ما هو الفرق بين السنة والشيعة – من هم الشيعة – من هم اهل السنة
ما الفرق بين السنة والشيعة في العقيدة؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير منا، ولكن وجب الحديث أولًا عن السنة والشيعة بشكل عام، حيثُ و في بداية الإسلام لم يكُن هناك وجُود للسنة والشيعة وغَيرها من الجماعات، حيثُ كَان الرسول صلّى الله عليه وسلّم هُو المرجع الوحيد لجميع الأمور التي تتعلّق بالدين، وعند اختلاف الفرق والأحزاب أو الجمَاعات في أمرٍ من الأمُور كانوا يلجأون بشكلٍ مباشر الى صحابة رسول الله، وعندما يستعصي أمرًا على الصحابة يتوجّهون للنبي صلّى الله عليه وسلّم للحُصول على القول المُفصّل، فإنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم هُو الأسبب الأول والوحيد بَعد الله تبارك وتعالى عند الإنهاء الإفتراءات والأفكار الهدّامة التي تدعو إليها الجماعات والأحزاب، حيث أنّ المُسلمون جميعًا يجتمعون على الاقتداء والإمتثال لكلام النبي، في هذا المقال نوضح الفرق بين السنة والشيعة في العقيدة الاسلامية.
معنى الشيعة
تُعتبر جماعة الشيعة هي ثاني أكبر طَائفة أو جماعة من المُسلمين، وغالبًا ما يُشير مفهوم الشيعة للشيعة الإثنا عشرية، لأنّها تُعتبر الفرقة الأكثر عددًا، ويؤمن الشيعة أن التشيع هو الإسلام نفسه، ويتبناه الشيعة، ويرون أن السملم التقي يجب أن يشيع ويُناصر على بن أبي طالب، وبالتالي يعتبرون أنّ التشيُّع هو جزء من أجزاء الإسلام الأصيل، وضع أساسه الرسول صلى الله عليه وسلم على مدار حياته.
معنى السنة
السُنّة لُغةً: هي المنهج أو الطَريقة ولا يوجد فَرق بين طبيعة الطريقة؛ سواء كانت مذمومة أو محمودة، وسنة الله هي أحكامه وأموامره ونواهيه، والسنة: السيرة، سواء كانت قبيحة أم حسنة، وقد جاء لفظ السنة بقوله تبارك وتعالى: (وما منع النَاس أنيؤمنوا إذ جاءهم الهدىٰ ويستغفروا ربهم إلا أنّ تأتيهم سنة الأولين)، بمعنى ما كان عليه الأوّلين من العذاب بعد تعنّتهم على الضّلال، فقد قال الزجَّاجُ: (المقصود بقوله تعالى: (سُنَّةُ الأَوَّلِينَ) أنّهم عاينوا العَذابَ على الحقيقة)، وقد طلبه المشركون بقولهم: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ)، وسَنَنْتُها سَنّاً واسْتَنَنْتُها سِرْتُها أو سرتُ على طريقها وطريقتها ونهجها، والسُّنةُ: الطَّبيعَةُ، ويقال: امْضِ على سُنَّتِكَ: أي قصْدِك ووجهتك، وسَنَنُ الطَّريقِ وسُنَنُهُ وسُنُنُه نَهْجُه الذي يسير عليه المُسافر، ويقال: ترك فلانٌ لك سَنَنَالطَّريقِ وسُنَنَهُ وسِنَنَه أي جِهَتَهُ، والمُسْتَسِنُّ الطريقُ المَسْلوكُ وتَسَنَّنَ الرَّجُلُ في عَدْوِه واسْتَنَّ مضَى على وَجْهِة مُعيّنة دون سواها.
الفرق بين السنة والشيعة في القرآن الكريم
هنا سنوضّح لكم الفريق بين السنة والشيعة حَسب ما ورد في القرآن الكريم.
عند أهل السنة: القرآن الكريم عند أهل السنة أصل مُعتبرٌ مُتّفقٌ على صحّته وسلامته من الزّيادة والنّقصان، وأنّ الله -سبحانه وتعالى- قد تكفّل بحفظه، فهو مَحفوظٌ بحفظ الله عن التّحريف والتّزييف.
عند الشيعة: طَعَن بعض علماء الشيعة في صحّة القرآن، وأنّه قد تخلّله التّحريف والتّزييف، وأنّ هنالك قرآناً غير مُطلَّعٍ عليه اسموه مصحف عائشة، وأن القرآن الذي يقرأه المسلمون الآن نَسَفَ الآيات التي تُثبِت ولاية عليّ -رضي الله عنه- وأحقيّته بالخلافة، وهم يؤولون القرآن الكريم بتأويلات لا أصل لها ولا دليل.
الفرق بين السنة والشيعة في الخلافة
الفرق بين السنة والشيعة في الخلافة وأمورها يتمثّل فيما يلي:
عند أهل السُنّة: يرى أهل السُنّة أن الخلافة فيمن يختاره المُسلمون وفق شروط مُعيّنة، أهمّها العدالة والصّلاح والتّقوى، واختيار المسلمين له بالأغلبية وفق مَنهج الشورى، وأنه لا ولاية لأحد حتّى الخليفة إلا وفق شرع الله وما يرضيه، وأنّ الخليفة إن أخطأ أو قصَّر أو كفر كفراً بَوّاحاً وجب عزله، ويعزله مجلس خُصِّصَ لذلك هم أهل الحلّ والعقد.
عند الشّيعة: يرى الشيعة أنّ الخلافة محصورة في اثني عشر إماماً، هم علي رضي الله عنه، وابنه الحسين، وعشرة أئمة من نسله فقط، ولذلك قالوا بأن أبا بكر وعمر وعثمان قد اغتصبوا الخلافة من علي -كرّم الله وجهه-، وأنّه لا يجوز تولية أحد غير هؤلاء الإئمة عندهم؛ لذلك سُمّوا بالاثني عشريّة أو الإماميّة، وقد تولّى عندهم من هؤلاء أحد عشر إماماً واختفى المهديّ المُسمّى محمد بن الحسن العسكريّ؛ إذ وقع في سرداب ولم يظهر، وهم يعتقدون أنّه سيظهر ويعود ليقود الأمّة من جديد، وقد أجازوا تولية غير هؤلاء الأئمّة لحين ظهور المهدي.
الفرق بين السنة والشيعة في الحديث
وذكَر الرسول صلّى الله عليه وسلم الأحادِيث الكثيرة التي ورد فيها الفرق بين أهل السنة وأهل الشيعة.
عند أهل السُنّة: هو المصدر الثاني من مصادر التّشريع الإسلاميّ، وقد اشترط علماء السُنّة لقبول الحديث عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- شروط دقيقة جدّاً لتعلّقه بأحكام الأمة وتعاليمها، وأنّ الكذب فيه يُؤدّي إلى كوارث وخيمة، لذلك وضعوا علماً كاملاً يقوم على تحقيق الأحاديث الصّحيحة من غيره اسمه علم الجرح والتّعديل؛ فلا يقبل أهل السُنّة من الحديث إلا ما صحّت نسبته إلى النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- ويستأنسون بالحديث الضّعيف منه دون الاستشهاد به، ويرفضون ما ثبت كذبه على رسول الله.
عند الشيعة: ألقى الشّيعة بكتب الحديث التي جمعها علماء أهل السُنّة عرض الحائط، مُتغافلين بذلك الجهد العظيم في جمعها وتمحيصها، حيث إنّهم لا يرون من الحديث إلا ما ثبت عن بعض الصّحابة الذين ناصروا عليّاً -رضي الله عنه- في خلافاته مع معاوية، أو ما رُوِيَ عن آل بيته -رضوان الله عليهم أجمعين-، ويرون أنّ كل ما رُوِي عن غيرهم لا يرقى للاستدلال به، فضلاً عن الاعتماد عليه.
الفرق بين السنة والشيعة عند الصّحابة
الفرق بَين أهل السُنّة الشيعة عند صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتوضّح في النقاط التالية:
عند أهل السنة: يُجمع أهل السنة على احترام الصحابة جميعاً، وأنهم هداة مهديون، وأنهم جميعهم عدول، وأنهم لكونهم بشراً فهم غير معصومين من الوقوع في الخطأ كغيرهم من البشر غير أنهم يرتفعون في الدرجة عن باقي البشر لشرف صحبة النبي – عليه الصّلاة والسّلام ورفقتهم له. وهم سواء عند الله إلا من زاد عمله وتقواه، وأن خلافاتهم خلافات دنيوية لا تؤثر على مكانتهم عند الله وهم بها مجتهدون فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئ بعضهم فله أجر.
عند الشيعة: يرى الشيعة أن الصحابة قد كفروا بعد رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – الا جماعة منهم قليلة، وهم الذين أيدوا علياً وناصروه في حربه مع معاوية ونسل علي وآل بيته فقط، وذلك لأنهم يرون أن علياً هو الأحق بالخلافة من باقي الصحابة، وأن أبا بكر وعمر وعثمان قد سلبوا الخلافة منه، ويسبونهم ويلعنونهم ويعتقدون أنهم بذلك يتقربون من الله.
الفرق بين السنة والشيعة في عقيدة التّوحيد
هنا نوضح الفرق بين السنة والشيعة حسب عقيدة التوحيد .
عند أهل السُنّة: يُؤمن أهل السُنّة بأنّ الله هو الواحد القهّار، وأنّه لا شريك له، ولا ندّ، ولا نظير، ولا واسطة بينه وبين عباده. ويُؤمنون كذلك بأسماء الله وصفاته كما جاءت عن الله.
عند الشّيعة: يُؤمن الشّيعة كذلك بالله تعالى وأنّه إله واحد، ولكنّهم يَشوبون هذا الاعتقاد بتصرّفات شِركيّة ليس لهم عليها من سلطان ولا دليل، فهم يتقرّبون إلى الله بالأولياء، وهنالك أئمة معصومون هم أرفع شأناً ومقاماً من باقي البشر، بل ربما رفعوهم في الدّرجة على الصّحابة والأنبياء، وهم يلتزمون بأمرهم ولا يخالفونهم أبداً، ويرون أنّ أعمالهم كلّها وحيٌ من الله يجب الامتثال بها.
الفرق بين السنة والشيعة برؤية الله
عند أهل السنة: يعتقد أهل السُنّة أنّ رؤية الله مُمكنة في الآخرة فقط، وأن ذلك ثابتٌ بنصِّ كتاب الله سبحانه وتعالى، وتحديداً في قوله عزّ وجلّ: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).
عند الشيعة: يعتقد الشّيعة أن رؤية الله غير مُمكنة لا في الدّنيا ولا في الآخرة.