كاستيلو: جنوب السودان الأقرب للعرب والأوروبيون مستعدون لدعم السلام
الخرطوم 29 نوفمبر 2018 ـ قال رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان كاستيلو قرنق إن بلاده هي أقرب الدول جنوب الصحراء للعرب، كما أن مصر وليبيا لم تعارضا تطلعات الجنوبيين، وشدد أن الدول الأوروبية باتت الآن مستعدة لدعم السلام مجددا.
- رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان د. كاستيلو قرنق
وأوضح كاستيلو لـ "سودان تربيون" أن جنوب السودان تحول بعد الانفصال وتبني شمال السودان للهوية العربية، إلى نقطة التقاء بين العرب والأفارقة.
وطالب النخب في دولة جنوب السودان بألا تخطئ التفكير في العرب لأن دولة الجنوب باتت أقرب دول جنوب الصحراء الآن للدول العربية، قائلا: "الجار قبل الدار بغض النظر عن أي اختلافات أخرى".
وأفاد أن ثمة الكثير الذي يمكن أن يخدم جنوب السودان من تقوية علاقاته بالدول العربية "لأن الأنجليزي أو الألماني او الأميركي لا يمكن أن يكون أقرب للجنوب سوداني من السوداني أو المصري أو الليبي".
وأشار كاستيلو إلى أن "مصر وليبيا لم تعارضا تطلعات الجنوبيين وكما رأينا إبان حرب الاستقلال لم يكن جون قرنق يخاف الذهاب إلى القاهرة أو طرابلس أثناء الحرب. العرب في هاتين الدولتين كان بامكانهم القبض على قرنق وتسليمه للخرطوم".
وذكر أن غالبية الجنوبيين يتحدثون ويفهمون اللغة العربية أكثر أي لغة أخرى مبينا أن الرئيس سلفا كير عندما يخاطب مواطنيه بالعربية يفهمه عدد أكبر وهو ما لا يحدث عندما يخاطبهم بالأنجليزية.
ونصح الدول العربية بتقوية أواصر الصداقة مع جنوب السودان ومساعدته على النهوض.
إلى ذلك قال رئيس الحركة الوطنية إن من واقع مشاورات أجراها في عدة دول أوروبية فإن الأوروبيين يؤيدون عملية السلام الأخيرة ومستعدون الآن لدعمها.
وأوضح أن دولا غربية ترى أن الحرب في جنوب السودان الأخيرة شبيهة بحرب الثلاثين عاما التي شهدتها أوروبا وذلك بتحول الحرب في الدولة الحديثة إلى "حرب الكل على الكل".
وتابع "قيل إنها حرب الدينكا ضد النوير ثم النوير ضد النوير ثم بعض القبائل الدينكا ضد الدينكا ثم الإستوائيين ضد الدينكا وأخيرا بعض الإستوائيين ضد الإستوائيين. هذا ما حدث إيضا في دارفور".
وأكد كاستيلو، وهو مقيم في ألمانيا، أن الدول الأوروبية تلوم الجنوبيين على إفسادهم كل المجهودات الغربية التي بذلت لجلب السلام في دولة الجنوب والعودة للحرب مجددا، لكنه تلمس خلال جولة أوروبية تأييدا لإحلال السلام رغم توجيه أسئلة له تتعلق بمدى استمرار السلام وهل ستكون هذه هي الحرب الأخيرة.
وأضاف أن الأوروبيون يقولون: "لا يوجد من يريد تمويل المسار السلمي لنعود مجددا إلى الحرب". وزاد "كان ردي دائما أن الحرب أنهكت شعب جنوب السودان مثلما فعلت حرب الثلاثين عاما في أوروبا. لن تبدأ حرب أخرى ليكون شخص ما في منصب سياسي ما".
وشدد أن السلام يعد سلاحا أقوى من الحرب ويمثل تطلعات لجميع الأطراف وأن الدول الغربية تعتقد عن تجربة أن الحرب إذا استمرت طويلا تكون بلا هدف وتخرج عن إطارها السياسي وتتجهة نحو الفوضى.
وأكد أن نجاح السودان في ملف السلام بدولة جنوب السودان جعل الرأي العام الغربي يعيد النظر في الرئيس عمر البشير وسط استغراب مما حققه في اتفاقية السلام لكون الإنطباع السائد حتى بين الدول الأفريقية بأن الخرطوم هي "العدو اللدود" لجوبا.