ما أسباب الصداع المتكرر
محتويات المقال
محتويات
- ١ الصّداع
- ٢ ما أسباب الصّداع المتكرر
- ٣ أعراض الصّداع
- ٤ تصنيف الصّداع
- ٥ طرق متبعة لعلاج الصّداع
- ٦ المراجع
الصّداع
يُعرف الصّداع بأنَّه الألم النّاتج من الرّأس أو الرّقبة في الجزء العلويّ من الجسم. تنتج من الأنسجة والهياكل التي تحيط بالجمجمة أو الدّماغ طبقة رقيقة من الأنسجة (السمحاق)، والذي يحيط العظام، والعضلات التي تغلف الجمجمة، والجيوب الأنفية، والعينين، والأذنين، وكذلك الأنسجة الرّقيقة التي تغطي سطح الدّماغ، والعمود الفقريّ (السّحايا)، والشّرايين، والأوردة، والأعصاب.
ويمكن أن تلتهب جميع هذه الأجزاء لتسبّب الصّداع، علماً بأنَّ الدّماغ نفسه لا يحتوي على الأعصاب التي تؤدي إلى الإحساس بالألم (ألياف الألم). وتختلف نسبة الألم النّاتج عن الصّداع، فهناك الصّداع الباهت، والخفيف، والحادّ، والمستمر، والمتقطع، والمعتدل. حيث إنَّ شريحةً كبيرةً من النّاس تشكو في معظم الأحيان من إصابتهم بالصّداع المتكرّر، وقد اعتبر بعض الأطبّاء أنَ الصّداع هو من أكثر الأمراض المنتشرة بين النّاس، والنّاتجة بفعل إصابة الشّخص بمرض عضوي كالحمّى، أو مرض غير عضوي كالتغيّرات الوظيفيّة الحاصلة في مناطقٍ محدّدةٍ من الرّأس مثل العضلات، أو بفعل التغيّرات الفسيولوجيّة.[١]
ما أسباب الصّداع المتكرر
من الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث الصّداع بشكل متكرّر ما يأتي:
- الارتفاع الحاصل في ضغط الدّم: وهو الصّداع النّاتج بسبب قوّة دفع الدّم للرأس، ممّا يسبّب ارتفاعاً في ضغط الدّم.[٢]
- التهابات الجيوب الأنفيّة: وهو التهاب التّجاويف المجاورة للأنف، والموجودة داخل عظام الجمجمة، والتي تؤّدي إلى تجمّع صديديّ بداخلها، واختلال ضغط الهواء بها، ممّا يسبّب الشّعور بآلامٍ شديدةٍ ومستمرّةٍ في الدّماغ.[٣]
- التهابات الأذن الوسطى: كالتهاب الغشاء المخاطيّ الذي يبطن الأذن الوسطى؛ والذي غالباً ما يسبّب لصاحبه ألم الصّداع.[٤]
- الآم الأسنان: يُصاحب الألم الحاصل في الأسنان في معظم الأحيان الصّداع الحادّ، وتختلف الأسباب المرتبطة بألم الأسنان والصّداع، مثل: التهاب اللثّة، وتسوس في الأسنان، وانحشار ضرس العقل في عظم الفك، ونقص عدد الأضراس؛ لأنَّ الإنسان يقوم بالمضغ على الجهة التي بها عدد كافٍ من الأسنان، ممّا يؤدّي إلى إجهاد عضلات الفكيّن، وينتج عن ذلك ألم في الرّأس أو صداع.[٥]
- الأمراض: من الأمراض التي يُعدّ الصّداع عرضاً من أعراضها الجانبيّة الحمّى، والإنفلونزا، والسّعال، والإمساك.[٦]
- أمراض العين: مثل قصر النّظر، والتهابات أعصاب العين وجفافها، أو بسبب تعرّض العين لمزيد من التّعب والإرهاق؛ وجميعها تسبّب الصّداع لأنَّها تزيد من ضغط العين، والذي يؤثّر سلباً فيسبّب الصّداع.[٧]
- الاضطرابات: مثل اضطرابات النّوم، والاضطرابات الحاصلة في الدّورة الدمويّة، والجهاز الهضميّ، والعصبيّ.[٨]
- الأصوات: يؤدّي سماع الأصوات العالية أو الضجيج غالباً إلى الإصابة بالصّداع، وذلك لأنّ الأذن تسمع الأصوات التي مقدار اهتزازها يكون مابين 16-20 ألف هزّة، وما زاد عنها أو قلّ يزيد من ضغط الأذن، ممّا يحدث اضطراباً.[٩]
- العامل النفسيّ: تُسبّب الحالة النفسيّة للشخص جانباً مؤثّراً؛ حيث تؤدّي لشعور الإنسان بالصّداع، كما تؤدّي كثرة التّفكير في معظم الأحيان لشعور الفرد بحالة من الصّداع المتكرّر.[٩]
- الأطعمة: تناول أنواع محدّدة من الأطعمة قد يؤدّي إلى شعور الشّخص بالصّداع المتكرّر، وذلك في حال كانت تثير نوعاً من الحساسيّة عند الشّخص، ممّا يجعلها من الأطعمة غير المُحبّب تناولها تحديداً لمثل حالته.[١٠]
- الرّوائح: مثل العطور، وروائح الأزهار، قد تؤدّي لإصابة بعض الأشخاص بالصّداع؛ لأنَّ رائحة العطور المركّزة تنشط في نهاية الأعصاب الأنفية وتهيّجها.[١١]
- التّدخين: يُعدّ التّدخين من الأسباب الرئيسة المؤدية للصداع المُتكرّر، وذلك لأنَّ النّيكوتين يعمل على ارتفاع ضغط الدّم، والذي يزيد من تدفّق الدّم إلى الرّأس مسبّباً الصّداع.[١٢]
- التلفاز والكمبيوتر: جلوس الفرد أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر لساعات طويلة يُسبّب بدوره الصّداع؛ لأنَّ النّظر إلى الشاشات لفترةٍ طويلةٍ يزيد من ضغط العين.[١]
- المنبّهات: تناول الشّخص للمنبّهات، كالقهوةِ والشّاي بصورةٍ كبيرةٍ تجعله عرضةً للصداع المتكرّر.[١٣]
- تقلبات في الجوّ: التغيّر المفاجئ الحاصل في درجات الحرارة، ويعدّ أيضاً أحد أسباب الصّداع؛ فارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها جميعها تحرّض على الصّداع وتسببّه؛ لأنَّ عضلات الرّأس تتقلص مسببّةً الصّداع.[١٣]
أعراض الصّداع
هناك أعراض مشتركة وواضحة ما بين الصّداع والتوتر، ويُطلق عليه اسم صداع التوتر، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:[١]
- ألم يبدأ في الجزء الخلفيّ من الرأسِ وأعلى العنق، ويوصف بأنَّه ضيق مثل الحزام أو الضغط، وقد ينتشر ليطوّق الرّأس.
- ألم في المنطقةِ التي تقع فوق الحاجبين أوما بينهما، حيث تقع العضلات الأمامية، وتعتبر من أشدّ الأماكن التي تتعرض للصداع.
- ألم يحيط بجانبي الرّأس؛ وقد يختلف هذا الألم في شدّتهِ، وعادةً لا يتمّ التخلص منه.
- لا يصاحب ألم الصداع التوتري أيّ شعور بالغثيان، أو التقيؤ، أو التحسّس عند النّظر لضوءٍ شديدٍ، أو عند سماع الأصوات المرتفعة.
- يحدث الألم بشكل متقطع – أي بشكل غير منتظم – ويمكن أن يصيب بعضاً من الأشخاصِ في كثيرٍ من الأحيان بشكلٍ مستمر.
تصنيف الصّداع
أصدرت جمعية الصّداع الدوليّة أحدث تصنيف لها عن الصّداعِ في عام 2015، لأنَّها وجدت أنَّ الكثير من الأشخاص يعانون من الآم الصّداع، ولأنَّ العلاج يكون صعباً في بعض الأوقات، معربين عن أملهم بأن يكون نظام التّصنيف الجديد من شأنه أن يساعد في مجال الرّعاية الصحيّة، وإجراء تشخيص محدّد للصداع، لابتكار طرق أفضل وأكثر فعاليّة في العلاج .[١]
هناك ثلاث فئات رئيسة من الصّداع استناداً إلى مصدر الألم:[١٣]
- الصّداع الابتدائيّ (الأوليّ): ويشمل الصّداع النصفي الابتدائيّ، والتوتر، والصّداع العنقوديّ، فضلاً عن مجموعةٍ متنوعةٍ من أنواعٍ أخرى أقلّ شيوعاً من الصّداع.
- الصّداع النّاتج عن التوتر: وهو النّوع الأكثر شيوعاً من الصداع الابتدائي؛ بسبب التوتر أو الضغوطات النّفسية، ويظهر عند النّساء بشكل أكبر منه عند الرّجال، ووفقاً لمنظمةِ الصّحةِ العالمية، فإنّ واحداً من كلّ عشرين شخص في العالم يعانون من صداع التوتر اليومي.
- الصّداع النصفيّ: وهو ثاني أكثر الأنواع شيوعاً بعد الصّداع الابتدائيّ، وهو صداع يصيب نصف الرّأس، ويعتبر مرضاً مزمناً يتكرّر فيه الصّداع بكثرةٍ، ويصيب الأطفال والكبار على حدّ سواء. ويتأثر البنين والبنات بالتساوي بالصّداع النصفيّ بعد سنّ البلوغ، وتتأثر النّساء فيهِ أكثر من الرجالِ.
- الصّداع العنقوديّ: وهو نوعٌ نادرٌ من الصّداع الابتدائيّ، وهو عبارة عن الآمِ رأس متكرّرة لمدّة زمنيّة محدّدة. ويؤثّر بشكلٍ رئيس على الرّجالِ في آواخر سنّ العشرين، ويمكن أن تعاني منه النّساء أيضاً والأطفال.
- الصّداع الثانويّ: وهو نوعٌ نادرٌ من الصّداعِ، يظهر لدى 1% من عدد سكان العالم. ويشبُه صداع الشّقيقة من حيثِ المميّزات. ويظهر بشكلٍ أكبر عند الرّجال منه لدى النّساء في السّنوات العشرين الأخيرة من العمر غالباً. الألم لا يكون ثانويّاً لمرضٍ خطيرٍ أو مهدّد للحياةِ. ويشمل هذا النّوع من الصّداع أيضاً، الصّداع المرتبط بتعاطي المخدّرات، واستخدام كميّة كبيرة من مسكّناتِ تخفيف آلام الصّداع.
- الألم العصبيّ في الجمجمة وأنواع الصّداع الأخرى: يصف الألم العصبيّ في الجمجمةِ التهاب واحد من أصل اثنيّ عشر من الأعصابِ الدماغيّة القادمة من المخ، والتي تتحكم في العضلات، وتحمل الإشارات الحسيّة (مثل الألم) من وإلى الرّأس والرّقبة، ولعلّ المثال الأكثر شيوعاً هو التهاب العصب الثّالث، والذي يؤثّر على الأعصابِ الدماغيّة الخامسة (العصب مثلث التوائم)، والعصب الحسيّ الذي يمدّ الوجه، ويمكن أن يسبب آلاماً شديدةً في الوجه عند الغضب.
ويوجد هناك أنواع أخرى من الصّداع، بعضها يحتاج لاستشارة طبيّة، والآخر لا يحتاج، حيث إنَّ الصّداع يعتبر واحداً من التّحذيرات التي يقوم بها الجسد، وذلك للإبلاغ عن وجود ألمٍ أو إصابةٍ في جسم الإنسان، وفي بعض الأحيان يكون الصّداع مؤشراً هامّاً على وجود أمراض خطيرةٍ؛ كأورام سرطانيّة في الدّماغ، أو تمدّد في الأوعية الدمويّة، فإذا مدّت هذه الانتفاخات الشّريان بصورة كبيرة، فإنّ ذلك يؤدّي إلى انفجار الجدران، ممّا يؤدّي إلى حدوث نزيف في تجويف الدّماغ، والذي بدوره يمكن أن يؤدّي إلى حدوث الجلطة الدماغيّة، وأحياناً من الممكن أن يُسبّب الموت.[١٣]
إذا كنت واحداً ممّن يعانون من آلام الصّداع الآتية فيجب عليك استشارة طبيبك على الفور:[١٣]
- الصّداع الجديد، والمفاجئ، والشّديد جدّاً.
- صداع مقترن بالعصبيّة، وأعراضه هي: فقدان مفاجئ للتوازن، خدر أو وخز، صعوبات في النّطق، تشويش ذهنيّ، أو تغيّرات في الرّؤية (رؤية ضبابيّة – رؤيّة مزدوجة – رؤيّة بقع سوداء).
- الصّداع المصاحب للحمّى، أو ضيق التنفّس، أو تصلب الرّقبة.
- ألم الصّداع الذي يتسبّب في إيقاظك ليلاً.
- الصّداع، والغثيان، والقيء الشّديد.
- الصّداع الذي يحدث بعد الإصابة في الرّأس أو حادث.
أمّا أنواع الصّداع الآتية فلا تحتاج إلى الخوف، ولكن إذا تكرّرت هذه الأعراض فيجب استشارة الطبيب، وهي:[١٣]
- الصّداع المتكرّر مرّتين إلى ثلاث مرّات كلّ أسبوع.
- الصّداع الذي يزداد سوءاً دون أن يذهب الألم.
- الصّداع الذي يحتاج إلى أخذ مُسكن للآلام مرّةً يوميّاً.
- الصّداع الذي تحتاج فيه من 2-3 جرعات دون وصفة طبيّة في الأسبوع لتخفيف أعراض الصّداع.
- الصّداع النّاتج من جهد، أو سعال، أو انحناء، أو الأنشطة الشّاقة.
طرق متبعة لعلاج الصّداع
هناك مجموعة من الأمور التي يمكنك اتّباعها لعلاج الصّداع وتخفيف آثاره، ومنها:[١٣]
- تناول الماء لعلاج الصّداع؛ لأنَّه من الممكن أن يكون الجفاف سبباً للصداع، لذا حين تشعر بالصّداع اجلس واشرب ببطء كوباً أو كوبين من الماء معتدل البرودة وليس البارد، لأنَّ الماء البارد يزيد من حدّة الصّداع.
- تناول اليانسون أيضاً يُساهم في علاج الصّداع، حيث يمكنك تناوله على شكل كبسولات أو عن طريق شربه مع الشّاي، لكونه مهدّئاً للأعصاب.
- أخذ استراحات قصيرة لممارسة تمرين التّمدد، خصوصاً عند العمل لفتراتٍ طويلةٍ أمام جهاز الكمبيوتر، فالجلوس والكتابة لفتراتٍ طويلةٍ على جهازِ الحاسوب يتسبّب في تشنّج عضلات المنطقة العلويّة من الكتف، والظهر، والرّقبة، وهو ما قد يتحوّل بعد ذلك لآلام الصّداع.
- اتباع نظام نوم ثابت، كالنوم والاستيقاظ في نفس السّاعة حتى في أيام الإجازات، فالنّوم غير المنتظم من الممكن أن يؤدّي إلى نوبات صداع، أهمّها الصّداع النّصفي، وذلك يتسبّب بإفراز مادة السّيراتونين، وهي مادة موجودة في الكثير من أنسجة الجسم، خاصّةً في الدّم. والسيروتونين يتسبّب في تقلصِ الأوعية الدّموية الصّغيرة الموجودة في مناطق النّزف.
- تناول أطعمة مليئة بالمغنيسيوم في نظامنا الغذائيّ مثل: العدس، والجوز، والخضراوات الخضراء، فالمغنيسيوم يقوم بإرخاء الشّرايين المتقلّصة والعضلات، وله تأثير مهدّئ، فقد تبيّن مؤخراً أنَّ الأشخاص الذين يعانون من الصّداع النصفيّ يعانون أساساً من نقص في مادّة المغنيسيوم.