قصيدة لا أنام لأحلم
شعر الشاعر العظيم الراحل محمود درويش – فلسطين
وتحتار وأنت تقرأ القصيدة التالية له هل هو يكتب عنك أم عنه أم عن انسان آخر ، وتجد أن النفوس جميعا قد امتزجت لتصنع ملحمة عتاب بين عشيقين ربما تكون أحدهما أو ربما تكون قد فكرت مثلهما ، وان لم يكن كذلك فلا شك على الأقل أنك قد صادفت في حياتك أو سمعت عمن عاش مثل قصتهما
لا أَنام لأحلم قالت لَه
بل أَنام لأنساكَ. ما أطيب النوم وحدي
بلا صَخَب في الحرير، اَبتعدْ لأراكَ
وحيدا هناك، تفكٌر بي حين أَنساكَ
لا شيء يوجعني في غيابكَ
لا الليل يخمش صدري ولاشفتاكَ…
أنام علي جسدي كاملا كاملا
لا شريك له،
لا يداك تشقَّان ثوبي، ولا قدماكَ
تَدقَّان قلبي كبنْدقَة عندما تغلق الباب
لاشيء ينقصني في غيابك:
نهدايَ لي. سرَّتي. نَمَشي. شامتي،
ويدايَ وساقايَ لي. كلّ ما فيَّ لي
ولك الصّوَر المشتهاة، فخذْها
لتؤنس منفاكَ، واَرفع رؤاك كَنَخْب
أخير. وقل إن أَردت: هَواكِ هلاك.
وأَمَّا أَنا، فسأصْغي إلي جسدي
بهدوء الطبيبة: لاشيء، لاشيء
يوجِعني في الغياب سوي عزْلَةِالكون