قصة أبو الفضل العباس
من هو العباس؟
وكيف كان إسلامه؟ وكيف كان يعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل الإسلام؟!
إنّه عم النبي (صلى الله عليه وسلم) أبو الفضل العباس بن عبد المطلب، عُرف بساقي الحرمين، حيث كانت له السقاية وزمزم حينما دفعهما له النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة، كانت له العديد من المواقف التي خدم بها الإسلام، وأحسن إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم الإحسان، كل ذلك قبل إسلامه.
مولده
وُلد أبو الفضل العباس بن عبد المطلب قبل عام الفيل بثلاثة سنين، فكان يكبر الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بثلاث فقط، وحين ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) أحبه كثيرا ًوتعلّق قلبه به، حتى بُعث النبي (صلى الله عليه وسلم) وُكلف بالرسالة وبدأ يدعو الناس للدخول في الإسلام، حينها بدت منه العداوة والإيذاء للنبي (صلى الله عليه وسلم)، فهجاه وقاتل مع قريش ضده، فتحمل النبي (صلى الله عليه وسلم) كل ذلك وبقي يدعوهم للدخول في الإسلام حتى هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة وكانت أول غزواته (صلى الله عليه وسلم) هناك غزوة بدر الكبرى، حينها قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: “إني قد عرفت أن رجالًا من بني هاشم وغيرهم قد أُخرجوا كرهاً، لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي العباس بن عبد المطلب عم النبي (صلى الله عليه وسلم) فلا يقتله فإنه إنما أٌخرج مكرهًا.
فقال أحد الصحابة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وعشيرتنا ونترك العباس! والله لئن لقيته لأقتلنه بالسيف فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم) ونهى المسلمين أن يقتلوا أي رجل بينه وبين الذين أصابوه قرابة ذات رحم. وحينما انتهت غزوة بدر فإذا من بينهم عمه العباس، فطلب العباس أن يفدي نفسه حتى يُفك أسره فأعتق نفسه بنفسه.
عاد العباس إلى مكة وهو يفكر بما حل به مع المسلمين وقد أخذ على نفسه قراراً بأن يساند النبي (صلى الله عليه وسلم) ويجيره دون أن يدخل في الإسلام، فكان من بين الأمور التي قدمها للنبي (صلى الله عليه وسلم) أنه أخذ البيعة للنبي (صلى الله عليه وسلم) على الأنصار.
كما أنّه رضى الله عنه قبل إسلامه زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) بأم المؤمنين ميمونة أم الحارث، وقد قدم صداقها من ماله الخاص ثم دفعها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم).
اسلامه
أسلم العباس سراً يوم الخندق وعاد إلى مكة ولم يبح بإسلامه إلا يوم الفتح، يوم أن فتح النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة كان له رضي الله عنه دور بارز، فلقد ركب بغلته وأخذ أبو سفيان عليها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد كان حينها المسلمون قرب مكة فدخل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعه أبو سفيان، فلما رآه عمر بمن الخطاب قال: “عدو الله الحمد الله الذي أمكنني منك، فأسرع العباس ببغلته حتى وصل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله: “إني أجرت أبا سفيان، ثم قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي سفيان: “أما آن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ! فقال أبو سفيان: إن في النفس منها لشيئاً بعد وأعاده مراراً، فقال العباس: ويحك يا أبا سفيان اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قبل أن تقتل، فشهد شهادة الحق وقال العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” من دخل دار أبي سفيان فهو آمن”.
فكان فتح مكة، ثم عاش بعدها العباس حتى بلغ ثمان وثمانين سنة، ثم مات في خلافة عثمان بن عفان سنة 32هـ بالمدينة المنورة، ودفن في البقيع. رضي الله عنه وأرضاه وجمعنا وإياه في جنات النعيم.