قصة حاطب بن أبي بلتعة
هو حاطب بن أبي بلتعة واسمه عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سعاد بن راشدة بن أذب بن جزيلة بن لخم بن بن عدب بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وهو أحد صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الكرام – رضوان الله عليهم -، ومن نسبه هذا يتضح أنه من قبيلة لخم وأنه كهلاني قحطاني. كان الصحاب الجليل حاطب بن أبي بلتعة قد دخل في حلف الزبير بن العوام أو في حلف مولى عبيد الله بن حميد الأسدي كما ذكر البعض، وهو بذلك يكون قد دخل في حلف بني أسد من قريش.
من أشهر مواقفه موقفه مع المقوقس عظيم القبط في مصر وتحيدياً في الإسكندرية، وقصته كالتالي:
في السنة السادسة من الهجرة النبوية الشريفة أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كتب لكافة الملوك المحيطين بالدولة الإسلامية كملك الروم وملك الحبشة وغيرهم يدعوهم فيها إلى الإسلام وعبادة الله تعالى وحده، وكان من ضمن من أرسل إليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – كتابه هو المقوقس عظيم القبط آنذاك في مصر، ولقد أرسل – عليه الصلاة والسلام – كتابه هذا إلى المقوقس مع الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة.
وفعلاً سار هذا الصحابي الجليل حتى وصل إلى الاسكندرية فوجد المقوقس في مجلسه في منطقة محاذية للبحر، فدخل عليه وألقى عليه كتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ومثل هو بين يدي المقوقس، فسأل المقوقس حاطباً: لماذا لم يهلكني محمد بدعوة منه إن كان نبياً؟ فرد عليه حاطب بجواب ذكي : لماذا لم يدع عيسى بن مريم – عليه السلام – على من خالفه ولم يستمع إليه بالهلاك ؟ فصدم المقوقس من جواب حاطب، ثم عاود سؤال السؤال مرة أخرى وأجاب عليه حاطب بنفس الإجابة السابقة فسكت المقوقس مرة أخرى، عندها انتهز الصحابي الجليل رسول رسول الله فرصة سكوته وقال له قولاً فيه الحكمة والعقل حيث أخبره بأن ما يقوم محمد بفعله الآن هو نفسه ما قام به عيسى مع أتباع موسى، عندما جاء يدعو قومه، ونصحه أن يعتبر ممن كانوا قبله منن الذين قالوا أنهم الرب الأعلى فانتقم الله منهم بسبب تعجرفهم وتكبرهم في الأرض وةطغيانهم، وأن محمداً لا ينهاه عن الإيمان والاعتقاد بالمسيح – عليه السلام – بل إنه فرض على المسلم أن يؤمن به وإلا كان كافراً، وبعدها قرأ المقوقس كتاب الرسول – صلى الله عليه وسلم – والذي كان يدعوه بأسلوب حيث جاء في هذا الكتاب ما نصه “بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله الي المقوقس، عظيم القبط. سلام علي من اتبع الهدي. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين. “يا أهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون…”، عندها أرسل المقوقس إلى الرسول بالهدايا وأتبعه بكتاب منه إلى الرسول وبقي المقوقس على ما هو عليه.