ما هو مرض العصب الخامس
محتويات المقال
العصب الخامس
العصب الخامس (بالإنجليزية: Trigeminal nerve) هو أحد الأعصاب القحفية الإثني عشر، يحمل أليافاً حسيّة وحركيّة، وله ثلاثة تفرّعات؛ تفرع عينيّ، وتفرع فكّي علويّ، وتفرع فكّي سفليّ. يُغذّي التفرّع العينيّ جلد الجفن العلويّ، وجانب الأنف، بالإضافة إلى الجبهة، والجزء الأماميّ من فروة الرأس، وهو المسؤول عن الإحساس في هذه المناطق، أما عن تفرّع الفك العلويّ فيحمل النبضات الحسيّة من الغشاء المخاطي الأنفيّ، والجلد الذي يُغطي الخد، وجزء من الجبهة، بالإضافة إلى الشفاه، والأسنان العلوية، وبخصوص تفرع الفك السفليّ فإنه يحمل النبضات الحسيّة من جانبَي الرأس، والذقن، والغشاء المخاطي للفم، والأسنان السفليّة، والثلثين الأماميين للسان، أما بالنسبة للألياف الحركيّة فهي جزء من تفرّع الفك السفليّ، وهي المسؤولة عن حركة العضلات المتعلقة بعملية المضغ.[١]
مرض العصب الخامس
مرض العصب الخامس (بالإنجليزية: Trigeminal Neuralgia) هو ألم يحدث نتيجة تهيّج العصب الخامس أو تلفه، ويمتاز الألم بحدوثه على شكل هجمات قصيرة من نوبات الألم الشديد جداً في مسار العصب في الوجه، وجبهة الرأس من الجهة المصابة، وغالباً ما يكون في جهة واحدة من الوجه لكن يمكن أن يحدث الألم في جهتي الوجه، وتكون طبيعة الألم وكأنها طعنات، أو كأنها صعقة كهربائية، مع الشعور بالحرقة، أما عن الفئة العمرية الأكثر عرضةً للإصابة فهم كبار السنّ الذين تجاوزوا الخمسين من العمر، كما أن المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.[٢][٣][٤]
أسباب مرض العصب الخامس
هناك أسباب عديدة يمكن أن تكون السبب في حدوث ألم في العصب الخامس؛ منها:
- التقدّم في السّن.[٥]
- الإصابة بمرض التصلّب اللويحي.[٥]
- الإصابة بورم يؤدي إلى الضغط على العصب الخامس.[٥]
- التعرّض لضربة أو إصابة على منطقة الوجه.[٥]
- حدوث إصابة في مسار العصب أثناء إجراء عملية في منطقة الوجه أو الرأس.[٥]
- حدوث جلطة دماغية في موقع مؤثّر في العصب الخامس.[٥]
- الضغط على العصب الخامس بوساطة شريان أو وريد عند حدوث تمدّد في الأوعية الدموية داخل القحف.[٦]
- الإصابة بالهربس النطاقيّ؛[٤] وهو مرض فيروسيّ يصيب الجلد على مسار العصب المصاب.[٧]
محفّزات لحدوث نوبات الألم المرافقة لمرض العصب الخامس
مع أنه يمكن أن تأتي نوبات الألم بدون وجود محفّز لها، إلا أن هناك عدة أشياء يمكن أن تُحفز بدء نوبات الألم الشديدة بعد القيام بها، ومنها:
- لمس الوجه.[٥]
- حلاقة الذقن أو إزالة شعر الوجه.[٥]
- وضع المكياج.[٨]
- المضغ أثناء تناول الطعام والشرب.[٨][٥]
- التّقبيل.[٨]
- التبسّم.[٥]
- تنظيف الأسنان بالفرشاة.[٥]
- غسل الوجه.[٥]
- التحدّث.[٥]
- البلع.[٨]
- تعرّض الوجه للنسمات الهوائية أو التكييف.[٨]
- تحريك الرأس، أوتعرّضه للرج، أو الخضّ بفعل قيادة السيارة مثلاً أو المشي.[٨]
أعراض مرض العصب الخامس
تمتاز أعراض مرض العصب الخامس بأنها آلام تحدث في منطقة الوجه، وتأتي على شكل نوبات شديدة ومتكررة تستمر من ثوانٍ إلى بضع دقائق، وتشبه بطبيعتها الصعقة الكهربائية أو الطعن لتستمر لثوانٍ على طول الجزء المصاب من العصب الخامس،[٩]وعادة ما تكون الإصابة في جهة واحدة من الوجه، وغالباً ما يكون التفرّع المصاب هو تفرّع الفكّ السفليّ أو العلويّ،[٤] ويتم تحفيز نوبات الألم بفعل المحفّزات المذكورة في الأعلى، ويمكن لهذه النوبات أن تتكرر على مدى أيام، أو أسابيع، أو أشهر، أو سنوات، كما أن هذه النوبات تزداد في حدّتها وتكرارها على فترات أقصر مع التقدّم في الزمن، وتعتبر هذه الآلام معطّلة للتصرفات التلقائيّة في الوجه كالتبسّم، والكلام، ولمس الوجه في المناطق التي تحفّز الألم، مما يؤدي إلى تعطل المصاب عن أداء واجباته اليومية الطبيعية، مثل تناول الطعام، والمضغ، وتنظيف الأسنان، وغسل الوجه.[١٠]
تشخيص مرض العصب الخامس
يتم تشخيص المرض عن طريق معرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، والتاريخ المرضي للمريض، بالإضافة إلى فحص المريض سريرياً؛ وذلك عن طريق فحص الوظائف في المناطق التي يغذيها العصب الخامس، وذلك لمعرفة التفرّع المصاب،[١١][٩] ومن الضروري عمل صورة رنين مغناطيسي لمنطقة الرأس لاستثناء وجود أورام في منطقة الدماغ، أو وجود تمدد في الأوعية الدموية الدماغية، أو الإصابة بمرض التصلّب اللويحيّ،[٤] وإذا تبيّن أن سبب الآلام هو مرض العصب الخامس؛ يتم تحديد التفرّع المصاب في الصورة، كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي لتحديد منطقة ضغط الأوعية الدموية على العصب الخامس.[٩]
علاج مرض العصب الخامس
في البداية يجب تحديد السبب وراء آلام الوجه، فقد يكون السبب هو مرض التصلّب اللويحي، وهنا يجب متابعة علاج التصلّب اللويحي مع طبيب الأعصاب، أما إذا كانت الآلام سببها مرض العصب الخامس، فإنه يُعالج باستخدام الأدوية والتي تهدف للتخفيف من الآلام، أو قطع طريق إشارات الألم إلى الدماغ،[١٢] ومن الأدوية المستخدمة:
- الأدوية المضادة للاختلاج، مثل كاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، أو فنيتويين (بالإنجليزية: Phenytoin)، أو لاموتريجين (بالإنجليزية: Lamotrigine)، ويمكن أن يزيد الطبيب الجرعة إذا لم يستجب المريض للجرعة الأوليّة، ومن الجدير بالذكر أن للأدوية المضادة للاختلاج أعراضاً جانبية منها: الشعور بالغثيان والدوخة، وأنّ دواء الكاربامازيبين يتفاعل مع أدوية أخرى لذا إذا تم وصفه للمريض في حالة مرض العصب الخامس يجب الأخذ بالاعتبار الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.[٤][١٢]
- الأدوية المرخية للعضلات، حيث يمكن أن يصف الطبيب مرخّي للعضلات مثل باكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen) وحده، أو بالإضافة إلى أحد الأدوية المضادة للاختلاج مثل الكارامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).[١٢]
- حقن البوتوكس (بالإنجليزية: Botox injections)، حيث يمكن علاج الآلام الناجمة عن مرض العصب الخامس عن طريق الحقن بالبوتوكس، لكن المزيد من الدراسات لا زالت قائمة لاعتماد هذا العلاج.[١٢]
- إذا لم تنجح هذه العلاجات الدوائية في تخفيف آلام المريض؛ يلجأ الطبيب إلى الحلّ الجراحيّ، ويكون الهدف من الجراحة هو تخفيف الضغط الناجم عن الأوعية الدموية على العصب الخامس، مع بقاء احتمالية رجوع الألم بعد أشهر أو سنوات من إجرائها.[١٢]