قواعد اللغة العربية
أبو الأسود الدؤلي هو أوّل من وضع القواعد العربيّة، وكان السّبب في وضعه لقواعد اللغة العربيّة هو تفشّي اللحن الناتج بفعل اختلاط العرب مع غيرهم، وقد قيل أنّ السّبب في ذلك أيضاً يرجع بأنّه كان يسمع ابنته تلحّن لحناً قبيحاً في جملة من التعجّب، والذي أدّى بدوره إلى انزعاجه، فذهب إلى الإمام علي بن أبي طالب – كرّم الله وجهه- فروى له القصة، فأمره الإمام علي بوضع قواعد اللغة العربيّة والنحو، وهكذا سُميّت قواعد اللغة العربيّة بالنحو.
وهناك رجال درسوا على يَد أبو الأسود الدؤلي قراءة القرآن الكريم وعلوم النحو وهم: ابنه أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، ورامي الأسدي، وسعد بن شداد، والعدواني يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم الليثي، وعنبسة بن معدان الفيل المهري، وعمر بن عبدالله مولى عفيرة، وميمون بن الأقرن، فأصبح المسلمون قادرون على إيجاد قواعد اللغة العربيّة والنّحو بصورة أفضل، أمّا في وقتنا الحاضر فإن دراستها باتت من الأمور المعقّدة لأنّ طرق شرحها للطالب تكون بشكل معقّد، بسبب تقصير من قِبل المعنيين بالأمر وعدم تقديمها بالطريقة السلسة التي تمكنهم من فهمها، كما عليهم جعل الأمر أبسط، وأن تكون طريقة شرحها أسهل، لتشجيعهم على دراسة لغتهم العربيّة.
لذلك فإنّ دراسة قواعد اللغة العربيّة وعلم النحو تجعلنا على بينةٍ من أمر عظيم جلل، إنّه الكتاب الكريم الذي حفظ لغتنا من بين سائر لغات العالم، فهي منطق العالم جميعاً، أو منطق كل عربي، أو دارس لكتاب الله، إن هذه النقاط اللغويّة أو النحويّة تتعلّق بالآيات القرآنية، أو تتعلّق بالشعر والنثر العربي، وهي نقاط بالغة الأهمية لدقتها وهي شهادات قيّمة في قدرة لغتنا، كما يجب علينا الاطلاع على الأسرار ذات القيمة الرفيعة في العربيّة الفصيحة، إنّنا بشيء من الصبر في دراسة لغتنا نصل إلى أسرار جميلة جداً تؤثّر على فهم الأفكار وفي جمال اللغة أيضاً، فهي كما سمّاها بعضهم لغتنا الجميلة، وكما سماها الله جل وعلا (اللسان العربي المبين) وأراد تعالى لهذا اللسان أن يكون إطاراً لكتابه الأبديّ، وعلينا أن نتمسّك بها.
ومن بديهيّات الأمور أن تكون القواعد اللغويّة سهلة فإذا قرأت القاعدة أدركت أنّك عرفت سرّاً جميلاً نافعاً، ممّا يثير في نفسك اللذّة والمتعة ويدفعك إلى المزيد، ومن هذا المنطلق نبحث عن العوامل والأسباب التي أدّت لإهمال أكثر النحويين في وضع قواعد النحو حتّى غدت هذه القواعد تمتاز بالصعوبة البالغة والمرهقة جداً، فإذا استدركناها وصلنا إلى لغة سهلة ميسّرة واضحة المعنى. فعلى سبيل المثال نجد أوجهاً نحويّة كثيرة لنصب الاسم أو رفعه، ولكل وجه علله وأسبابه، ولكنك في نهاية الأمر أي بعد حشد كافة الوجوه والأسباب والعلل لا تجد نفعاً واضحاً للغة معنى وتطوّراً، وبالتالي لا تزيد فهماً لما تريد.