ما معني الفروق الفردية
يقال في العادة أنّه لا يوجد شخصان متطابقان بشكل تام على الكرة الأرضية، فلا بد أن يتميز الأشخاص عن بعضهم البعض بطريقة أو بأخرى حتى في حالة التوائم المتطابقة، ففي علم النفس يوجد ما يعرف بالفروق الفردية وهو مصطلح يشير إلى الفروق الطفيفة أو الكبيرة في السلوكيات بين الأشخاص في المباحث الهامة لعلم النفس كالذكاء والاهتمامات والشخصية وغير ذلك، وهي ما يجعل كل شخص على سطح الكرة الأرضية مميزاً عن غيره.
وتعتبر ملاحظة أنّ الناس مختلفين عن بعضهم البعض هي ملاحظة شائعة، ولكن اختلاف الناس عن بعضهم البعض يعتبر اختلافاً ثابتاً أي أنّ الناس يميلون في العادة إلى الثبات على نمط حياتهم وعلى طبيعة سلوكهم وتعاملهم مع الأمور في شتى المجالات، فنحن لا نرى شخصاً يكون اجتماعياً في أسبوع ومن ثم في الأسبوع الآخر يصبح منعزلاً من دون أسباب قاهرة تدفعه إلى ذلك ومن ثم يعود في الأسبوع الذي يليه ليكون اجتماعياً وهكذا، فنحن نصف الناس في العادة بأنّ هذا الشخص هو شخص اجتماعي وهذه تكون صفة دائمة له، ويكتسب الناس في العادة هذه السلوكيات المختلفة نتيجة للجينات التي حصلوا عليها من آبائهم بالإضافة إلى البيئة المحيطة بهم وخصوصاً البيئة التي نشأوا فيها والتي تكون من أكثر العوامل التي تؤثر على سلوكيات الإنسان طيلة حياته، بالإضافة إلى البيئة التي يختلط فيها الناس فيما بعد كبيئة العمل ونوع الدراسة الذي حصلوا عليه فعلى سبيل المثال نجد في كثير من الأحيان أن سلوكيات الأشخاص تميل إلى الانضباط بشكل أكبر بعد حصولهم على التدريب العسكري.
والسلوكيات المختلفة للأشخاص والفروق الفردية هي ما يجعل كل إنسان على شخص الكوكب إنساناً فريداً من نوعه ومتميزاً عن جميع من حوله وخاصة إذا قام باستغلال قدراته المميزة على أكمل وجه، والمجتمع على وجه العموم يقوم بالعادة بالإشارة إلى هذه الفروق بإطلاق الصفات على الأشخاص كقبيح ومحبوب وذكي وغبي ونشيط وغيرها من الصفات التي في العادة ما تؤدي إلى الإحباط لدى الأشخاص نتيجة الفهم الخاطئ للمجتمع وخاصة العربي للفروق الفردية بين الأشخاص، ففي العادة يقوم الناس بمقارنة الأشخاص ببعضهم البعض بطريقة تسبب الإحباط كمقارنة جميع الأطفال على سبيل المثال بشخص ذكي في الجانب العلمي فينعتون ذاك الشخص بالذكي أمّا باقي الأطفال فيقومون بنعتهم بالأغبياء، بينما يكون هؤلاء الأشخاص الذين نعتوا بالأغبياء أشخاصاً متميزين عن الآخرين بأنواع أخرى من الذكاء كالذكاء الرياضي والذكاء العاطفي والاجتماعي ممّا يجعلهم أشخاصاً متميزين في المجتمع، فليس من الضرورة أن يكون كل الناس نسخاً عن أينشتاين فإن كانوا كذلك لن يكون هنالك أي نوع من أنواع التكامل في المجتمع ولن يكون هنالك حتى ما يمكن أن نطلق عليه مجتمعاً.