كيف أجعل نفسي سعيدا
السعادة هي الهدف الذي يريد كل شخص على هذه الأرض وفي هذه الحياة أن يصل إليه، إذ أنها تجلب إليه الراحة واطمئنان النفس والفكر والعقل وتبعد عنه الأمراض الناتجة عن التوترات العصبية والضغوطات النفسية وما إلى ذلك، كل هذه الأمور هي نتيجة للسععادة، فطعم الحياة بلسان إنسان سعيد هو قطعاً غير طعمه بلسان إنسان تعيس، ومن هنا فالجميع يبحث عن السعادة، فالبعض من الناس قد وصل إليها على الرغم من عدم امتلاكه أي مقوم من مقومات الحياة التي يظن الناس أنها تجلب السعادة إلى الإنسان، بينما هناك البعض ممن يمتلكون كل أسباب السعادة، هم في الحقيقة أتعس الناس، فما سر السعادة إذا؟
لا يمكن ان نقول ولا بأي شكل من الأشكال أن المال أو الجاه او المنصب قد يجلبوا السعادة للإنسان، بل على العكس فقد يكونون مصدر شقاء وتعاسة له، إلّا أنّ سر السعادة هو سر داخلي، وهو قد يختلف من شخص إلى آخر، فمن يريد أن يكون سعيداً عليه أولاَ أن يكون متصالحاً مع نفسه ومع ذاته، وعليه أن يعمل دائماً لمصالحتها، ومن هنا فالسعادة قد تكمن في تحرر الإنسان من كافة القيود التي تكبله وتجعله غير قادر على رؤية الحياة بالألوان، فالقيود التي تكبل الإنسان هي مصدر شقاء له و تجعل الإنسان أيضاً غير عارف أو عالم بخفايا نفسه، خاصة وإن كانت هذه القيود تجعلنا سخرة لغيرنا، فلا يوجد إنسان في هذه الحياة يستحق أن نصبح تعساء لأجله، وهذا لا يعني البتة عدم مساعدة الآخرين وإنما يعني أن نعمل فوق طاقتنا لإرضاء الناس، أو لضمان استمرار قربهم منا، فإن طُلبنا شيئاً بقدر استطاعتنا نقوم به بل يتوجب علينا أن نبادر نحن إليه لا أن ننتظره حتى يأتينا، فنحن خلقنا لنساعد بعضنا البعض كل حسب اقتداره.
إضافة إلى ذلك يتوجب أن لا نسمح لأفكارنا ومشاعرنا أن تبقى محبوسة داخل قفصنا الصدري بل يتوجب علينا إخراجها أنا أتاحت لنا الفرصة ذلك. كما ويتوجب عل من يبحث عن السعادة أن لا يخضع لغيره وأن لا يذعن له في كل صغيرة كبيرة، بل يتوجب عليه أن يكون قراره من تلقاء نفسه نابعاً عن رغبة مطلقة تعترمه من الداخل. فالإنسان قد ولد حراً من أية قيود ومن هنا فالقيود الذاتية التي نرتديها ابتداءً من ساعاتنا الأولى وانتهاءً بوفاتنا تؤثر على منسوب السعادة لدينا.