قصائد عن سيدنا محمد
محتويات المقال
مهما كُتب من قصائد وأشعار عن أعظم مخلوق على وجه الأرض، ومهما ذكرنا محاسن وصفات سيد الخلق محمد تبقى قليلة، وغير وافية، ولكننا أردنا هنا كتابة أجمل الأشعار عن سيّدنا.
كل القلوب إلي الحبيب تميل
كل القلوب إلي الحبيب تميل ومعي بهذا شاهد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمداً صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكلّ العالمين رسول
يا سيد الكونين يا علم الهدى هذا المتيم في حماك نزيل
لو صادفتني من لدنك عناية لأزور طيبة والنخيل جميل
هذا رسول الله هذا المصطفى هذا لرب العالمين رسول
هذا الذي رد العيون بكفه لما بدت فوق الخدود تسيل
هذا الغمامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الحبيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهاجه للسالكين سبيل
يارب إني قد مدحت محمداً فيه ثوابي وللمديح جزيل
صلى عليك الله يا علم الهدى ما حن مشتاق وسار دليل
وُلِد الُهدى فالكائنات ضياء
وُلِد الُهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا به بُشراء
والعيش يزهو والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسِّدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ
واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية
من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صباحُه
ومساؤه بمحمد وضاءُ
ذُعِرت عروش الظالمين فزُلزلت
وعلت على تيجانهم أصداء
نعم اليتيم بدت مخايل فضلِه
واليتم رزق بعضه و ذكاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا
منها وما يتعشق الكبراء
لو لم يُقم دينًا ، لقامت وحدها
دينا تضيء بنوره الآناء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ
يُغري بهن ويُولع الكرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى
وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا، ومقدَّرًا
لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة
في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هزة
تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا إرتيابَ كأنما
جاء الخصومَ من السماء قضاءُ
وإذا حميت الماء لم يُورَدْ، ولو
أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيت الله
لم يدخل عليه المستجير عداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته
فجميع عهدك ذمة ووفاء
يا أيها الأمي، حسبك رتبةً
في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر ربك الكبرى التي فيها
لباغي المعجزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى
وتقدم البلغاء والفصحاء
حسدوا فقالوا شاعر أو ساحر
ومن الحسود يكون الإستهزاء
دين يشيِّد آية في آية
لبناته السورات والأضواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا
والله جل جلاله البَنَّاءُ
بأبي وأمي أنت يا خير الورى
بأبي وأمي أنت يا خير الورى
وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ
بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ
بالفعل والأقوال عما يُفترى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ
من دون عِرضك بذلها والمشترى
للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها
لبست بثوب الحقد لوناً أحمرا
قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي خَبُثَتْ
ومكرُ القومِ كان مدبَّرا
تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها
وفعالِها فغدت يميناً أبترا
الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ
والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنا
إذا ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا
ولأفضل كل الديانات قام فأنذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً
يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى
وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ
رَوْحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا
وختامُها عاد الكلامُ بما بدا
بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
من أينَ أبدأ والحديثُ غرامُ
من أينَ أبدأ ُوالحديثُ غرامُ؟
فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
من أينَ أبدأ ُفي مديحِ محمدٍ؟
لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ
هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى
هو قائدٌ للمسلمينَ همامُ
هو سيدُ الأخلاق ِدون منافس ٍ
هو ملهمٌ هو قائدٌ مقدامُ
ماذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى
فمحمدٌ للعالمين إمامُ
ماذا نقولُ عن الحبيبِ المجتبى
في وصفهِ تتكسرُ الأقلامُ
رسموكَ في بعضِ الصحائفِ مجرماً
في رسمهم يتجسد الإجرامُ
لا عشنا إن لم ننتصر يوماً
فلا سلمت رسومُهُمُ ولا الرسام
وصفوك َبالإرهاب ِدونَ تعقلٍ
والوصفُ دونَ تعقلٍ إقحامُ
لو يعرفونَ محمداًَ وخصالهُ
هتفوا له ولأسلم الإعلامُ
في سدرةِ الملكوتِ راحَ محلقاً
تباً لهم ولأنفهم إرغام
فالدانمركُ تجبرت في غييها
لم تعتذر والمسلمونَ نيام
يا حسرة َالسيفِ الذي لم ينعتق
من غمدهِ والمكروماتُ تضامُ
أيسبُ أسوتنا الحبيبُ فما الذي
يبقى إذا لم تغضبِ الأقوامُ
لا عشنا إن لم ننتصر لمحمدٍ
يوماً لأن المسلمينَ كرامُ
سمعت جموعُ المسلمينَ كلامهم
ثم استفاقت نجدُنا والشامُ
يا أمة َالمليارِ لا تتخوفي
لا بد أن تتقلبَ الأيام
لا بد للشعبِ المغيبِ أن يفق يوماً
ويحدثُ في الربوع ِوئامُ
لا بد لليثِ المكمم ِأن يرى يوماً
وهل للظالمينَ دوامُ
خالدَ اليرموكِ أين سيوفنا
أوما لنا في المشرقين ِحسامُ
كانت تموجُ الأرضُ تحتَ خيولنا
كانت لنا في المغربين ِخيامُ
يا حسرة الأيام ِكيف َتبدلت
وهماً وضاعَ من الأباةِ زمامُ
يا سيدَ الثقلين ِيا نورَ الهدى
ماذا أقولُ تخونُنُي الأقلام
ترتلُ للحبيبِ فضائلا ً
والفتحُ والأحزابُ والأنعامُ
أثنى عليك في آياتهِ
والمدحُ في آياتهِ إفحام
ستظلُ نبراساً لكلِِ موحدٍ
والصمتُ عن شتم ِالسفيهِ كلامُ
صلى عليك الله يانور الهدى
ما دارت الأفلاكُ والأجرام
صلى عليكَ الله يا خيرَ الورى
ما مرت الساعاتُ والأيامُ
أغرّ عليهِ للنبوةِ خاتمٌ
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى إسمهِ إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ منَ الرسلِ والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً وبشرَ جنة ًوعلمنا الإسلامَ فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا سِوَاكَ إلهاً، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ فإيّاكَ نَسْتَهْدي وإيّاكَ نَعْبُدُ
هلَّ الهلال فكيف ضل الساري
هلّ الهلال فكيف ضل الساري
وعلام تبقى حيرة المحتارٍ
ضحك الطريق لسالكيه فقل لمن
يلوي خطاه عن الطريق حذارِ
وتنفس الصبح الوضيء قلا تسل
عن فرحة الأغصان والأشجارِ
غنّت بواكير الصباح فحرّكت
شجو الطيور ولهفة الأزهارِ
غنّت فمكّة وجهها متألق
أملا ووجه طغاتها متواري
هلّ الهلال فلا العيون ترددت
فيما رأته ولا العقول تماري
والجاهلية قد بنت أسوارها
دون الهدى فانظر إلى الأسوارِ
واقرأ عليها سورة الفتح التي
نزلت ولاتركن إلى الكفّارِ
أو ما ترى البطحاء تفتح قلبها
فرحاً بمقدم سيد الأبرارِ
عطشى يلمّضها الحنين ولم تزل
تهفو إلى غيث الهدى المدراري
ماذا ترى الصحراء في جنح الدجى
هي لاترى إلا الضياء الساري
وترى على طيف المسافر هالة
بيضاء تسرق لهفة الأنظارِ
وترى عناقيد الضياء ولوحة
خضراء قد عرضت بغير إطارِ
هي لاترى إلا طلوع البدر في
غسق الدجى وسعادة الأمصارِ
مازلت أسمعها تصوغ سؤالها
بعبارة تخلو من التكرارِ
هل يستطيع الليل ان يبقى إذا
ألقى الصباح قصيدة الأنوارِ
ماذا يقول حراء في الزمن الذي
غلبت عليه شطارة الشطّارِ
ماذا يقول للاتهم ومناتهم
ماذا يقول لطغمة الكفّارِ
ماذا يقول وما يزل متحفّزاَ
متطلعاَ لخبيئة الأقدارِ
طب ياحراء فلليتيم حكاية
نسجت ومنك بداية المشوارِ
أو ماتراه يجيء نحوك عابداً
متبتلاً للواحد القهارِ
أو ماترى في الليل فيض دموعه
أو ماترى نجواه بالأسحارِ
أسمعت شيئاً ياحراء عن الفتى
أقرأت عنه دفاتر الأخيارِ
طب ياحراء فأنت أول بقعة
في الأرض سوف تفيض بالأسرارِ
طب يا حراء فأنت شاطىء مركب
ما زال يرسم لوحة الإبحارِ
ماجت بحار الكفر حين جرى على
أمواجها الرعناء في إصرارِ
وتساءل الكفار حين بدت لهم
في ظلمة الأهواء شمعة ساري
من ذلك الآتي يمد لليلنا
قبساً سيكشف عن خبايا الدارِ
من ذلك الآتي يزلزل ملكنا
ويرى عبيد القوم كالأحرارِ
ما باله يتلو كلاما ساحراً
يغري ويلقي خطبة إستنفارِ
هذا محمد ياقريش كأنكم
لم تعرفوه بعفة ووقارِ
هذا الأمين أتجهلون نقاؤه
وصفاؤه ووفاؤه للجارِ
هذا الصدوق تطهرت أعماقه
فأتى ليرفعكم عن الأقذارِ
طب ياحراء فأنت أول ساحة
ستلين فيها قسوة الأحجارِ
سترى توهج لحظة الوحي الذي
سيفيض بالتبشير والإنذارِ
اقرأ ألم تسمع أمين الوحي إذ
نادى الرسول فقال لست iiبقاريْ
إقرأ فديتك يامحمد عندما
واجهت هذا الأمر باستفسارِ
وفديت صوتك إذ رددتها
آية من القرآن باسم الباري
وفديت صوتك خائفاً متهدجا
تدعو خديجة أسرعي بدثاري
وفديت صوتك ناطق بالحق لم
يمنعك ما لاقيت من إنكارِ
وفديت زهدك في مباهج عيشهم
وخلو قلبك من هوى الدينارِ
يا سيد الأبرار حبك دوحة
في خاطري صدّاحة الأطيارِ
والشوق ماهذا بشوق إنه
في قلبي الولهان جذوة نارِ
حاولت إعطاء المشاعر صورة
فتهيبت من وصفها اشعارِ
ماذا يقول الشعر عن بدر الدجى
لمّا يضتيْ مجالس السمارِ
يا سيد الأبرار أمتك التي
حررتها من قبضة الأشرارِ
وغسلت من درن الرذيلة ثوبها
وصرفت عنها قسوة الإعصارِ
ورفعت بالقرآن قدر رجالها
وسقيتها بالحب والإيثارِ
يا سيد الأبرار أمتك التوت
في عصرنا ومضت مع التيارِ
شربت كؤوس الذل حين تعلقت
بثقافة مسمومة الأفكارِ
إني إراها وهي تسحب ثوبها
مخدوعة في قبضة السمسارِ
إني إراها تستطيب خضوعها
وتلين للرهبان والأحبارِ
إني أرى فيها ملامح خطة
للمعتدين غريبة الأطوارِ
إني أرى بدع الموالد اصبحت
داء يهدد منهج الأخيارِ
وأرى القباب على القبور تطاولت
تغري العيون بفنها المعماري
يتبركون بها تبرك جاهل
أعمى البصيرة فاقد الإبصارِ
فرق مضللة تجسد حبها
للمصطفى بالشطح والمزمارِ
أنا لست أعرف كيف يجمع عاقل
بين إمتداح نبينا والطارِ
كبرت دوائر حزننا وتعاظمت
في عالم أضحى بغير قرارِ
إني أقول لمن يخادع نفسه
ويعيش تحت سنابك الأوزارِ
سل أيها المخدوع طيبة عندما
بلغت مداها ناقة المختارِ
سل صوتها لما تعالى هاتفاً
وشدى بألف قصيدة إستبشارِ
سل عن حنين الجذع في محرابه
وعن الحصى في لحظة إستغفارِ
سل صحبة الصديق وهو أنيسه
في دربه ورفيقه في الغارِ
سل حمزة الأسد الهصور فعنده
خبر عن الجنات والأنهارِ
سل وجه حنظلة الغسيل فربما
أفضى إليك الوجه بالأسرارِ
سل مصعب لما تقاصر ثوبه
عن جسمه ومضى بنصف إزارِ
سل في رياض الجنة إبن رواحة
واسأل جناحي جعفر الطيارِ
سل كل من رفعوا شعار عقيدة
وبها اغتنوا عن رفع كل شعارِ
سلهم عن الحب الصحيح ووصفه
فلسوف تسمع صادق الأخبارِ
حب الرسول تمسك بشريعة
غرّاء في الإعلان والإسرارِ
حب الرسول تعلق بصفاته
وتخلق بخلائق الأطهارِ
حب الرسول حقيقة يحيا بها
قلب التقي عميقة الآثارِ
إحياء سنته إقامة شرعه
في الأرض دفع الشك بالإقرارِ
إحياء سنته حقيقة حبه
في القلب في الكلمات في الأفكارِ
ياسيد الأبرار حبك في دمي
نهر على أرض الصبابة جاري
يا من تركت لنا المحجة نبعها
نبع اليقين وليلها كنهارِ
سُحب من الإيمان تنعش أرضنا
بالغيث حين تخلف الأمطارِ
لك يانبي الله في أعماقنا
قمم من الإجلال والإكبارِ
عهد علينا أن نصون عقولنا
عن وهم مبتدع وظنّ مماري
علمتنا معنى الولاء لربنا
والصبر عند تزاحم الأخطارِ
ورسمت للتوحيد أكمل صورة
نفضت عن الأذهان كل غبارِ
فرجاؤنا ودعاؤنا ويقيننا
وولاؤنا للواحد القهارِ