كيف تعاقب الطفل العنيد
محتويات المقال
الأطفال
يعتبر الأطفال هم أجمل شيء في الوجود، وهم أيضاً سر سعادة الإنسان. يطلق مصطلح (الطفل) على الإنسان عندما يولد، وحتى يبلغ ويصل فترة المراهقة.
من الممكن أن يكون الطفل عنيداً، حيث يكون صعب التعامل معه، كما يتّسم بإرادة قوية، والعناد: هو أن يستمرّ الطفل بالرفض السلبي المستمر للأشياء أو الآراء والقيم والأفكار التي تعرض عليه، أو هو الخروج عن المبادئ والالتزامات التي يجب الالتزام بها، ويعتبر العناد مؤشراً على خلل في نفسية الطفل؛ نتيجة لسوء معاملته في المرحلة الأولى من عمره، ويظهر تقريباً من سن الثانية وحتى سن السابعة.
أسباب العناد عند الأطفال
هناك أسباب عديدة للعناد عند الأطفال، ويمكن أن نلخصها فيما يلي:
- عدم إعطاء الطفل الحرية الكاملة في التصرف والتعبير عن الرأي، وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة تخصّ الطفل.
- إعطاء الأوامر على الطفل دائماً، مما يجعل حياته مملة.
- تقليد الكبار وخاصة الأبوين، حيث نرى أن الطفل أحياناً يقلّد الأب أو الأم في العناد عندما يصرّان عليه بفعل شيء ما.
- إثبات الذات: حيث يحاول الطفل إثبات ذاته عن طريق العناد، وفرض رأيه الذي يعتقد أنه مناسب.
- الاستجابة لكل مطالب الطفل، حيث يلقى الطفل العنيد تنفيذاً لأوامره في كل مرة، مما يجعله يكرر هذه العملية دائماً.
أشكال العناد
- عناد التصميم والإرادة والتحدي: وهو عناد جيد ومقبول، ويجب تشجيعه وتوجيهه، كأن نرى طفلاً يريد أن يصلح لعبة، أو أن يعرف كيف صنعت.
- العناد كاضطراب سلوكي: ويحتاج الطفل الذي يملك مثل هذا العناد إلى طبيب نفسي، فهو معتاد على العناد، والمشاكسة، ومعارضة الآخرين.
- العناد مع النفس: وهو أن يعذب الطفل نفسه، كامتناعه من تناول الطعام، وذلك حتى يعاقب أمه التي تحاول إطعامه.
- العناد الفسيولوجي: وهو نتيجة لبعض الإصابات التي تأتي في الدماغ، وهو نوع من أنواع التخلف العقلي.
- العناد المفتقد للوعي: وهو العناد الذي يفعله الطفل ولا يعرف عواقبه، فمثلاً يعاند الطفل أمه التي تطلب منه أن يذهب للنوم حتى يستيقظ مبكراً ويذهب للمدرسة.
كيف أعرف أنّ هذا الطفل عنيد
هناك مظاهر كثيرة يبديها الطفل تجعله يتصف بالطفل العنيد، ومن هذه المظاهر ما يلي:
- رفض الطفل النوم في المواعيد التي يحدّدها له الكبار.
- رفض الطفل للتبول.
- رفضه لغسل اليدين أو الوجه عندما يستيقظ من النوم، وهناك من يرفض أيضاً الاستحمام.
- اعتراض الطفل عن تناول الطعام الذي يقدم له.
- قدرة الطفل على التحمل والصبر، حيث إن الإغراءات التي تعرض عليه لا تؤثّر عليه كما تؤثر على أمثاله، وكذلك لا يمكن تهديده بسهولة كما نفعل مع الأطفال الآخرين.
- الرغبة في السيطرة، حتى لو كان الموقف الذي يريد السيطرة عليه قد يؤدّي إلى الضرر.
- يستطيع تحمل غضب كبير من الكبار دون أن تهتز فيهم شعرة، ويحسون أيضاً بشيء من اللذة والاستمتاع؛ لأنهم يعتقدون أنه مسيطرون على الكبار.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد وطرق عقابه
هناك طرق عديدة للتعامل مع الطفل العنيد، والتي يجب على الأبوين اتباعها، يمكن أن نلخّصها فيما يلي:
- يعاقب الطفل العنيد بطرق خاصة، وليس بالضرب؛ وذلك لأن الضرب يخلق عنده آثار نفسية، كما يشعر الطفل بالإهانة، والتي من الممكن أن تؤثّر على شخصيته في المستقبل. وتختلف طريقة العقاب من طفل إلى آخر، فمثلاً من الممكن أن يكون عقاب حرمان الطفل من شيء محبب له يأتي بنتيجة مع طفل، في حين لا يأتي بنتيجة مع طفل آخر، ولا يتأثر به، بل يزيد من عناده.
- التوازن بين الرفق والحزم، أو بين وقت الجد ووقت المزح، حيث يجب على الأب والأم ألّا يتمادوا في التدليل الزائد للطفل؛ حتى لا يصبح الطفل متمرّداً، ويجب على الأبوين إعطاء الطفل الحرية والوقت الكامل للتعبير عن رأيه.
- معاملة الطفل معاملة حسنة، والتحدث إليه بشكل هادئ؛ وذلك لأن الطفل يكره الحديث الجاف بطبيعته.
- تخصيص الأبوين وقتاً كافياً لمشاركة أطفالهم في الألعاب؛ لأن ذلك يقوي من شعور الطفل بالحب والحنان.
- تشجيع الطفل عندما يقوم بأعمال جيدة، وذلك بمكافأته عن طريق إعطائه قطعة حلوى أو لعبة صغيرة.
- اتفاق الأبوين مسبقاً مع الطفل بالأشياء المسموحة والأشياء الممنوعة.
- تكليف الطفل بأمر واحد فقط، ولا يكلّف بأكثر من أمر أو طلب واحد في نفس الوقت.
- عدم مقارنة الطفل مع غيره من أقرانه، وعدم وصفه بالعنيد أو أي شخص آخر؛ وذلك لأن هذا التصرف يغزز صفة العناد عنده.
- التعامل مع الطفل بالصبر والحكمة، وعدم ضربه؛ لأنّ ذلك يؤثر على نفسيته بشكل سلبي.
- مناقشة الموضوع الذي تم فيه العناد على شكل سرد قصة، حيث يقف المعلم أو الموجه أو الأب بجانب الطفل، ويشرح فيها قصة، ويتناقش فيها مع الطفل، ومن الممكن سرد قصص الأنبياء؛ حتى يتخذهم الطفل أسوة في حياتهم.
- التحدّث مع الطفل عن الجنة والنار، والملائكة والشياطين، حيث تؤثّر هذه الأفكار في عقولهم من الصغر، ومن الممكن أن تحدّ من سيطرته وتمرّده.
- من الممكن أن نجعل وسيطاً ثالثاً للحكم بين الطفل والشخص الذي يعانده، وليس من الضروري أن يكون هذا الوسيط شخص، فمن الممكن أن يكون جرس المنبّه، الذي يعتبر حكماً في استيقاظ الطفل من نومه، أو للذهاب إلى النوم.
- جذب انتباه الطفل قبل إملاء الأوامر عليه، فمثلاً يستحسن إعطاء الطفل حلوى، ثم طلب فعل الشيء المراد بشكل لطيف.
- ينصح إعطاء الأوامر للطفل للقيام بأفعال تعود بالفائدة له وليس للآخرين، فمثلاً لا يجب أن نطلب من الطفل أن يحضر كأس من الماء لأخته أو أخيه.
- محاولة إشغال الطفل بفعل شيء آخر إذا كان صغيراً، ومناقشته حول الموضوع إذا كان كبيراً.
تشير الأبحاث العلمية أن الطفل العنيد يكون حاد الذكاء، إذا كان العناد مكتسباً من الطبيعة أو من الحياة، على عكس العناد الناتج عن الدلال الزائد، حيث إنه يفرض سيطرته على الكبار، ويسوقهم بأساليب عديدة نحو تنفيذ رغباته.