كيف نشأت النجوم
لمتامل ليلاً في السماء – و خاصة في ليلية غير مقمرة و في منطقة نائية بعيدة عن أضواء المدينة و الشوارع – يلاحظ نجوماً لا تكاد تحصى تملأ صفحة السماء ، مع تقدم علم الفلك و إختراع التلسكوبات أصبح بمقدور العلماء دراسة النجوم بشكل أفضل ، و أصبحت معارفهم حول النجوم تزيد كثيراً عما كان يعرفه الأقدمون عن النجوم .
لقد تبين لعلماء الفلك أن النجوم ما هي إلا أجرام ملتهبة تشع الحرارة و الضوء تماماً كالشمس التي نراها في وضح النهار ، و هذا يعني أن النجوم ما هي إلا شموس منتشرة في كل أصقاع الكون ، أو بعبارة أخرى يمكننا أن نقول أن شمسنا كذلك هي نجم كباقي النجوم – و هي من الحجم ليس بالكبير فهناك نجوم أكبر منها بكثير جداً – و لكنها تبدو أكبر بكثير من النجوم الأخرى لقربها النسبي من الأرض مقارنة بالنجوم الأخرى .
للإجابة على سؤال يقول : كيف ولدت النجوم ؛ فإننا في ذلك نتبع أفضل ما وصلت إليه النظريات العلمية في هذا المجال ، إذ لا سبيل أكيد يمكن التيقن عن طريقه تماماً حول كيفية تكون النجوم ، و السبب بأبسط صوره هو أن حياة النجم من أول تشكله حتى فنائه – إنطفاء نوره – تمتد إلى ملايين السنين ، فالبتالي من الصعوبة بمكان أن نشهد عملياً عملية تشكل نجم ما بشكل تام .
إن أفضل النظريات في تشكل النجوم ترجح أنه بعد الإنفجار العظيم تناثرت جسيمات المادة الأولية في الفضاء و هي الإلكترونات و البروتونات و النيترونات ، و من ثم نتيجة تركز الجاذبية حسب فرضية نيوتن – أو نتيجة تحدب الزمكان حسب نظرية أينشتاين – فقد تجمع غبار المادة مشكلاً نوى ذرات الهيدروجين – لأنه أبسط العناصر – و من ثم مع تزايد دوران هذه النوى حول المركز الثقالي فإن ذلك أدى إلى زيادة الضغط و بالتالي إلى إرتفاع الحرارة التي أدت لحصول الإندماج النووي و تحول ذرتين من الهيدروجين إلى ذرة من هيليوم و تحول فرق الكتلة – بين ذرتي الهيدروجين و ذرة الهيليوم – إلى طاقة حسب معادلة أينشتاين التي تنص على تكافؤ الكتلة و الطاقة ، و هذه الطاقة هي ما نراه و نلمسه من ضوء و حرارة النجوم .