كيفية علاج الدهون على الكبد

مقدمة

من المعلوم أن أمراض الكبد بمختلف أنواعها تلقى اهتماماً بين الأوساط الطبية، وليس ذلك فحسب بل يزداد الاهتمام على المستوى المحلي والدولي. تنتشر معظم أمراض الكبد في البلدن العربية، التي تؤثر على الصحة العامة لشعوبها، ولهذه الأمراض الكثير من العوامل والأسباب المتنوعة، فمنها ما هو فيروسي: مثل التهاب الكبد الفيروسي بأنواعه المختلفة، وهناك التهاب الكبد المناعي، وهناك من أمراض الكبد ما ينتشر عن طريق الأدوية.
ما نركز عليه في موضوعنا هذا، هو المرض المعروف بـ الكبد المُتدهن، هذا المرض الذي انتشر بشكلٍ واسع، حصل الآن على اهتمام الكثير من المجتمعات الطبية، حيث يتزايد الاهتمام بداء الكبد المُتدهن أو المُتشحم يوماً بعد يوم، وذلك بالأبحاث والدراسات العلمية المعنية بتفصيل المرض من خلال معرفة أسبابه، وأعراضه، وعلاجاته والوقاية منه، وتنتج هذه الدهون على الكبد عن طريق ارتفاع نسبة الأحماض الدهنية داخل أنسجة الجسم، وبالأخص داخل خلايا الكبد، لكن يعتقد الكثير من العلماء أنه من الخطأ أن نعتبر هذه الزيادة الدهنية على الكبد مرض خطيراً بشكل عام؛ لأنه يتضمن العديد من الأنواع المختلفة، فمنها ما هو خفيف، ومنها ما يحتاج إلى علاج واهتمام.
ليس من السهل الإجابة على سؤال “ما هو مرض الكبد المُتدهن؟”؛ الذي ينتج كما أسلفت عن تراكم الدهون داخل خلايا الكبد وأنسجته، لأن عملية التراكم تعتبر عملية معقدة جداً، وتختلف في العوامل المسببة، وكذلك الأعراض، وقبل الخوض في علاج هذه الدهون المتراكمة، يجب أن نوضح بعض النقاط الهامة حول هذا المرض والتي لا بدّ منها.

أنواع دهون الكبد وأسبابها

دهون الكبد الخفيفية

وعادة تكون هذه الدهون عرضاً ولا تعتبر مرضاً، وفي هذه الحالة تتراكم الدهون داخل الجسم نتيجة السمنة الزائدة الذي يعاني منها الشخص، خاصة حول البطن، وينتج عن ذلك تراكم الدهون حول أجزاء الجسم الداخلية وليس الكبد فقط، وهذه الدهون في الغالب لا تسبب أي اضطراب بوظائف الكبد، لكن تعتبر علامة من علامات السمنة الذي يعاني منها الشخص. وهذه الحالة تعتبر الأكثر شيوعاً في كثير من الأحيان.

هذا الصنف يلزمه متابعة، وأن يحرص الشخص على تخفيف وزنه الزائد، حتى يصل إلى المعدل الطبيعي، ويحتاج كذلك إلى التقييم واتباع خطوات علمية معينة لتحديد سبب هذه الدهون ونوع تراكمها داخل أنسجة الكبد، حتى يزيل الخوف والتوتر عن كثير من المرضى.

التهاب الكبد المُتدهن

في هذه الحالة تؤدي تراكم الدهون إلى التهاب في خلايا الكبد، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب مزمن، يحتاج المريض بهذا النوع من الدهون إلى تحديد سبب الالتهاب ومعرفة طبيعته، والعلاج بسرعة حتى لا تتطور الحالة إلى الأسوء، وحتى يتجنب أي أعراض متوقعة قد تحدث في أي وقت.
لهذا النوع سببان رئيسيان:

  • التهاب الكبد المُتدهن بسبب الكحول: ويحدث هذا النوع نتيجة تناول الشخص لكميات كبيرة من الكحول وبقترات قصيرة، حيث تتعرض الأنسجة والخلايا داخل الخلية الكبدية إلى اضطراب شديد في علمية تنظيم الدهون والأحماض الدهنية، ونتيجة لذلك يتعرض الشخص إلى التهاب كبدي مزمن، وتحدث هنا المضاعفات، مثل: التليف الكبدي، وقد يحدث تورم في الكبد أيضاً، ومن هنا تتجلى حكمة الله سبحانه وتعالى في تحريم هذه المشروبات.
  • التهاب الكبد المُتدهن اللاكحولي: وهذه الحالة إلى الآن غير محددة السبب، حيث نال هذا النوع أبحاث الكثير من الأطباء والعلماء على المستوى العالمي. تصاب الخلابا الكبدية باضطراب كبير نتيجة تراكم الأحماض الدهنية داخلها محدثة خلل وإضطراب مما يؤدي إلى حدوث التهاب خطير ويلي ذلك الكثير من المضاعفات. وفي هذا النوع ترتفع أنزيمات الكبد بشكل أعلى من المعدل الطبيعي، وفي بعض الحالات ترتفع إلى ضعف المعدل الطبيعي.
  • الكثير من الدراسات ترجع حدوث هذا المرض إلى ما يسمى بـالمتلازمة الأيضي: وهي عبارة عن متلازمة متكونة من زيادة الوزن مع زيادة في نسبة سكر الدم وارتفاع الضغط، وهذه الحالة على الأغلب تحدث في النوع الثاني من مرض السكر.

الكبد المُتدهن الحاد

يحدث في الغالب أثناء فترة الحمل، ويعتبر من الأمراض الخطيرة. ولست بصدد الحديث عنه في هذا المقال.
أعراض الكبد المُتدهن وتشخيصها: أغلب أنواع مرض الكبد المُتدهن في مراحلها الأولى ليس لها أعراض أو علامات، لذا يأتي تشخيص هذا المرض بشكلٍ متأخر أو بالصدفة، وعندما يتم تشخيص هذا المرض، يظهر الكبد بشكلٍ ضخم في الأشعة الفوق الصوتية، حيث يظهر الكبد بشكلٍ واضح مع زيادة في الدهون، وفي هذا التشخيص يتم التفريق بين النوع الخفيف الذي يكون في أنزيم الكبد منخفض و النوع المزمن الذي ترتفع فيه أنزيمات الكبد. وإذا كان أنزيم الكبد مرتفع، يقوم الطبيب بتشخيص عينة من الكبد لعمل تحاليل لخلايا الكبد، حيث يظهر التهابات مزمنة في الكبد والزيادة غير الطبيعية للدهون في أنسجة الكبد.
الأعراض: تحدث في حالة التهاب الكبد المُتدهن المزمن، وتشبه مضاعفات هذه الحالة مرض الكبد الفيروسي، حيث يؤدي إلى التليف بأنواعه المختلفة، وفي بعض الحالات يحدث تورم في الكبد بشكل بسيط.

كيفية علاج الدهون على الكبد

النوع الثاني من الكبد المُتدهن هو الذي يتطلب العلاج، لأنه يعتبر حالة مزمنة، سواء كان الالتهاب ناتج بسبب الكحول أو بغير الكحول. من أهم طرق العلاج للالتهاب الكبد المُتدهن الكحولي: الابتعاد عن الكحول بشكل تام، والعلاج بالعقاقير التي تحد من الأحماض الدهنية المتواجدة داخل خلايا الكبد، أما علاج الكبد المُتدهن غير الكحولي وهو النوع الذي أرّق العلماء والأطباء، فهناك الكثير من الطرق التي توصل إليها الطب الحديث، ومن أهمها:

طرق علاج الكبد المُتدهن المزمن

العلاج الذي يهتم بتحسين مقاومة الأنسولين في الجسم، وهذا العلاج يقصد معدل السكر في الدم من خلال عدة طرق:

  • علاج مادة الميتفورمين التي تؤدي إلى تخفيض أمتصاص الجلوكوز من الأمعاء، وتعمل على تحسين الأنسولين ورفع كفاءته، وبعلاج هذه المادة تقل الأحماض الدهنية، وتحد من التهاب الكبد.
  • علاجات تساعد على حساسية الخلية للأنسولين، عندما تعالج هذه المواد تزداد حساسية خلية الأنسولين في أنسجة الكبد لتزداد مدى كفاءتها في التعامل مع الطاقة، ومن ثم تحد تراكم الدهون والتهاب الكبد.
  • رفع مدى فاعلية المواد التي تحمل خلايا الكبد بشكلٍ عام، مثل: الاروثوديكس، وغيرها، هذه المواد معروفة بحمايتها للكبد من السموم.

لكن العلاج الأفضل والأكثر فاعلية والذي يعتبر الحل الأمثل للتخلص من الدهون التي تتواجد على الخلايا الكبدية هو الإنقاص التدرجي للوزن، هذا الحل المتفق عليه علمياً؛ لأن تخفيف الوزن يؤدي إلى تقليل الدهون المتراكمة على الأنسجة في الكبد ومع مرور الوقت تنحل هذه الدهون وتتلاشى، وغير هذا العلاج من محاولات علاجية تعتبر جيدة ولكنها ليست بحل أفضل وأنجح من تخفيف الوزن.

خاتمة

من هذا المقال يتضح لنا الآتي:

  • لا تعتبر كل الدهون الكبد خطيرة ومزمنة وتحتاج إلى علاج.
  • أن من أفضل طرق العلاج والوقاية من هذا الداء سواء كانت الدهون المتواجدة على الكبد بسيطة أوضارة، أن يبدأ الشخص في تخفيف وزنه، فهو الحل الأنجح كما أوضحت سابقاً.
  • عندما يكتشف الشخص بأنه مصاب بتدهُن في الكبد، عليه أن لايهلع ولا يقلق، وأن يحرص على زيارة الطبيب، ويأخذ بجميع النصائح والاستشارات التي يمليها عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى