كيف يعيش الأسد
محتويات المقال
الأسد
ينتمي الأسد إلى فصيلة السنوريات، وهو من الثدييات، ويعيش الأسد أو معظم الأسود بشكل عام في إفريقيا، وفي آسيا تحديداً في شمال الهند، ويُعتبر الأسد حيواناً مفترساً رئيسياً، أي إنّه لا يُفترس من قبل حيوان آخر، ويمكن تمييز الأسد عن الأنثى عن طريق الرأس، فالأسد له شعر حول عنقه، ولا يوجد حول عنق اللبؤة شعر، وهذا الشعر يعرف باللبدة، ولكن كيف يعيش الأسد؟
حياة الأسد
يُمضي الأسد معظم وقته براحة تامة؛ حيث يقضي ما يقارب العشرين ساعة من نهاره في حالة خمول، وقد ينشط في أي وقت من يومه؛ حيث ينشط في فترات متقطّعة خلال الليل حتى الفجر، وهذا يكون عند الصيد، وقد يقضي الأسد حوالي الساعتين وهو يمشي، أمّا تناوله للطعام فقد يحتاج إلى خمسين دقيقة لذلك، وتعيش الأسود على شكلين: (الارتحال، والزمرة).
حياة الارتحال
- وتسمى المنطقة التي يعيش فيها الأسد المرتحل (الإقليم)، وفي هذه الحياة لا يستقر الأسد في منطقة معينة، بل يتنقل لمسافات بعيدة، إما لوحده، أو مع غيره من الأسود، وعادةً ما يتبع هذا السلوك الذكور العازبة الذين تطردهم أمهاتهم، وقد لا يستقر الأسد على هذه الحالة، فقد يتحول إلى مقيم، وبالعكس، وجميع الأسود تمر بهذه المرحلة، إلا من لا ينجح بالدخول إلى مجموعة جديدة.
- الإناث من الأسود (اللبؤات) من الصعب أن تُحوّل نمط حياتها إلى الارتحال، لأنه وكما سيأتي حديثه فإنّ مجموعة اللبؤات تكون ذات قربى، ولا تستقبل أية لبؤة أنثى غريبة عنها، ولا تقبل أن تنضم إليها، إذاً لا تتحمل الإناث في الزمرة قبول أي أنثى غريبة، ولا يتغير عددها إلا بولادة، أو موت، أو ارتحال إحداهن.
- على الرغم من أنّ معظم اللبؤات تحاولن البقاء قدر الإمكان في زمرتهن، التي عشن معها، إلا أنّ الجيل الثاني من اللبؤات قد يطرد الجيل الأول، وكذلك فإن الذكر الجديد قد يطرد الأسود المراهقة (ذكور وإناث)، وتتحوّل الأنثى إلى الحياة المرتحلة شديدة القساوة.
حياة الزمرة
تُسمّى المنطقة التي يعيش فيها الأسد زمرة الأسود (الحوز، أو حوز الزمرة)؛ حيث تعيش الأسود مع مجموعة تسمى الزمرة؛ وهي مجموعة عائلية من اللبؤات، وهي عائلية لارتباطهنّ بصلة قرابة مع بعضهن البعض، بالإضافة إلى وجود أشبالهن معهن، ويعيش معهنّ من الأسود المسيطرة ذكر واحد، أو اثنين؛ بحيث يُطلق عليهما (التحالف الذكوري)، وهذان الذكران يتزاوجان مع جميع الإناث البالغة، وقد يصل عدد الذكور إلى أربعة إن كان عدد الزمرة كثيراً يزيد عن ثلاثين لبؤة، ولكن حتّى وإن زاد فقد يقل ويعود عدد الذكور إلى اثنين.
عملية الصيد
الصيد المنسّق يؤدّي إلى زيادة نسبة نجاح الافتراس، فلا يخرج الجميع إلى الصيد؛ بل يبقى البعض للحراسة، وهذا يعني أنّ الّذي بقي لن يستهلك طاقةً كبيرة، وبالتالي فإنّ الصيد سيكفي لأيام، واللبؤات لهن دور، والذكور لهم دور، وذلك كالتالي:
دور اللبؤات
- الدور الأساسي في الصيد هو لزمرة اللبؤات؛ حيث تتعاون جميع اللبؤات في هذا الصيد بشكل معقد، للإمساك بالفريسة، وتحاول كل لبؤة تطوير مهارتها في الصيد، وتكون لها مهمة محددة للتغلب على الفريسة، ويختلف دور اللبؤات في كل مرة عن المرة السابقة، ولكن رغم ذلك فهناك اللبؤة القائدة، وهي أعلى مرتبة من مراتب باقي اللبؤات.
- مواصفات اللبؤات اللواتي تخرجن للصيد أنهن أصغر حجماً، وأسرع، وأكثر رشاقة من الأسود، ذلك أن الذكور يعيقهم الشعر الموجود حول رقبتهم في المطاردة، مما يزيد درجة حرارتهم أجسادهم.
- قدرة التحمل لدى اللبؤة بالمقارنة مع نسبة وزن قلبها من جسدها يعتبر غير كبير، لذلك فإن سرعتها تقل، وبالتالي فإنها تُفضل أن تطارد الفريسة القريبة، بحيث تتخفى بين الأعشاب العالية، أو أثناء الليل حتى لا تراها فريستها، وتتسلل نحو الضحية، ثم تقترب منها وتهجم عليها سريعاً ثم تنقض على الفريسة وتخنقها.
دور الذكور
- الذكور البالغة المسيطرة على المجموعة تبقى على حدود المكان، أي الحوز، لتدافع عنه ضد أي ذكور أخرى من الأسود التي تحاول السيطرة عليه، حيث تعمل جولات يومية، في المكان، وترش بولها على الأشجار كإشعار للاخرين بأنهم متواجدون وإنذار لهم بعدم الاقتراب، علماً بأن هذه الأسود المسيطرة تقوم بذلك العمل الدفاعي ليتسنى لها التزاوج مع الإناث والحفاظ على النسل.
- من الممكن أن تشارك الأسود المسيطرة في الصيد إن كانت الفريسة ضخمة، مثل الزراقة أو الجاموس، وهناك من الأسود من تميل إلى امتلاك أدوار محددة، وهي تعتبر الأسود المتلكئة، حيث يقتصر دورها على حماية الأشبال أو صد الهجوم من الخلف.
أكل الصيد
- إن لم يتواجد الذكور فإنّ أول من يأكل الصيد هن اللبؤات الصيادة، حفاظاً على سلامتهن وصحتهن.
- ما إن تمسك اللبؤات بالفرائس فإن الأسود الذكور إن كانت في الجوار تسيطر مباشرةً على الفريسة.
- من الممكن أن تشارك الأشبال الذكور في الطعام مع الأسود الذكور أكثر من الإناث.
التناسل
ليس هناك موسم معين للتزاوج بالنسبة للذكور، فقد يتمّ ذلك فلي أي وقت، لأن اللبؤات متعددة النزوات، ومعظم الإناث تنجبن قبل أربع سنوات من عمرهن، حيث يجامع الأسد اللبؤة ما بين عشرين إلى أربعين مرة في اليوم، أثناء فترة التزاوج، وحمل الأنثى يكون حوالي مائة وعشرة أيام، وعدد الأشبال الذين تحمل بهم الأنثى، من واحد إلى أربع، وبعد أن تضع اللبؤة أشبالها تقوم بالصيد لصغارها، الذين تخبئهم في مكان معزول.
الأشبال
- إنّ الأشبال عندما تولد فإنها تولد مصابة بالعمى، وتبدأ عينا الشبل بالتفتح بعد اسبوع من ولادته، وبعد ثلاثة أسابيع من عمره يبدأ بالمشي، وتنقله أمه من مكان إلى آخر خوفاً عليه من اعتداء الحيوانات الأخرى، وتبقى الأم مع أشبالها منعزلةً عن الزمرة حتى يبلغ الأشبال عمر ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع، إلا إن كان الإنجاب سوياً، مع باقي الإناث، فيتم كل شيء بشكل جماعي، حتى الرضاعة.
- الأشبال الكبيرة في العمر قد تسيطر على الأشبال الصغيرة فتموت جوعاً، وعوضاً عن الجوع قد تموت الأشبال من اعتداء الحيوانات الأخرى، بالإضافة إلى أن أي تحالف ذكوري، قد يقوم به الأسود الذكور يقومون عنده بقتل الأشبال غير البالغة.
- الأشبال لا تكون جريئة عند تعريفها بباقي أعضاء الزمرة في المرة الأولى، ولكن بعدها تبدأ بالتفاعل، واللعب، وتُفطم الأشبال بعد مرور سبعة أشهر من عمرها، وتصبح الذكور قادرةً على السيطرة في عمر الخامسة، وقد تضطر الذكور العازبة للسيطرة عندما تبلغ حوالي السنة من العمر، وتبدأ بالصيد بقدرة أكبر عند السنتين، وبالنسبة للذكور المراهقة فإنها تغادر الزمرة عندما تبلغ جنسيّا، بين سنتين أو ثلاث سنوات.
الهرم والضعف
- عمر الضعف للأسود من عشرة إلى خمس عشرة سنة، وذلك إن كانت بصحتها، فقد تصاب قبل ذلك بأذى، وبسبب قصر حياة الأسود فإن ذلك لا يُعطي مجال لأشبالها أن تنضج؛ حيث تأتي الأسود الجديدة، وتقتل الأشبال قبل نضوجها، لذلك فإنّ الأسود الجديدة تسعى للتزاوج مباشرة حتى تعطي مجالاً لأشبالها أن تنضج، قبل أن يأتي ذكر جديد يسيطر عليها.
- إن اللبؤة قد تقوم بمحاولة الدفاع عن أشبالها لكن لا تنجح بذلك، حيث يقتل الذكر الجديد الأشبال غير البالغة، وقد تنجح المحاولات إن قامت بذلك زمرة من اللبؤات.