كمال أتاتورك
محتويات المقال
كمال أتاتورك
يخلّد التاريخ ذكر كثيرٍ من الشّخصيّات التي كان لها أثر في المشهد العالمي إن كان هذا الأثر إيجابيًّا أم سلبيًّا، وقد يكون هذا الأثر موضع جدل أو خلاف بين فئات مختلفة من الناس، ومن بين الشّخصيّات التّاريخيّة التي أثارت الجدل حولها كثيرًا شخصيّة الزّعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، فنظرة غالبيّة العرب المسلمين إليه أنّه ليس سوى شخصيّة صنعتها اليد الصّهيونيّة والغربيّة من أجل تدمير ما تبقّى من حضارة المسلمين وعزّتهم المتمثّلة في الخلافة الإسلاميّة العثمانيّة التي انضوت تحتها يومًا كلّ الدّول العربيّة.
عبّر مصطفى كمال أتاتورك عن حقده الدّفين على الإسلام من خلال الخطوات التي قام بها فور توليه حكم تركيا؛ حيث ألغى الخلافة العثمانيّة وطرد الخليفة العثماني عبد المجيد الثّاني، كما حارب اللغة العربيّة في البلاد؛ حيث منع الأذان باللغة العربيّة، كما ألغى مادة الإسلام دين الدولة في الدّستور، وكذلك حارب كل مظاهر التّدين في المجتمع التركي؛ حيث شجّع السّفور عند النّساء، كما غيّر لباس الرّجال وأصبحت القبعة الغربيّة من رموز التّمدن والحضارة.
وقد حلّ الدّستور المستمدّ من القوانين السّويسريّة والإيطاليّة محلّ الدّستور الذي يستند على الشّريعة الإسلاميّة، وقد فرضت اتفاقية لوزان الشّهيرة شروطاً مذلّة على تركيا للاعتراف بها من ضمنها: تحجيم قدرات تركيا ورسم حدودها؛ بحيث لا تفكّر في حكم المسلمين مرّةً أخرى.
نشأة كمال أتاتورك
ولد سنة 1881 ميلادي في مدينة سالونيك؛ حيث كان أبوه من موظّفي الجمارك، وقد درس مصطفى العلوم العسكريّة وتخرج من الكلية الحربيّة برتبة نقيب ليلتحق بعدها بالخدمة العسكريّة في ظلّ ظروف صعبة كانت تمرّ بها الخلافة العثمانيّة وخصوصًا بعد الحرب العالميّة الأولى التي استمرّت أربع سنوات وشاركت فيها الدّولة العثمانيّة مع دول المحور ضد معسكر الحلفاء.
وقد انتهت هذه المعركة بهزيمة الدّولة العثمانيّة واحتلال كثيرٍ من أراضيها، كما حاولت اليونان الهجوم على أراضي الدّولة العثمانيّة لتتصدّى لها الجيوش التّركيّة وتوقع بها هزيمة نكراء في معركة سقاريا، ويتكلّم الأتراك عن دورٍ كبير للأتاتورك في معركة الاستقلال التي خاضتها جيوشهم حتى عدّوه بعد ذلك بطلًا قوميًّا لا يشقّ له غبار .
وفاة كمال أتاتورك
وقد مرّ أتاتورك بمرحلةٍ عصيبة في أواخر حياته حتّى قيل إنّه قد سلّطت عليه حشرات صغيرة تسمّى بحشرات الجرب سبّبت له حكّة شديدة في أجزاء جسده، كما بيّن أطباؤه إصابته بمرض تشمّع الكبد الذي يسبّب تجمّع السّوائل في الجسم، وقد توفّي في عام 1938 بعد صراعٍ مريرٍ مع المرض لينهي بذلك حقبةً سوداء في تاريخ الأمة الإسلامية .