ما هو ضعف التبويض
محتويات المقال
ضعف التبويض
يتمثّل ضعف التبويض (بالإنجليزية: Ovarian Insufficiency) بعدم قدرة المبيض على أداء وظائفه بشكلٍ سليمٍ قبل بلوغ المرأة الأربعين من عمرها. إذ يُعد المبيض عضواً تناسلياً بإنتاجه للبويضات شهرياً، فضلاً عن كونه جزءاً من نظام الغدد الصماء في جسم الإنسان بسبب إفرازه للهرمونات الجنسية؛ الإستروجينوالبروجستيرون، اللذَين يساهمان بشكل كبير في التحكم بالدورة الشهرية وعملية الإباضة. ومن الجدير بالذكر أنّ ربط ضعف التبويض بعمر الأربعين جاء لتفريقه عن التغيّرات الطبيعية التي تحصل في مرحلة ما قبل سن انقطاع الطمث، أي عند النساء الأكبر من أربعين عاماً، ولذلك غالباً ما يسمى بضعف التبويض المبكّر. ويُعد ضعف التبويض حالة مرضية نادرة الحدوث؛ إذ تُصيب حوالي امرأة واحدة من كل مئة امرأة قبل سن الأربعين، وواحدة من كل ألف قبل سن العشرين. وتجدرُ الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية عزت حدوث ضعف التبويض لأحد العاملَين الآتيَين؛ أوليّ وثانويّ. أمّا العامل الأوليّ فيُعزى للاختلالات التي تحدث في المبيض نفسه فلا يعود بمقدور المبيض الاستجابة لتحفيز هرمونات الغونادوتروبينات (بالإنجليزية: Gonadotropins) التي تم إفرازها من منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) ومن الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland)، فلا يستطيع عندها أداء وظائفه الطبيعية، ويُسمى ضعف التبويض في هذه الحالة؛ ضعف التبويض الأوليّ. أمّا ضعف التبويض الثانوي؛ فيكون في حال عدم قدرة الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد على تزويد المبيض وتحفيزه بهرمونات الغونادوتروبينات. ويُسبب ضعف التبويض مشاكل صحية عديدة، كما أنّ له آثاراً سلبيّة على نفسيّة المريضة، وذلك لتأثيره على القدرة الإنجابية لها.[١][٢][٣]
أسباب ضعف التبويض
تزداد فرصة حدوث ضعف التبويض عند تجاوز المرأة الخامسة والثلاثين من العمر، وعند وجود تاريخٍ عائليٍّ للمرض، وكذلك إذا تعرضت المرأة لعدة عمليّات جراحيّة في المبيض. أما أبرز أسباب ضعف التبويض فهي على النحو الآتي:[٤][٢]
- الاختلالات في الكروموسومات: وأبرزها متلازمة تيرنر(بالإنجليزية: Turner syndrome)، التي تملك فيها المصابة كرموسوم X طبيعي والآخر غير طبيعي. بالإضافة إلى متلازمة كروموسوم X الهش (بالإنجليزية: Fragile X chromosome syndrome)؛ إذ يكون فيها هذا الكروموسوم قابلاً للتكسر أكثر من الطبيعي.
- اضطرابات المناعة الذاتية للجسم: تشكّل هذه الاضطرابات ما يُقارب 4-30% من حالات ضعف التبويض المبكّر، وتحدث نتيجة إفراز جهاز المناعة أجساماً مضادة تهاجم أنسجة وخلايا المبايض، مما يؤدي إلى تدمير البيوضات والحويصلات التي بداخلها. ولا يُعرف حتى الآن آلية حدوث ذلك، إلا أن بعض العلماء يعتقدون بمساهمة عوامل جينيّة وبيئيّة فيه، كما قد يُحفزّه الإصابة بعدوى من أنواع معينة من الفيروسات.
- الخضوع للعلاج الكيميائي أو العلاج بالإشعاع: اللذين يؤديان إلى تدمير المكونات الجينية في الخلايا بما فيها خلايا المبيض.
- التعرّض لبعض السموم: مثل دخان السجائر، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية.
- الإصابة ببعض الأنواع من العدوى: أبرزها التهاب المبيض المصاحب لمرض النكاف (بالإنجليزية: Mumps). وقد تؤدي الإصابة ببعض الفيروسات والميكروبات الأخرى إلى ضعف التبويض مثل؛ الملاريا (بالإنجليزية: Malaria)، والسل(بالإنجليزية: Tuberculosis)، والشيغيلا (بالإنجليزية: Shigella) وفيروس جدري الماء النطاقي (بالإنجليزية: Varicella Zoster virus)، وغيرها.
أعراض ضعف التبويض
يؤدي ضعف التبويض إلى ظهور العديد من الأعراض والعلامات المرتبطة بنقص مستويات هرمون الإستروجين، ولذلك تتشابه أعراض ضعف التويض مع أعراض انقطاع الطمث، أي عند الوصول لما يُسمى بسنّ اليأس. وأبرز هذه الأعراض ما يلي:[٥]
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها لفترات؛ وذلك قد يظهر على مدار عدة سنواتٍ، أو بعد الحمل، أو بعد التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل.
- انخفاض القدرة على الإنجاب، فتشكو المريضة من صعوبة حدوث الحمل.
- المعاناة من الهبّات الساخنة، بالإضافة إلى التعرق الشديد ليلاً.
- انخفاض الرغبة الجنسية عند المريضة، كما وقد تعاني من جفافٍ في المهبل.
- المعاناة من الارتباك وعدم التركيز.
علاج ضعف التبويض
يتكوّن علاج ضعف التبويض من العديد من الخطوات، تهدف إلى تعويض النقص الحاصل في مستويات الهرمونات الجنسية، واستعادة الخصوبة، وكذلك تحسين الحالة النفسية للمريضة؛ فمن الضروري إخبار المريضة أنه بالإمكان استرجاع النشاط الطبيعيّ للمبايض وبالتالي إمكانية حدوث الحمل، بالإضافة إلى حثّها على تناول الأغذية الغنيّة بالكالسيوم، فنقص الهرمونات المصاحب لضعف التبويض قد يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام. أما العلاج الهرموني فيكون بإعطاء حبوب فموية أو لصقات جلدية تحتوي على هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، وذلك لعلاج الأعراض الناتجة عن نقص هذا الهرمون، وللمحافظة على كثافة العظم كذلك. بالإضافة إلى إعطاء هرمون البروجيستين (بالإنجليزية: Progestins) بشكل دوري لمدة 10-14 يوماً كل شهر، إما على شكل ميدروكسيبروجيستيرون (بالإنجليزية: Medroxyprogesterone) وإما مايكرونايزد بروجيستيرون (بالإنجليزية: Micronized Progesterone). ويتضمن العلاج الهرموني كذلك إعطاء هرمونات الأندروجينز (بالإنجليزية: ِAndrogens) في بعض الحالات، وذلك بإعطاء حبوب فموية تحتوي على ميثيل تستوستيرون (بالإنجليزية: Methyltestosterone)، أو بإعطاء حقن عضلية تحتوي على إسترات التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone Esters).[٦]
مضاعفات ضعف التبويض
يؤدي ضعف التبويض إلى العديد من المضاعفات، لعل أبرزها الإصابة بالعقم، ولذلك أثرٌ كبيرٌ على المريضة جسدياً ونفسياً. وقد يؤدي نقص هرمون الإستروجين الحاصل في ضعف التبويض إلىهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، لذا قد تعاني المريضة من الإصابة بالكسور بسهولة. كما أنّ لنقص مستويات هرمون الإستروجين آثاراً سلبية على صحة القلب، كما قد يؤدي نقصه إلى الإصابة بالخرف عند بعض النساء. ومن الجدير بالذكر أنّ المريضة قد تعاني من الاكتئاب والقلق نتيجةً لإصابتها بالعقم وبالمضاعفات الأخرى المترتبة على ضعف التبويض.[٧]
المراجع
- ↑ “Ovarian Insufficiency”, medscape.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
- ^ أ ب “Pathogenesis and Causes of Premature Ovarian Failure”,ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-9-2017. Edited.
- ↑ “Ovary”, healthline.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
- ↑ “Pathogenesis and Causes of Premature Ovarian Failure”,ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-9-2017. Edited.
- ↑ “Premature ovarian failure”, mayoclinic.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.
- ↑ “Ovarian Insufficiency Treatment & Management”,medscape.com, Retrieved 22-9-2017. Edited.
- ↑ “Premature ovarian failure”, mayoclinic.org, Retrieved 22-9-2017. Edited.