كيف اعلم طفلي الادب
يحتاج الطفل إلى تعلّم الآداب الحسنة منذ صغره حتى ينشأ عليها عندما يكبر، والأسرة هي الحافز الأوّل لغرس الطباع الحسنة في الطفل؛ فهي تنمّي السلوك الاجتماعيّ لدى الطفل من خلال نشر الحبّ والمودة بين الأبناء، وتطبيق مبدأ المساواة والعدل، وهناك العديد من الوسائل التي تساعد في تعليم الطفل الأدب والأخلاق الحميدة، وسنحاول تقديم بعضها في هذا المقال.
كيفيّة تعليم الطفل الأدب
- القدوة الحسنة: من أفضل الطرق لغرس أيّ خلق في الطفل هو قيام الوالدين بهذا الخلق أمامه، والابتعاد عن أمره بشيء ولهو لا يراه عندهما، وقد حثنا على ذلك الله عز وجل في سورة الصف:” يا أيها المؤمنون لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”، الطفل في مراحل حياته الأولى يكون مقلّداً للوالدين في كلّ تصرفاتهما، فعندما يصلي الأب فإنّه يجد ابنه يقف الى جانبه ويقلًده في جميع حركاته على الرغم أنّه لم يعلّمه إحدى هذه الحركات وإنّما هو التقليد، فمن السهل أن يضع الوالدان القوانين والأنظمة والمناهج لطرق التربية السليمة، ولكن هذا المنهج يفقد قيمته عندما لا يتحوّل إلى حقيقة من قِبَلهم أولاً، فكيف يمكن أن يتعلّم الطفل الصدق وهو يرى أنّ أحد والديه يكذب؟.
- اتباع أسلوب العظة من خلال الترغيب والترهيب، أو استخدام الوسائل التعليمية أو التلقين مباشرة؛ حيث يمكن للأهل أن يتبعوا أسلوب الحوار مع الطفل حتى لو كان صغيراً، أو محاولة تعليمه التصرفات الجيدة من خلال تحبيبه بالتصرّف كأن تقول له الأم مثلاً: ” أنا أحب سلوكك كثيراً عندما ترتب أغراضك”، أو يمكن استخدام أسلوب الترهيب مثل أن يقول له الأب” لن آخذك إلى حديقة الألعاب إذا تلفّظت بهذه الألفاظ مرةً أخرى” وهكذا، ولكن لا بد من التخفيف من الموعظة أحياناً حتى لا يسأم الطفل منها.
- اتباع أسلوب العقاب والثواب؛ فمثلاً يمكن للوالدين اتباع أسلوب النقاط للأخلاق الحسنة بين الأطفال في البيت لمدّة أسبوع، ومن يجمع أكبر قدر من النقاط تكون له هديّة، أو يمكن تحفيزه بأيّ طريقةٍ يحبها.
إنّ الأساس في الأسرة هو التعامل باللين مع الطفل، ولكن في بعض الحالات التي يخرج بها الطفل عن السيطرة أو يتصرّف بتصرفاتٍ غير لائقة لا بدّ من الاتجاه الى أسلوب العقاب؛ فالوالدان في البداية يحاولان التغاضي عن خطأ الطفل البسيط، أو يمكن محاولة معاتبته باللين في السر، ولكن اذا استمر خطأ الطفل لا بد من الانتقال إلى المعاتبة جهراً من خلال التوبيخ، ثمّ الانتقال إلى هجر الطفل وعدم مكالمته ولكن لفترة قصيرة، ومحاولة شرح له أسباب الهجر، وعدم التحدث إليه إذا تصرّف بهذا التصرّف مرّةً أخرى.