قوى إسلامية ترفض أي تقارب بين السودان وإسرائيل
الخرطوم 30 نوفمبر 2018 ـ رفضت قوى سياسية ذات خلفيات إسلامية بالسودان أي تقارب للخرطوم مع وتل أبيب بعد تقارير صحفية تحدثت عن وساطة سيقوم بها الرئيس التشادي بين السودان وإسرائيل.
- ادريس ديبي ونتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك في تل أبيب الأحد 25 نوفمبر 2018
وسارع حزب المؤتمر الشعبي لمؤسسه د. حسن عبد الله الترابي وحركة "الإصلاح الآن" لمؤسسها غازي صلاح الدين العتباني، لإصدار بيانات تشجب أي تقارب محتمل بين البلدين.
وتزايدت الساعات الماضية وتيرة تسريبات تتحدث عن تطبيع وشيك للعلاقات بين الخرطوم وتل أبيب وهو ما نفته الخرطوم بشدة على لسان المتحدث باسمها وزير الإعلام بشارة أرور.
وقالت حركة "الإصلاح الآن" في بيان يوم الخميس إنه أيا كانت صحة التسريبات حول اتصالات تجري وجرت بين الحكومة السودانية والكيان الصهيوني فإن موقف الحركة مستمد من الموقف الثابت للسودانيين تجاه القضية الفلسطينية ووقوفهم ضد الكيان الغاصب.
وأشار البيان إلى أن النظام الأساسي للحركة تتضمن بنودا تحدثت بوضوح لا لبس فيه عن مناصرة الحق الفلسطيني المغصوب والدفاع عن هذا الحق في كافة المحافل والمستويات.
وتابع قائلا إن "الموقف من القضية الفلسطينية لا يحتمل طريق الترضيات السياسية والمصالح الزائلة ومهما تنازل البعض ستظل القضية متقدة تتوارثها الأجيال حتى يعود الحق لأهله وتزهق روح الباطل الذي ظل جاثما علي صدر أمتنا دون استسلام من الشعب الفلسطيني ومن كل الأحرار في العالم".
وذكرت حركة الإصلاح الآن بأن "السودانيين أتخذوا موقفهم باكرا قبل نصف قرن بلاءاتهم الثلاث وظلوا في خندق الممانعة الرافض لأي تطبيع أو تقارب مع الكيان الصهيوني المحتل".
من جانبها قالت أمانة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي إن موقف الحزب مبدئي وثابت ورافض كليا لإقامة أي علاقات مع "الكيان الصهيوني الغاصب المحتل".
وأفاد بيان للأمانة أن ما تحتاجه البلاد لحل مشاكلها الاقتصادية والسياسية، ليس التطبيع مع اسرائيل، إنما التوافق الوطني بالداخل وتقوية الجبهة الداخلية باشاعة الحريات وتحقيق السلام وإزالة الغبن الاجتماعي والاحتقان السياسي ومحاربة الفساد والعدل في بسط السلطة والثروة.
وقال إنه "في ظل هذا الاستهداف الواضح للأمة العربية والإسلامية تتحرك إسرائيل بصورة محمومة لإعادة العلاقات والتطبيع مع عدد من الدول العربية والأفريقية بدءا من عمان وليس آخرا بتشاد لإحكام السيطرة على الأمة وطمس هويتها".
ونبه إلى أن السودان ظل منذ استقلاله واعيا ومدركا بحقيقة إسرائيل لذلك لم يقم معها أي علاقات أو تطبيع وذلك بإجماع السودانيين. وزاد "بل كان السودان بلد المصالحات العربية الكبرى وبلد اللاءات الثلاثة".
وكشف كبير مراسلي الشؤون الدبلوماسية في القناة العاشرة الاسرائيلية باراك رافيد عن لقاء مبعوث اسرائيلي سراً بمسؤولين سودانيين رفيعي المستوى في تركيا قبل عام.
ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن السودان هو الدولة التالية في مسلسل الدول العربية والإسلامية التي من المتوقع أن تنفتح أمام إسرائيل كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أن تل أبيب تستعد لإطلاق وترتيب العلاقات مع السودان والبحرين قريبا.
بالمقابل أبدى الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي زار إسرائيل ليومين استعداده للمساهمة في تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل والتوسط بينهما.