لتكون ناجحاً اجتماعياً
من بين الأهداف التي يسعى إليها الإنسان في حياته هو أن يكون ناجحاً في عمله و دراسته ، و كذلك أن يكون ناجحاً في بناء علاقاتٍ اجتماعيّةٍ مع النّاس ، فالإنسان مهما بلغ من القوّة ، و مهما تمتّع بالمهارات الإنسانيّة فإنّه لا يستطيع أداء الأعمال لوحده ، فاليد الواحدة لا تصفّق ، لذلك كانت يد الله سبحانه و تعالى مع الجماعة ، لأنّ في الجماعة القوّة و التّوحد ، و عندما يكون الإنسان في جماعة يكون أكثر قدرةٍ على العطاء و البذل ، كما أنّ في الجماعة قوّة للدّول و المجتمعات ، فالدّولة التي يكون أفرادها متحابيّن مجتمعين هي الدّولة الأكثر قدرةً على الدّفاع عن نفسها ، و الله تعالى يحبّ الذين يعملون في سبيله جماعاتٍ متّحدين ، قال تعالى ( إنّ الله يحبّ الذي يقاتلون في سبيله صفاً كأنّهم بنيانٌ مرصوص ) ، كما بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم فضل الجماعة و الاجتماع حيث أنّ في التّفرّق الضّعف و ذهاب ريح الأمّة و قوّتها ، و هل يأكل الذّئب من الغنم إلا القاصية البعيدة عن القطيع ، كما بيّن النّبي الكريم فضل المؤمن الذي يخالط النّاس و يصبر على أذاهم على الذي لا يخالط النّاس و لا يصبر على أذاهم ، فإيجابيّات الإجتماع و المخالطة بلا شكٍّ أكثر من العزلة و الانفراد .
و قد أحدثت ثورة الاتصالات و التّكنلوجيا تغييراً مهمّاً في طريقة التّواصل بين النّاس بعضهم البعض ، فظهرت شبكات التّواصل الإجتماعي كالفيسبوك و التويتر و التي استطاعت استقطاب الملايين عبر العالم للتّواصل من خلالها ، إلا أنّ سلبيّات تلك المواقع الاجتماعيّة في أنّها أعطت طريقة التّواصل الإجتماعي جانباً ماديّاً آلية بعيداً عن الرّوح و المعاني السّامية ، فالتّواصل على أرض الواقع بلا شكّ أفضل و ثماره أكبر ، لأنّ فيه تتصافح الأيدي و تتعانق الأجساد و تتبادل النّظرات ، فلكي يكون الإنسان ناجحاً اجتماعيّاً عليه أن يكون ودوداً سمحاً مع النّاس يتحلّى بصفاتٍ حسنةٍ تؤهّله ليكون قادراً على بناء علاقاتٍ اجتماعيّةٍ مثمرة تعود بالنّفع عليه و على مجتمعه ، كما يكون الإنسان ناجحاً اجتماعيّاً حين يكون قادراً على فهم طبائع النّاس المختلفة ، و القدرة على التّواصل معهم على اختلاف مستوياتهم الاجتماعيّة .