قبر الزير سالم
محتويات المقال
أين يقع قبر الزير سالم
تغنّت القبائل العربية قديماً بمواهب أبنائها من الشعراء الذين كانوا يجوبون الصحارى منشدين أبياتاً نقشت بماء الذهب وسطرت بها خليط مشاعرهم والحديث عن ذاتهم من ذلك الزمان إلى الآن، دونوا بشعرهم كل الحوداث التي مروا بها، وعشقهم، وحروبهم، وصفوا النساء، والجبال، والصحراء، كان شعرهم جزلاً غليظاً كما لغتهم يحمل الكثير من المعاني التي يتلذّذ المتلقّي لما بها ويعكف على تحليلها وحفظها.
هناك مجموعة كبيرة من الشعراء الذين برزوا في الفن والأدب العربي وأسمائهم هي من تدل على تأسيس ذلك الموروث الشعري الذي لا زال إلى الآن يدرس في الجامعات والكليات لمن أراد أن يتعلم اللغة العربية وقواعدها الصحيحة في كل مكان بالعالم. ومن أعلام الشعر العربي والذين لازالت سيرهم إلى الآن تدرس ويتغنى بشعرهم في المحافل والإجتماعات والصالونات الأدبية أمثال: المتنبي، وامرئ القيس، وزهير ابن أبي سلمى، والمعري، والشنفرى الشاعر الصعلوك، وعمر ابن كلثوم، والزير سالم الذي سنذكر في هذا المقال عن حياته ومكان وفاته وقبره.
الزير سالم
هو عدي ابن ربيعة ابن وائل ابن مرة المهلل من قبيلة تغلب العربية، كان يسكن منطقة نجد وهو أخو الملك كليب ملك العرب في ذلك الوقت، وقد عرف عنه حب الحياة وملذاتها ومرافقة النساء ومجالستهن لذا أطلق عليه أخوه الملك كليب لقب الزير بمعنى جليس النساء، كان الزير سالم ناظماً للشعر مقلّاً فيه فهو ينظم الأبيات التي تخدم مشاعره في المواقف التي يمر بها وكان شعره رقيقاً ناعماً لذا سمي بالمهلل لأنّه ابتعد في صياغة شعره عن الجزل والبلاغة ورقق الشعر وهلهله فلقب ايضاً بالمهلهل.
كانت حياته تقتصر على اللهو والشرب والصيد والمجون بعيداً عن سياسات الحكم وتعقيداته إلى أن قتل أخيه الملك على يد الجساس فنقلبت حياته من اللهو واللعب إلى حياة الأنتقام والثأر من قبيلة بكر والتي أستمر قتاله معها مدة أربعين عاماً بحرب سميت حرب البسوس صال فيها الزير سالم وجال وقتل وأهلك كل من يقع أمامه منفذاً وصية أخيه في العشرة أبيات التي كتبها له على صخرة عندما غدر به الجساس ووصاه بها أن لا يرحم لا كبيراً، ولا شيخاً، ولا فتاة.
وفاة الزير سالم ومكان قبره
عندما بلغ الزير سالم الثالثة والخمسين من عمره عاد للشرب والانكفاء طوال الوقت على قبر أخيه الملك كليب يعد الروؤس التي حول القبر، فأحس بإلم في ظهره وطلب من ابن أخيه الجرو ابن كليب أن يتلقى علاجه في مصر، فانطلق إلى مصر يرافقه عبدان، فمل العبدان منه وشرعاً في قتله إلّا أنّه أحس على المكيدة التي دبرها العبدان وقام فأنشد عليهما بيتين من الشعر وصاهما بحملهما إلى القبيلة بعد قتله وهكذا حدث، قتل العبدان الزير سالم وعادا إلى القبيلة باكيين منتحبين، فأنشدا البيتين من الشعر على اليمامة ابنة الملك كليب وأخبراها بأن تلك وصية الزير سالم لها، ففطنت هي لمعنى الأبيات وعرفت أنّ عمّها المهلل يقصد شيئاً آخر من خلال تلك الأبيات مشيراً إلى أن هولاء العبدين هم من غدروا به فقتلوه فليقتلا. فقتلو العبدين بنفس الساعة.
أمّا عن مكان قبر الزير سالم فهناك روايات تقول أن القبر يوجد في منطقة تدعى وصاب التي هي جزء من السلسة الجبيلية الغربية في اليمن المطلة على سهول تهامة، حيث يوجد بها قبر الزير سالم حيث يبلغ طول القبر حوالي الستة أمتار، وعرضه مترين، وأهم ما يميّز تلك المنطقة تسمية معالمها بأسماء مناطق بني هلال والحرب التي قام بها الزير سالم.