ما أسباب حساسية الجلد

حساسية الجلد

يعاني الكثير من الناس من حساسيّة الجلد، وذلك عند تعرّضهم أو ملامستهم لبعض المواد التي لا تسبب الحساسيّة في الوضع الطبيعي. فعند تعرّض المريض لهذه المواد يحدث اضطراب في جهاز المناعة في جسمه، فيبدأ بالتعامل مع هذه المادة على أنّها عدو، ويُطلق بذلك العديد من المركبات الكيميائيّة التي تسبب احمرار الجلد، أو ظهور طفح جلديّ، أو إثارة الحكة مكان التعرّض للمادة المُحفّزة. فبعد عشرة أيام على الأقل من ملامسة المريض لمادة ما، عندها يصبح حساساً لهذه المادة، وعندما تتكوّن الأجسام المضادة لهذه المادة ستبدأ الأعراض بالظهور خلال دقائق أو خلال يوم أو يومين من وقت ملامسة المادة مرة أخرى بعد تكوّن الأجسام المضادة.

وتزداد فرصة الإصابة بحساسية الجلد إذا ما كان المريض يعاني أصلاً من الأكزيما أو من الحكة في المناطق الحساسة أو من التهاب الأطراف السفلية الناتج عن نقص التروية. وتنتج حساسية الجلد من العديد من المواد، منها ما يستخدم في مساحيق التجميل أو العطور أو مواد التنظيف أو المطهرات، ومنها ما يدخل في تركيب بعض الأدوية والعقاقير. ولتحديد المادة المسببة للحساسية يقوم الطبيب بإخضاع المريض للفحوصات الحساسية، وغالباً ما يتم استخدام ما يسمّى True test، إذ يقوم الطبيب فيه بوضع مجموعة مكونة من ثلاث لوحات على ظهر المريض، وتحتوي كل لوحة على 12 رقعة تحتوي على مواد من المحتمل أن تكون مسببة لهذه الحساسية. وبعد مرور يومين، يقوم الطبيب بإزالة هذه المجموعة وملاحظة أي تغيرات على الجلد الملامس لكل مادة. وفي حال الاشتباه بجود حساسية ضد مواد أخرى غير تلك الموجودة في المجموعة، قد يعمل الطبيب على إضافة بعض المواد التي قد تعرض لها المريض في العمل أو المنزل أو في الأماكن التي يرتادها عادةً.[١]

أسباب حساسية الجلد

تنتج حساسية الجلد بعد التعرض للعديد من المواد، وتعتبر العطور والمعادن الموجودة في المجوهرات أكثر هذه المواد تسبباً بالحساسية. ويتم تقسيم حساسية الجلد إلى ثلاثة أقسام رئيسة يكون لكل منها أسباب معينة وتظهر بشكل مختلف، أمّا أنواع حساسية الجلد فهي على النحو الاتي:[٢][٣]

  • الشرى والوذمة الوعائية: ويتضمن الشرى، وتُسمى أيضاً بالأرتيكاريا، ظهور طفح جلدي على شكل رقع مرتفعة عن الجلد، وتكون حمراء اللون ومثيرة للحكة، ولها نوعان، حاد ومزمن، وينتج النوع الحاد من عدة أسباب أبرزها، تناول بعض الأطعمة و الادوية والتعرض للدغات الحشرات، بالإضافة إلى بعض العوامل الفيزيائية كالحرارة والبرودة والتعرض لأشعة الشمس وممارسة التمارين الرياضية، كما قد تعمل الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية على إثارة الشرى الحادة، ويشكل هذا النوع معظم حالات الشرى، ويختفي في غضون أيام أو أسابيع. أمّا الشرى المزمنة فتنتج من أسباب غير الحساسية وقد يستمر ظهورها لأشهر أو لسنوات. والوذمة الوعائية مرتبطة بشكل كبير بالشرى، وتظهران معاً في الكثير من الحالات، وتنتج من نفس أسباب ظهور الشرى الحادة، وعلى الرغم من هذه التشابهات، إلّا أن الوذمة الوعائية تتضمن تورم الطبقات الجلدية الأعمق، كما أنّها لا تسبب احمرار الجلد وإثارة الحكة فيه، وغالباً ما تصيب الجفون والشفتين واللسان والقدمين واليدين.
  • الأكزيما التأتبية: وهي أحد الأمراض الجلدية المزمنة، تبدأ الإصابة بها في مرحلة الطفولة والمراهقة، ويتضمن جفاف الجلد واحمراره وإثارة الحكة فيه، ويمتلك المريض في الكثير من الحالات تاريخ عائلي للإصابة بالحساسية. وهو مرتبط بشكل كبير بتناول بعض الأنواع من الأطعمة وبالتهاب الأنف التحسسي وبالربو كذلك.
  • التهاب الجلد التماسي: وهو مرض جلدي ينتج عند ملامسة الجلد لبعض المواد، منها ما هو مُهيّج لطبقات الجلد، فيسبب الشعور بالألم مكان التلامس بالإضافة إلى الطفح الجلدي، ومنها ما يسبب رد فعل تحسسي فيه. وقد قام بعض الباحثين بإجراء دراسة للتعرف على المواد التي تسبب التهاب الجلد التماسي التحسسي وكانت النتائج على النحو الآتي:[٤]
    • النيكل: وهو أحد أكثر المعادن استخداماً في الحياة اليومية، فهي تستخدم لصنع الحلي والمجوهرات، بالإضافة إلى استخدامه لصنع أزرار الملابس.
    • الذهب المستخدم في الحلي والمجوهرات.
    • بلسم بيرو: الذي يُستخرج من صمغ الشجر، ويستخدم في صنع العطور ومرطبات الجلد.
    • مادة ثيومرسال: وهو مطهر يحتوي على الزئبق، ويستخدم كذلك لحفظ المطاعيم.
    • الفورمالديهايد: وهو مادة حافظة تدخل في الكثير من الصناعات مثل الورق والدهانات والمنظفات و الأدوية ومساحيق التجميل.
    • كلورايد الكوبالت: وهو أحد المعادن المستخدمة بكثرة في المنتجات الطبية وصبغات الشعر ومزيل الروائح.
    • المضاد الحيوي الموضعي باسيتراسين (بالإنجليزية: Bacitracin).
    • مادة كواتيرنيوم 15: وهي مادة حافظة تدخل في العديد من الصناعات مثل الدهانات والشمع، بالإضافة إلى مواد التجميل.

علاج حساسية الجلد

يعتمد علاج حساسية الجلد على نوع الحساسية، فتُعالج الأكزيما التأتبيّة عبر استخدام مرطبات الجلد والمراهم التي تعمل على تخفيف التهاب الجلد مثل الستيرويد، كما من الضروري على المريض تحنب حك الطفح الجلدي، فذلك من شأنه أن يزيد من حالته سوءاً، وكذلك تجنب استعمال الصابون المحتوي على سلفات الصوديوم أو أيّة مواد مُهيّجة. وينصح المريض بارتداء الملابس القطنية لتخفيف الحكة ولحماية الجلد من المود المُهيّجة. وقد يتم اللجوء إلى استخادم المضادات الحيوية في حال وجود هدوى قامت بإثارة الأكزيما. أمّا الشرى والوذمة الدموية فتُعالج بدايةً بتجنّب التعرّض للمواد المُسبّبة للحساسية، بالإضافة إلى تناول الادوية المضادة للهيستامين للسيطرة على الأعراض المُصاحبة لها.[٥]وعلاج التهاب الجلد التماسي يعتمد على شدة الاعراض الناتجة عنه، فقد ينفع استخدام الضمادات الباردة في تخفيف الحكّة والطفح الجلدي، وقد يتم اللجوء إلى المراهم المحتوية على الستيرويد، امّا في الحالات الشديدة، قد يُستخدم دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) الذي يؤخذ عن طريق الفم.[٢]

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى