقات لديها قلب أو أكثر حسب حجمها وطبيعة تحرّكاتها ونشاطها، فالقلب يُمثّل مضخّة لضخّ الدّم في كلّ شرايين الجسم لإمداد جميع مناطق الجسم وأعضائه بالدمّ.
يُعرف نبض القلب بأنّه عدد ضربات القلب في وحدة زمنيّة مُحدّدة، وعادةً ما تُقاس بالدّقيقة، ويعتمد قياس نبض القلب على عدد انقباضات البُطينَين (وهما الحجرتان السُّفليّتان من القلب)، وليس على عدد انقباضات الأذينين (وهما الحجرتان العلويّتان من القلب). والنّبض هو انتفاخ الشّريان نتيجة موجّات الدم المُتدفّقة خلال الأوعية الدمويّة في كلّ مرّة يدقّ القلب فيها.[١]
معدل نبضات القلب
مُعدّل النّبض الطبيعيّ يتراوح عادةً بين 60 إلى 100 نبضةٍ في الدّقيقة لدى الإنسان البالغ العاديّ، رغم أنّ هذه النّسبة تختلف من شخص لآخر حسب واحد أو أكثر من العوامل المذكورة أدناه، ومن الضروريّ العلم بأنّ الغدّة الدرقيّة وجاراتها تُؤثّر بل وتتحكّم بشكلٍ مباشر في عمل ونشاط عضلة القلب، حيث يُطلِق الأطبّاء على هذه الغدّة لقب بطاريّة الجسم؛ لما لها من دور مُهمّ في عمل القلب، وتُفرز هذه الغُدّة هرمون يُدعى الثّايروكسين، يتحكّم بدورهِ في نشاط عضلة القلب، كما تُفرِز جارات الغدّة الدرقيّة بعض الهرمونات المُساعدة لعمل القلب، ولكن يجب الانتباه إلى أنّ إفراز هذه الغدّة إذا زاد أو قلّ سيتسبّب بحدوث مشاكل صحيّة تُؤثّر على القلب بالدّرجة الأولى، وقد يكون هناك أسباباً أُخرى تؤدّي إلى زيادة أو انخفاض عدد ضربات القلب.[٢]
قلّة نشاط الغدّة الدرقيّة يؤدّي إلى نقص إفراز هرمون الثّايروكسين، وبالتّالي إلى خمول عام في الجسم، وقلّة النّشاط والحيويّة، وكذلك ألمٍ في مِنطقة الصّدر وتباطؤ كبير في عدد ضربات القلب حيث قد تنزل إلى ما دون العشرين نبضة في الدّقيقة الواحدة، وهنا يُنصح بممارسة بعض أنواع الرّياضة الخفيفة وغير المُرهقة لمدّة طويلة كي تستعيد الغدّة نشاطها، بالإضافة إلى تناول هرمون الثّايروكسين بجرعات قد تختلف من شخصٍ إلى آخر لتنظيم عمل هذه الغدّة، وهذه الحالة تُعتبر أقلّ الأضرار التي قد تُصيب الغدّة والسّيطرة عليها بسيطة وضمن الإمكانيّات المُتاحة بسهولة، أمّا في حال زيادة إفراز هذه الغدّة فإنّ عدد ضربات القلب يزداد بشكل كبير وملحوظ، ويُؤدّي بدوره إلى إعياءٍ عام على الجسم، ويحتاج إلى علاج مُركّب للسّيطرة على عمل الغدّة، والعمل على تثبيط عمليّة الإفراز لتعود إلى مُعدّلاتها الطبيعيّة.[٣]
لا بدّ الإشارة إلى أنّ الجسم الرياضيّ مفتول العضلات ينبض أقلّ من الجسم العاديّ؛ حيث يبلغ مُعدّل النّبض ما يُقارب 55 نبضة في الدّقيقة لاتّساع مساحة العضلات، وبالتّالي الحاجة إلى وقت أكبر لإيصال الدّم إلى جميع المناطق في الجسم، أمّا قلب الطّفل فهو ينبض أكثر من قلب البالغ لصغر حجم جسمه، حيث يكون مُعدّل نبض الطّفل في أوّل عامين ما يقارب 90 نبضة في الدّقيقة.[٢]
العوامل المؤثرة على نبض القلب
يختلف عدد نبضات القلب حسب الكائن الحيّ، وكذلك حسب حجمه ونشاطه وأماكن عيشه وتواجده، وكذلك الإنسان فإنّ مُعدّل ضربات قلبه يختلف عنده حسب عدّة عوامل منها:[٢]، [٤]
- العمر: فنبض الطّفل ليس كنبض البالغ الكبير.
- الحركة والرّياضة: كذلك الرياضيّ والشخص العاديّ تختلف عدد ضربات قلوبهم.
- الحجم: الشّخص الضّخم يختلف عن الشّخص صغير البُنية.
- الصحّة والمرض: فوجود بعض الأمراض يزيد أو يخفض من عدد ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدّم.
- النّوم والاسترخاء.
- العواطف.
- درجة حرارة الجوّ.
- بعض الأدوية.
كيفية قياس النبض
من المُهم معرفة أنّ عدد ضربات القلب يُقاس في الحالة الطبيعيّة، وهي الجلوس على كرسيّ بشكل مُنتظم دون الاسترخاء، أو القيام بأيّ مجهود عضليّ أو بدنيّ، حيث إنّ القياس يجب أن يكون على عدّة مرّات خلال فترات مُتباعدة، وبنفس وضعية الجلوس السّاكنة، ويتمّ قياس النّبض في أكثر من موضع يدويّاً، وهي: الرّسغ، والرّقبة، وفي باطن المِرفق، وعلى ظاهر القدم، بالإضافة إلى الأجهزة الطبيّة التي تُركّب على الإصبع.
إذا لوحظ ارتفاعٌ أو انخفاضٌ في عدد نبضات القلب فيجب مُراجعة الطبيب على الفور، وممّا لا شكّ فيه أنّ عدد ضربات القلب ينخفض في حالات السّكون التّام، والنّوم، والمرض، والإعياء العام، ويزداد عند مُمارسة أيّ نشاط كالجري، والرّقص، وبذل المجهود في العمل، كما أنّ هناك عوامل أخرى قد تزيد من عدد ضربات القلب، منها: الخوف، والتوتّر، وانتظار شيء مُهمّ، وكلّ هذه الحالات لا تُمثّل مُشكلة صحيّة أو خطر على الإنسان؛ لأنّها تُعتبر حالة عَرَضيّة تمرّ خلال فترة من الزّمن ثمّ تنتهي.[٤]