ما مضار النوم على البطن

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،

إنّ النّوم هو إحدى نعم الله تعالى علينا التي لا تعد ولا تحصى، ففيه يرتاح الجسم وأعضاءه من الإعياء والتعب، ليستيقظ الإنسان من بعد نومه وقد استعاد حيويته ونشاطه.

وعلى الإنسان أن يحرص على الطريقة الصحيّة في النّوم، فلا ينام نومة رديئة تضر به؛ لأنّ النّوم الصحّي فيه منافع كبيرة، ويكون أكثر كفاءة وفعاليّة، فقد ينام أحدهم عشر ساعات، فلا يرتاح جسمه بالقدر المطلوب، ولا يشعر بالنّشاط الكافي عند استيقاظه، وقد ينام غيره خمس ساعات، ويكون على العكس من الشخص الأول، وكل هذا لأنّ الشخص الأوّل نام نومة غير صحية، والثاني كانت نومته صحيّة مفيدة.

ليس من هدي النبوة أن ينام الإنسان على بطنه، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن هذه الطريقة في النّوم، حيث كانت ردّة فعله صلى الله عليه وسلم عندما رأى رجلًا مضجعًا على بطنه أنه قال: « إن هذه ضجعة يبغضها الله »، [رواه أبو داود وابن ماجة وغيرهما، واللفظ لأبي داود، وصححه الألباني].

النّوم على البطن هو من أسوأ الطرق في النوم؛ لأن له مضارً عديدة، وكثيرًا ما نسمع عن دراساتٍ وأبحاثٍ أثبتت مضار النوم على البطن الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن الأضرار التي أثبتتها تلك الدّراسات أنّ النّوم على البطن يسبب ضيقًا في التنفّس الذي يرهق القلب والدّماغ؛ لأنّ الإنسان في هذه الطريقة من النّوم يضغط على قفصه الصدري بثقل الظهر، ومن الأمور الأخرى أنّه يسبّب الإنثناء في الفقرات، مما قد يؤدّي إلى العديد من الأضرار والآلام في العمود الفقري، بالإضافة إلى أنّ النّوم على البطن يؤدّي إلى ملامسة الأعضاء التناسليّة للفراش مما يؤدي إلى إثارة الغرائز عند الإنسان، وإلى كثرة الاحتلام لديه.

والنّوم على البطن يحرم الإنسان من الطريقة الصحيّة في النّوم والفوائد التي يجنيها منه، ولا شك ولا ريب بأن النّومة الصحيّة التي هي الأنفع للبدن والأعضاء هي تلك النّومة التي كان ينامها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – واصفًا لطريقة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم: « ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه، ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه، وكان يفعله على أكمل الوجوه، فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقه الأيمن، ذاكرًا الله حتى تغلبه عيناه، غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب، ولا مباشرٍ بجنبه الأرض، ولا متخذٍ للفرش المرتفعة، بل له ضِجاع من أُدم حشوه ليف، وكان يضجع على الوسادة، ويضع يده تحت خدّه أحيانًا. » [زاد المعاد / 679 – 680].

وقد أشارت العديد من الدّراسات إلى منافع وفوائد عديدة للنّوم على الشق الأيمن، فمن تلك الفوائد أنّ القلب في هذه الوضعية يكون أخف حملًا؛ لأنّ الرّئة اليسرى أصغر وأخف من الرّئة اليمنى، والكبد يكون مستقرًا، والمعدة تعلوه بكل أرياحيّة، كل هذا مما يساعد على الاسترخاء، ويحقّق راحة أكبر للجسم.

وفي الختام نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لهدي الرسول صلى الله وعليه وسلم وسنته، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى