قصائد وابيات تعبر عن الغزل
محتويات المقال
الغزل
الغزل هو من أهم أغراض الشعر الذي بدأت جذوره منذ العصر الجاهلي. هناك الكثير من شعراء العرب تميّزوا بالشعر الغزليّ الذي عبّر عن عاطفتهم الجيّاشة، أهمّهم جميل بثينة، عنترة العبسي، قيس بن الملوّح، وغيرهم.
أجمل شعر الغزل
- ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها ولولا لحظها
ما ودّ مالك قلبه لو صيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تَهِم
كنت امرءا خشن الطباع بليدا
وإذا طلبت مع الصبابة لذّة
فلقد طلبت الضائع الموجودا.
- ولو أن ما بي في الحصى فلق الحصى
أو الريح لم يسمع لهنّ هبوب
ولـو أنني أستغفر الله كلّما
ذكرتك لم تُكتب عليّ ذنوب.
- أغار عليك من قلبي وعيني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني جعلتك في عيوني
إلى اليوم القيامة ما كفاني.
- لي في محبتكم شهود أربع
وشهود كل قضية اثنان
خفقان قلبي واضطراب جوارحي
ونحول جسمي وانعقاد لساني.
- تذكّرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا تخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظلّ الرّمح قصرت ظلّه
بليلى فلهاني وما كنت ناسيا
” بتمدين ” لاحت نار ليلى وصحبتي
” بذات الغضى ” نزجي المِطيّ النواجيا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبا
بدا في سواد الليل فرداً يمانيا
فقلت له: بل نار ليلى توقّدت
“بعليا” تسامى ضوؤها فبدا ليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى
وليت “الغضى” ماشى الركاب لياليا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة
إذا جئتكم بالليل لم أدرِ ما هيا
خليليّ إن لا تباكياني ألتمس
خليلاً إذاً أنزفت دمعي بكي ليا
فما أشرف الأيفاع إلا صبابة
ولا أنشد الأشعار إلا تداويا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظنّ أن لا تلاقيا.
قصائد في الغزل
من جميل القصائد التي قيلت في الغزل، اخترنا لكم ما يأتي:
رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
عنترة بن شدّاد
رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني
أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت
أعْطَافَه ُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
ورنتْ فقلتُ غزالةٌ مذعورةٌ
قدْ راعهَا وسطَ الفلاةِ بلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَةَ تِمِّهِ
قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ
لجلالهِا أربابنا العظماءُ
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ
عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ.
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي
جميل بثينة
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي
وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ
فلربّ عارضة ٍ علينا وصلَها
بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ
فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ:
حُبّي بُثينةَ عن وصالكِ شاغلي
لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَةٍ
فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي
ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطلٍ
منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟
ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه
أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل
ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني
وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل
صادت فؤادي، يا بثينَ، حِبالُكم
يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي
منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني
وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ
وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها
أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ
وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني
وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي
حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم
مني، ولستَ، وإن جهدنَ، بفاعلِ
فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم
لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ
يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً
ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ
ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة ُ
نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ!
خذوا بدمي ذات الوشاح
يزيد بن معاوية
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
رأيتُ بعيني في أناملها دمي
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفمِ
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم مُنعّمِ
وأحسد أقداحا تُقبّلُ ثغرها
إذا أوضعتها موضع المزجِ في الفمِ
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
فلا مقصدي ألا تقوتوا تنعمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حلّ لها دمي
وقولوا لها يا مُنية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي
ولا تحسبوا أني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهمِ
لها حكم لقمـان وصـورة يوسـف
ونغـمـة داود وعـفّـه مـريـمِ
ولي حزن يعقوب ووحشـة يونـس
وآلام أيـــوب وحـســرة آدمِ
ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة
لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدمِ
ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء
بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدمِ
بكيت على من زين الحسن وجههـا
وليس لها مثـل بعـرب وأعجمـي
مدنيـة الألحـاظ مكيّـة الحشـا
هلاليّـة العينيـن طائيّـة الـفـمِ
وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا
بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـمِ
أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا
إشـارة محـزونٍ ولــم تتكـلـمِ
فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا
وأهـلا وسهـلاً بالحبيـب المُتيّـمِ
فوالله لـولا الله والخـوف والرجـا
لعانقتهـا بيـن الحطيـمِ وزمـزمِ
وقبلتهـا تسعـاً وتسعيـن قبـلـةً
براقـةً بالكـفِّ والـخـدِ والـفـمِ
ووسدتهـا زنـدي وقبّلـت ثغرهـا
وكانت حلالاً لي ولو كنـت محـرمِ
ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا
مُخضّبـة تحكـي عصـارة عنـدمِ
فقلت خضّبت الكف بعـدي هكـذا
يكـون جـزاء المستهـامِ المُتيّمِ
فقالت وأبدت في الحشا حر الجوى
مقالة من فـي القـول لـم يتبـرّمِ
وعيشـك ما هـذا خضـاباً عرفتـهُ
فلا تكُ بالبهتانِ والـزور ظالمي
ولكننـي لمـا رأيـتـك نائياً
وقد كنت كفي في الحياة ومعصمـي
بكيت دماً يـوم النـوى فمسحتـهُ
بكفي فاحمرّت بناني من دمي.
سما لك الشوق
امرؤ القيس
سما لكَ شوقٌ بعدما كان أقصر
وحلتْ سليمي بطن قو فعرعرا
كِنَانِيّةٌ بَانَتْ وَفي الصَّدرِ وُدُّهَا
وَرِيحَ سَناً في حُقّة حِمْيَرِيّة ٍ
بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ لمّا تَحَمّلُوا
لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا
حدائق دوم أو سفيناً مقيرا
أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا
سوامقَ جبار أثيثٍ فروعه
وعالين قنواناً من البسر أحمرا
حمتهُ بنوا الربداء من آل يامن
بأسيافهم حتى أقر وأوقرا
وأرضى بني الربداءِ واعتمَّ زهوهُ
وأكمامُهُ حتى إذا ما تهصرا
أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ عِنْدَ قِطَاعِهِ
تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا
كأن دمى شغف على ظهر مرمر
كسا مزبد الساجوم وشياً مصورا
غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ وَنِعْمَةٍ
يحلينَ يا قوتاً وشذراً مفقرا
وريح سناً في حقه حميرية
تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا
وباناً وألوياً من الهند داكياً
وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا
غلقن برهن من حبيب به ادعت
سليمى فأمسى حبلها قد تبترا
وَكانَ لهَا في سَالِفِ الدّهرِ خُلّةٌ
يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا
إذا نَالَ مِنْها نَظَرَةً رِيعَ قَلْبُهُ
كما ذرعت كأس الصبوح المخمر
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ قَذَفاته
تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
أأسماءُ أمسى ودُها قد تغيرا
سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقد أتَتْ
على خملى خوصُ الركابِ وأوجرا
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ في الآلِ دونها
نظرتَ فلم تنظر بعينيك منظرا
تقطع أسبابُ اللبانةِ والهوى
عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا
بسير يضجّ العودُ منه يمنه
أخوا لجهدِ لا يلوى على من تعذّرا
ولَم يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ ظَعَائِناً
وخملاً لها كالقرّ يوماً مخدرا
كأثل من الأعراض من دون بيشة
وَدونِ الغُمَيرِ عامِدَاتٍ لِغَضْوَرَا
فدَعْ ذا وَسَلِّ الهمِّ عنكَ بجَسْرَةٍ
ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهَجّرَا
تُقَطَّعُ غِيطَاناً كَأنّ مُتُونَهَا
إذا أظهرت تُكسي ملاءً منشرا
بَعِيدَة ُ بَينَ المَنْكِبَينِ كَأنّمَا
ترى عند مجرى الظفر هراً مشجراً
تُطاير ظرَّانَ الحصى بمناسم
صِلابِ العُجى مَلثومُها غيرُ أمعَرَا
كأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِهَا وَأمامِهَا
إذا نجَلَته رِحلُها حَذْفُ أعسَرَا
كَأنّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِذُّهُ
صليل زيوفٍ ينقدنَ بعبقرا
عليها فتى لم تحملِ الأرضُ مثله
أبر بميثاق وأوفى وأصيرا
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ من جَوّ ناعِطٍ
بَني أسَدٍ حَزْناً من الأرضِ أوْعرَا
وَلوْ شاءَ كانَ الغزْوُ من أرض حِميَرٍ
ولكنه عمداً إلى الروم أنفرا
بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه
وأيقنَ أنا لاحقانِ بقصيرا
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا
نحاوِلُ مُلْكاً أوْ نُموتَ فَنُعْذَرَا
وإني زعيمٌ إن رجعتُ مملكاً
بسيرٍ ترى منه الفرانقَ أزورا
على لاحبٍ لا يهتدي بمنارهِ
إذا سافه العودُ النباطي جرجرا
على كل مقصوص الذنابي معاوِد
بريد السرى بالليل من خيلِ بربرا
أقَبَّ كسِرْحان الغَضَا مُتَمَطِّرٍ
ترى الماءَ من أعطافهِ قد تحدرا
إذا زُعته من جانبيه كليهما
مشي الهيدبى في دفه ثم فرفرا
إذا قُلْتُ رَوِّحْنَا أرَنّ فُرَانِقٌ
على جعلدٍ واهي الاباجل أبترا
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها
وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْن شَمَّرَا
نَشيمُ بُرُوقَ المُزْنِ أينَ مَصَابُهُ
ولا شيء يشفي منك يا ابنة َ عفزرا
من القاصراتِ الطرف لو دب محولٍ
وَلا مِثْلَ يَوْمٍ في قَذَارَانَ ظَلْتُهُ
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم
قريبٌ ولا البسباسةُ ابنة يشكرا
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدرا
بُكَاءً على عَمرٍو وَمَا كان أصْبَرَا
إذا نحن سرنا خمسَ عشرة ليلة
وراء الحساءِ من مدافع قيصرا
إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ
وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِباً
مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا
وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ
وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وما جبنت خيلي ولكن تذكرتْ
مرابطها في بربعيصَ وميسرا
ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهُ
بتَاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فَوْق طَرْطرَا
ولا مثلَ يوم فق قُدار ان ظللتهُ
كأني وأصحابي على قرنِ أعفرا
ونشرُب حتى نحسب الخيل حولنا
نِقَاداً وَحتى نحسِبَ الجَونَ أشقَرَا