لغة أبونا آدم وأمنا حواء
سؤال قد يراود الكثير منّا لو تمعنّا التفكير والتأمل في الكثير من أمور وشؤون حياتنا، لا بدّ وأنّ معظمنا فكّر بطريقة كلامه ولغته وسبب اختلاف لغته ولهجته ولكنته عن غيره في كثير من الأحيان، لا سيّما بعد الإنفتاح الكبير في عالمنا هذا، والإنخراط مع العوالم الأخرى، لو علمنا نحن كمسلمين أنّ لغة أبونا آدم وأمنا حواء هي اللغة العربية، فمن أين جاءت هذه اللغات الأخرى والمتعددة. وفي هذا المقال سنحاول أن نجيب عن هذا التساؤل.
لا بدّ لنا من الإشارة أوّلاً أنّ تعدد لغات سكان العالم على الرغم من أنّ الأصل واحد يعتبر آية من آيات إعجاز الله سبحانه وتعالى، يقول الله جلّ وعلا في كتابه العزيز: ” ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمين “، فكيف نشأت هذه اللغات؟ وما هي لغتنا الأمّ؟
في البداية لمعرفة كيفية نشأة اللغات المختلفة وتعددها، فإن هناك علماء عكفوا على دراسة هذه الظاهرة، وخصّصوا علماً خاصّاُ فقط بدراسة “اللغات” ونشأتها، حيث أنّ علم اللغات يطلق عليه اسم “علم الفيلولوجيا”، وهو علم يدرس اللغات، والذي يعرفها بأنّها أصوات يعبّر عنها كل مجموعة وكل جيل من الناس عمّا يدور حولهم وما يجول في وجدانهم، وهي الكلام الذي يشير إلى المصطلحات التي اتفق عليها قوم ما فيما بينهم للتعبير عن شيء ما.
هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن اللغة الأصليّة الأولى هي اللغة البابليّة، وهي أقدم لغة تكلّم بها بني البشر، وهي تعود إلى ما يزيد عن خمسة آلاف سنة كما ورد في بعض المصادر. أمّا في عصرنا هذا فإنّ هناك ما يزيد عن ثلاثة آلاف لغة يتكلم بها البشر في يومنا هذا، ومنها مئة لغة يتحدّث بها أكثر من مليون شخص، ومن هذه المئة لغة هناك تسع عشرة لغة يتحدّث بها ما يزيد عن خمسين مليون نسمة.
مما سبق يتضح أنّ اللغة قديماً كانت واحدة، لكن البشر بعد تطورهم ونموّهم السريع وانتشارهم في كلّ أنحاء المعمورة، كانوا يضطرون في بعض الأحيان إلى إيجاد مسميات خاصّة بالشيء الذي يريدون أن يعبروا عنه، فاخترعوا ألفاظاً تدلّ على أسماء معيّنة لديهم ومن هنا بدأت تتطور لغات خاصّة بكل مجموعة من البشر.
في عصرنا الحالي هناك خمس لغات أساسيّة ويتحدث بها الكثير من سكان دول العالم، وهذه اللغات هي: اللغة العربيّة، واللغة الإنجليزيّة، واللغة الفرنسيّة، واللغة الإسبانيّة، واللغة البرتغاليّة. كما أنّ كل قارة من قارات العالم فيها لغات خاصّة بها، ففي أوروبا هناك اللغة الروسية، واللغة الإيطاليّة، واللغة الألمانيّة. أمّا في آسيا فهناك اللغة الصينيّة، واللغة الهنديّة، والإندونيسيّة، واللغة اليابانيّة، واللغة البنغاليّة، وغيرها الكثير من اللغات الأخرى. أمّا اللغة العربيّة فهي تنقسم إلى قسمين أساسيين: اللغة العربية الفصحى وهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي مشتركة بين جميع الدول العربيّة، وهناك اللغة العربيّة العاميّة والتي يتكلّم بها سكان الدول العربيّة، لكن كلّ دولة عربيّة لها لهجتها ولكنتها الخاصّة، فاللهجة المصرية تختلف عن اللهجة السوريّة أو اللبنانيّة أو الأردنيّة أو الفلسيطينية أو الخليجيّة.