ما فائدة اذكار الصباح والمساء
يتراود إلى ذهن الكثير من النّاس حين يستيقظون من نومهم الطّويل كثيرٌ من القلق والخوف وخاصّة إذا مرّوا بتجارب ومواقف سيّئة في أيّامهم السّابقة، فترى همّ المسلم وهاجسه الّذي يسيطر على تفكيره هو أن يستقبل يومًا كلّه فرحٌ وسرور بعيدًا عن الأحزان والمكدّرات والهموم، وأن يقضي هذا اليوم في طاعة الله تعالى وعمل كلّ ما يرضيه، فضلًا عن قضاء أوقات ممتعة شيّقة مع أهله وأقاربه وأصدقائه.
وإنّ المسلم وحتّى ينال البركة والخير والفرحة في يومه تراه يلجأ إلى الذّكر وخاصّةً ما ورد من أذكار الصّباح عن النّبي عليه الصّلاة السّلام؛ فالمسلم يعلم بأنّ الذّكر هو حصنٌ حصين وحرزٌ مكين يقيه ويحفظه ويكلؤه في يومه ونهاره وليله، وأنّ الذّكر هو النّور والهالة التي يمنحها الله تعالى لعباده المؤمنين فتحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم من شرّ كلّ صاحب نيّة سوء، فالذّكر في حياة المسلم هو ركنٌ أصيلٌ من أركان حياته وهو كلماتٌ مباركة لا تفارق جنانه ولا يجفّ منها لسانه.
أذكار الصباح وفوائدها
لا شكّ بأنّ أذكار الصباح هي جزءٌ من جملة الأذكار التي ذكرت في القرآن الكريم والسّنة النّبوية المطهّرة وحتّى نتبيّن الفوائد الجمّة من أذكار الصّباح لا بدّ من الوقوف على عددٍ من هذه الأذكار حتّى نتبيّن أسرارها في حياة المسلم:
- من بين تلك الأذكار الصّباحيّة قول المسلم (اللهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور )، وهذا الذّكر يعني تسليم المسلم حياته ونفسه وأهله لله تعالى، وأنّ الأمر لله سبحانه وتعالى في كلّ شيء، فالمسلم عندما يستيقظ من نومه أو يمسي إنّما يكون ذلك بأمر الله تعالى وقدرته ومشيئته وإنّ التّسليم بهذا الأمر لله تعالى يولّد الشّعور بالطّمأنينة في قلب المسلم، ويرضى الله تعالى عن العبد بسبب إخلاصه في توحيده وعبادته.
- عندما يقول المسلم صباحًا ( بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم )، فإنّ هذا الذّكر الصّباحي يجعل المسلم مطمئنًا حين ينطلق إلى عمله أو دراسته ذلك بأنّه يعلم بأنّه لن يصيبه شيءٌ مع حفظ الله تعالى له، فهو بالذّكر في ذمّة الله تعالى وعهده، ولو اجتمعت الأمّة كلّها على ضرره فلن تقدر على ذلك إلّا أن يشاء الله ربّ العالمين .
- عندما يردّد المسلم ( أصبحنا وأصبح الملك لله ربّ العالمين، اللهم إنّي أسألك خير هذا اليوم، نصره وفتحه، نوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما بعده) فإنّ هذا الّذكر يعني تسليم المسلم نفسه وحياته لله ربّ العالمين، مع رجاء جلب الخير والسّرور إلى قلب المسلم في هذا اليوم، ورجاء دفع الضّرر والأذى، وكلّ ذلك في إطار توحيد الله تعالى وإخلاص القلب له مع الاعتقاد الجازم أنّ الملك لله وحده دون أحدٍ من المخلوقات .