كيف احب وطني
في حب الوطن وصفات ، وصولات وجولات ، فلا أحد منا يحب وطنه ، ولا أحد يتمنى أن يرى وطنه سعيدا ، وبخير على الدوام ، فالوطن هو البيت ، وهو الملجأ ، وهو الملاذ الأمن ، عندما لا نجد مكانا نختبئ فيه ، فإننا نلجأ لآحضان أوطاننا ، من سهول ووديان ، وجبال وغيرها ، ووطني أجمل من كل أوطان العالم ، أو على الأقل في نظري ، كيف لا ، وهو الوطن الذي حاربنا من أجله أعتى الجيوش ، منذ الإنتداب البريطاني ، حتى اليوم مع الإحتلال الاسرائيلي ، وما زال صامداً ، وواقفا ، لا يهزه ريح ، ولا يخذله مقام ، في حب وطني لا يوجد أن كلمة تعبر عن حجم هذا الحب ، ولا توجد التعابير الكافية لذلك ، فالوطن لا يمكن أن توصفه كلمات ، وإنما توصفه أفعال ، وتثبته تضحيات على مختلف الأصعدة .
كيف أحب وطني :
هناك العديد من الأمور التي توضح ما إذا كنت تحب وطنك أو لا ، خاصة أن هناك تعارف مشهور ، وثابت في حب الوطن ، وفي قدرته على الوصول إلى كافة القلوب ، وهي كالتالي :
أولاً : أحب وطنك بكلماتك ، وتعابير لفظك ، فكتابة الأشعار التي تظهر حبك لوطنك من أهم الصور التي إستخدمها محبو الوطن على مر التاريخ ، فلا ننسى سميح القاسم ، ولا فدوى طوقان ، ولا محمود درويش ، فهؤلاء أحبوا وطنهم بصدق ، فعشقهم ترابه ، وجبلهم بين ذراعيه ، فهذا نوع من الحب الصامد ، الباقي.
ثانياً : يمكنك أن تظهر الحب لوطنك بأن تحافظ عليه ، وتدافع عن ذرات ترابه ، وتعمل على تسخير الأمة جمعاء للدفاع عنه ضد الاضطهاد الذي يتعرض له ، فإن أردت أن تحب وطنك ، عليك أن تكون الأقوى والأجدر لذلك الحب ، بأن تحمل السلاح إن تطلب الأمر ، وتقف على حدوده مدافعا ، ومحبا ، ومرابطاً في سبيله .
ثالثاً : انت كنت تريد أن تبدو في مظهر المحب لوطنه عليك أن تكون مواطناًصالحاً ، وأن ترعى مصلحة وطنك وشعبه ، وتحافظ على ممتلكاته وصورته التي يجب أن يبدو عليها ، فلا اللص يحب وطنه ، ولا المخادع يحب وطنه ، ولا أي طائفة من هذه الطوائف .
رابعاً : أحب وطنك بالكلمة الطيبة التي تنطقها عنه ، والعبارات الجميلة التي تسردها عند ذكره ، فالوطن ليس أرضاً وشعباً وحسب ، وإنما هو حضارة ، وقيم وأفق يسير كل الشعب بنهجه ، وطريقته .
وختاماً ، أفضل الطرق التي تبرهن بها حبك للوطن ، هي أن تكون مواطناً صالحاً ، تخدم الوطن بعلمك ، وفنك ، وإبداعاتك .