قصة عبد الله بن مسعود
عبد الله بن مسعود هو من أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم، فقيه، وهو أول من هاجر حيث هاجر الهجرتين وصلى في القبلتين، تولى حُكم بيت المال، وقضاء الكوفة في عهد عمربن الخطاب وعهد عثمان بن عفان، و أول من تلفّظ بالقرآن بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجلٌ يسمعهم؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا، فقالوا: إنّا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه! فقال: دعوني، فإن ّالله سيمنعني، فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته: ”بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن”، فإستقبلها فقرأ بها، فتأملوا فجعلوا يقولون: هذا الذي خشينا عليك! فقال: ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟ قالوا: حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.
إسمه: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمس بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو عبد الرحمن الهذلي.
إتصّف بأنه كان قصير القامة ، نحيف البدن، وكان عند صعوده للنخل ليحضر للرسول التّمر تتعرى قدمه، فقام الصحابة بالضحك عليه بسبب نحافته، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم :(لرجلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد)، وأجمل صفة إتّصف بها هي صوته الجميل الذي أنعم الله عليه به فكان عند قدوم الليل يُسمع صوت كدوي النحل ،فيعرفُ أن عبد الله بن عباس يقرأ القرآن .
وكان ممن ميّزه الرسول بانه أحد الذين إصطفاهم من السبعة الرفقاء، في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنه لم يكن قبلي نبي إلا قد أُعطِي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أُعطِيتُ أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعليُّ، وحسن، وحسين، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، أبو ذرالغفاري، حذيفة بن اليمان، سلمان الفارسي، عبد الله بن مسعود، عمّار، بلال).
وعند إسلامه كان يخدم النبي بيلبسه نعليه، ويفعل له كل ما يحتاج، وهو الذي قام بقتل أبو جهل، وكان مرافق للرسول في كل غزواته وحتى بعد رحيل الرسول شهد معركة اليرموك، وقام عمر بن الخطاب بتسييره للكوفة وكان معلماً ووزيراً، وكانت له منزلته في الإسلام بحيث قيل عن صوته:(من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من إبن أم عبد)، و قال فيه علي: (لقد قرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة).
ومن أجمل ما قال عبد الله بن مسعود:
- أعظم الخطايا الكذب، وسب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يغفر، يغفر الله له، ومن يصبر على الرزيّة يعقبه الله خيرا منها
- إنَّ الله بقسطه وعدله جعلَ الرَّوحَ والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الهمّ والحزن في الشكِّ والسخط.
- ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة، وإن كنتَ في السوق.
إنَّ الله بقسطه وعدله جعلَ الرَّوحَ والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشكِّ والسخط.
توفي رحمة الله عليه سنة 32 هجري،دُفن بالبقيع، وتمََّ دفنه في الليل، وكان عمره عند وفاته بضعاً وستين عام.