ما هو حلف الناتو
تتشكلت كلمة الناتو من تجميع الحروف الأولى للكلمات التالية في اللغة الإنجليزية ” North Atlantic Treaty Organisation ” والتي تعني حلف الشمال الأطلسي ، حيث تم تأسيس المنظمة بناءً على إتفاقية الشمال الأطلسي و التي قد تم التوقيع عليها في شهر إبريل من عام 1949 في منطقة واشنطن ، وقد تم إتخاذ المقر الرئيسي لهذا الحلف في عاصمة بلجيكا ” بروكسل ” ، وقد تم إتخاذ كلا اللغتين الإنجليزية والفرنسية كلغة رسمية للحلف .
تمثل الدور الرئيسي لهذه المنظمة بحراسة حرية كل من الدول الأعضاء والقيام بحمايتها عن طريق القوة العسكرية ، و يبرز دور الحلف من خلال التدخل في الخلافات السياسية ، حيث تساهم الدول الأعضاء بالقوى العسكرية والمعدات ، وهذه المساهمة تشارك في إيجاد التنظيم العسكري للحلف ، وبالإضافة إلى الدول المشتركة بالحلف كان هنالك دول غير مشاركة إمتلكت علاقات ممتازة مع الحلف وعرفت بالحلفاء الرئيسيين لمنظمة الناتو .
بعد حدوث الحرب الباردة و مع تغير العلاقات الأوروبية الأمريكية وبتغير الموقع الذي كانت تتمتع به بما يتعلق بالأمن الأوروبي ، وإختلاف النظرة الموجهة لروسيا حيث لم تعد تمثل القوة الروسية التهديد الأكبر للأمن الأوروبي بعد الآن ، وفي ذات الوقت لم يعد أمر إنهيار جدار برلين يشكل إنهياراً لهواجس أوروبا ، خاصةً إبان تفشي النزاعات العرقية شرقي القارة كاشفةً بذلك عن عجز الأوروبيين وعدم قدرتهم على الحفاظ على أمنهم ، خاصةً بعد أن جردت الحرب الباردة بإنتهائها العلاقات العميقة بين أوروبا وأمريكة حيث جردت العلاقة من بعدها الإستراتيجي والذي يمثل المركزية للعلاقة ، مما جعل ضرورةً في إعادة بناء العلاقات بين ضفتي الأطلس ، مما شكل منعطفاً تاريخياً ، وعند هذا المنعطف ، دخل الناتو في إعادة لتعريف المنهج للحلف وكذلك إعادة تعريف الأهداف والاليات التي تم إعتمادها ، حيث باتت المبررات التي تم بناء وتشكيل الحلف على أساسها مندثرة لا أساس لها ، مما جعل الحلف يفقد إتجاهه الأمني والسياسي .
وخلال هذا التغير التاريخي في الوضع السياسي للبلدان ، كان لابد لحلف الناتو من الدخول في مرحلة إعادة تعريف لمنهجية الأهداف ،حيث أن الأسباب الرئيسية التي قام عليها الحلف وأنشئ على أساسها قد توارت واندثرت، كما عمل التغير السياسي على تبديد الإستراتيجيات المتبعة ، ونتاجاً لذلك تم إعادة تحديد العدو بالنسبة للحلف ككل ، حيث تم إعادة التعريف ليشمل الفضاء الجغرافي ويتوسع في مفهومه ليناصر أهداف الدول المشاركة بدل الإكتفاء بتأمين الحماية وبذلك تم وضع أسس جديدة ليتحرك الحلف تبعاً لها وبذلك يتم تحديد الأسلوب المتبع لمواجهة الأمور والصعوبات المستجدة .