كيف تم اختيار الزبير أميناً عاماً للإسلاميين..؟
لم تستغرق عملية انتخاب الزبير أحمد حسن أميناً عاماً للحركة الإسلامية سوى دقائق محدودة لا تساوي كل تلك الضجة التي صاحبت توقعات الأمين العام الجديد رغم أن الزبير كان من بين الأسماء التي جرى التداول حولها.. الرئيس البشير حضر إلى اجتماع مجلس الشورى القومي، وحينما تم فتح باب الترشيح طلب فرصة مثل كل أعضاء مجلس الشورى، دافعاً بترشيح الزبير لمنصب الأمين العام.. البشير في كلمات قليلة وصفت بالمؤثرة قال إن الزبير كان أحد الفرسان الذين أسهموا في نجاح وتفجّر الإنقاذ وتأمينها، مؤكداً أنهما عملا معاً في ظروف أمنية وسياسية في غاية التعقيد والتقلب ولسنوات طويلة.
(المبروك) بالإجماع
الزبير أحمد حسن، المولود في عام 1955م، يحظى بمكانة متقدمة لدى القيادة التاريخية للحركة الإسلامية التي انخرط في صفوفها. ويرى كثيرون أنه من القلائل الذين التحقوا بالحركة من مناطق كان للحزب الشيوعي بها نفوذ كبير.
سنوات جامعة الخرطوم التي تخرج من اقتصادها عام 1980م كانت إحدى أبرز محطات نشاطه السياسي والدعوي.. عقب مجئ الإنقاذ عمل الزبير بعدد من المؤسسات الاقتصادية، حيث كان مديراً عاماً لشركة الحبوب الزيتية، ومديراً لبنك أم درمان الوطني ونائباً لمحافظ السودان المركزي، وتقلد حقيبة وزارة المالية لمدة 6 سنوات منذ عام 2002م كأطول وزير يمكث بالوزارة في عهد الإنقاذ.. من المالية تولى الزبير حقيبة الطاقة والتعدين التي عمل بها عامين.
يصفه الإسلاميون بـ(المبروك) تفاؤلاً بالاستقرار الاقتصادي والتنموي الذي تحقق في عهده.
صعوبات ومتاريس
كان لكلمة البشير، وثناء أمناء الحركة الإسلامية بالولايات، دور في الإجماع على الزبير وقبول اختياره لمنصب الأمين العام لدورة تمتد حتى عام 2023.
الأجواء التي سبقت اجتماع مجلس الشورى الجديد في دورة انعقاده الأولى مساء أمس الأول، تؤكد أن الوضع لم يكن سهلاً على داعمي تجديد الثقة في الزبير أحمد حسن لقيادة الحركة الإسلامية لدورة جديدة، خصوصاً في ظل التركيز الإعلامي على شخصية الأمين العام أكثر من فعاليات المؤتمر.
تيارات عدة تسابقت للدفع بأسماء لتكون بديلاً له. وباعتقاد المراقبين للمؤتمر الأخير فإن المعضلة التي واجهت هؤلاء أن رغبتهم تصطدم بأجواء التغيير القيادي التي تشهدها ساحة الإسلاميين في الحكومة والمؤتمر الوطني التي تستند على وثيقة الإصلاح بعد أن حددت بوضوح شكل التعاقب الدوري للقيادات. بيد أن وثيقة الإصلاح هذه في اعتقاد البعض الآخر تؤسس لانتقال القيادة لأجيال بديلة في ظل أوضاع داخلية أكثر استقراراً، ويرى هؤلاء أن كثيراً من أعضاء الوطني والحركة يحاولون حصر الوثيقة في تبديل القيادات دون النظر لشمولها، ولعل ذلك ما دفع نائب رئيس الوطني الأسبق ابراهيم غندور للقول: “لا يوجد لدينا حرس قديم ولا جديد، هناك كفاءات يتم تكليفها متى ما كان ذلك ضرورياً”.
توقيت مناسب
المتابعون لفعاليات المؤتمرات الوظيفية الخاصة بعملية الاختيار وبخاصة في المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية يلحظون أن رئيس الجمهورية ورئيس الحزب ورئيس الآلية التنسيقية العليا للحركة البشير، فضل الابتعاد عن استخدام نفوذه للتأثير على المؤتمرات كقائد ومرجعية للمؤسسات الحاكمة، وبدا ذلك في الجلسة الافتتاحية حيث حرص على عدم التحدث مع الذين كانوا معه في المنصة ربما حتى لا يعطي أي إشارة قد يُفهم منها أنه يميل لكفة شخص بعينه، وربما كان يحتفظ برأيه وموقفه للإدلاء به في المؤسسات المعنية بعملية الاختيار، وهذه أيضاَ ربما كانت أكثر النقاط التي حُسبت لصالح المؤتمر العام. وهو ما أكده مقرر مجلس شورى الحركة الجديد د. أمير النعمان الذي أشار إلى أن المؤتمر العام لم يتجاوز عبر كل فعالياته اللوائح ودستور الحركة. وربما يعزز ذلك زهد الزبير في المواقع فالرجل رغم أنه أمين عام سابق للحركة، إلا أنه لم يتدخل في عملية الاختيار، والشاهد على ذلك أن اسمه لم يرد في قوائم الكليات الشورية، وهو ما دفع القيادية بالحركة د. رجاء حسن خليفة لتقديم مقترح بإضافة الرئيس البشير والزبير أحمد حسن لقائمة الاستكمال القومي، وقد وافق رئيس اللجنة الفنية الخاصة بالمؤتمر حامد صديق على ذلك الاقتراح وعرضه على عضوية المؤتمر فوجد موافقة المؤتمرين.
دواعي الاختيار
يقول القيادي بالحركة الإسلامية وعضو البرلمان عبد السخي عباس إن دواعي انتخاب الزبير أحمد حسن بالإجماع أميناً للحركة وتجديد الثقة فيه يعود لشخصيته حيث يحظى باحترام جميع قيادات وقطاعات الحركة لصفات شخصية في تكوينه التربوي والدعوي.
ويرى عبد السخي في حديثه، أن الزبير رجل متواضع حتى في ملبسه، وداعية لم يعرف بين إخوانه بالصراعات والانحياز لأي شخص. أما السبب الآخر باعتقاد عباس هو أن الزبير من قاد تحديد مستقبل الحركة في ظل مطالبات عدة للنظر فيها وأنه أسهم في وضع الإطار النظري لمستقبل الحركة وأن إعادة انتخابه ليشرف على تنفيذ تلك الرؤى النظرية، بجانب استكمال مشروعات الهجرة إلى الله والبنيان المرصوص وحرمة الدماء بين مكونات القبلية بمناطق النزاع، وهو ما يرى عبد السخي عباس أنه يجعل من الزبير الحسن الشخص الأجدر بقيادة المرحلة الجديدة للحركة.
تقرير: عبد الباسط إدريس
الخرطوم: (صحيفة السوداني)