لغة الجسد
لغة الجسد
لغة الجسد هي نوع من أنواع التواصل غير اللفظي؛ حيث يتم التعبير عن الأفكار والنوايا، والمشاعر من خلال السلوكيات المادية، مثل تعابير الوجه، وموقف هيئة الجسم والإيماءات التي تصدر عنه، وحركة العين، واللمس.
وهذه اللغة موجودة في كلّ من الحيوانات وبني البشر، وهنالك فرق بين هذه اللغة ولغة الإشارة؛ حيث إنّ الأخيرة تعدّ لغةً كاملةً مثل اللغات التي نتحدث بها، وتمتلك مجموعة كاملة من النظم، والقواعد الخاصةِ بها، كما أنّها تمتلك القدرة على إظهار الخصائص الأساسية التي توجد في جميع اللغات، وفي كلّ مجتمع هناك العديد من التفسيرات للسلوك، وهذه التفسيرات تختلف من مكانٍ لآخر، أو ثقافةٍ وأخرى، وتنتقل هذه اللغة غالباً أثناء التفاعلات الشخيّة، ويمكن أن تكون غامضةً في بداية الأمر، وبالتالي تلزم قراءة هذه اللغة بدقّة لتجنب سوء الفهم في التفاعلات الاجتماعية.
الحركات والتعابير الجسديّة
- تعابير الوجه: تُعتبر جزءاً مهماً للتعبير عن العواطف من خلال الجسم؛ فدلالات العيون، والحاجب، والشفاه، وحركات الخد، تمتلك دلالات كالاكتئاب، والغضب، والفرح.
- مواقف الجسم: يمكن من خلالها الكشف أيضاً عن مظاهر العواطف، وهذا يشمل طريقة الجلوس على الكرسي، فمنهم من يجلس معتدلاً وكأنّه مهيمن، والبعض الآخر يجلس وظهره منحني للأمام، وهذه دلالات الخوف أو الخجل، ويُشير العلم بأنّ هذه المواقف حسب شدتها تؤثر على مستويات التستوستيرون، والكورتيزول، اللتان لهما آثار واضحة على السلوك البشريّ.
- اللفتات: اللفتات هي مجموعة من الحركات التي تُستخدم فيها أجزاء الجسم كاليدين، والذراعين، والأصابع، والرأس، والساقين، فيمكن استخدامها أثناء المناقشة لكي تُشير إلى مكان أو شيء، ويوجد العديد من الأشخاص يجلسون مكتوفي اليدين، وهذه دليل على الانغلاق، كما أنّ الأصابع لها دلالات كثيرة وأبرزها أنّ الشخص يحمل في قلبه معتقدات عدوانيّة، أو توجيه أصابع الاتهام لشخصٍ ما، كما أنّ المصافحة باليدين هي أحد طقوس ممارسة التحيّة أو الوصول إلى اتفاق بين الطرفين.
- اللمس: يعتقد الكثير من الأشخاص بأنّ الاتصال عن طريق اللمس هو من أجمل تعابير لغة الجسد؛ لأنه يعبر عن معاني الصداقة الجميلة، والوفاء، والشعور بالحب، والحميميّة.
وتُعتبر لغة الجسد من الحقول التي ظهرت حديثاً، وتحديداً في القرن العشرين، وقد ساهم العديد من الروّاد في تطوّر هذه اللغة، ويُعتبر الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون أحد أهمّ المساهمين في تطورها؛ حيث قال بيكون عام 1605 أنّ الشخص أثناء مناقشته تستطيع أن تعرف ما يدور في نفسه، وقد ساهم أيضاً أرسطو في تطويرها، ويُعتبر أوّل خبير في هذه اللغة هو الملك جيمس الأول.