فوائد دراسة التاريخ
التاريخ
يشكل التاريخ بالنسبة للعديد من الأفراد شغفاً حقيقياً، ومتعة لا تعادلها أي متعة أخرى، كما أنّه مدرسة بحد ذاتها، فهو مليء بالدروس والعبر التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها في كل زمان ومكان، حيث تعتبر مادّة التاريخ من أكثر المواد غنى بالأفكار، والمعتقدات المختلفة. ومن هنا فقد كان من الضروريّ تعلّم التاريخ، وتعلم درسه، والمواضبة عليه بكل ما يمتلك الإنسان من قوة وجهد للقيام بذلك، فلا يمكن لأيّ إنسان أن ينهض دون معرفة التاريخ، ودون التعمق فيه، ودون أن تكون هناك قراءة واعية وصحيحة له، فتشويه التاريخ سلباً أو إيجاباً يعود على الأمم بالوبال والضياع، إذ يحب أن يقرأ قراءة واعية غير مغلوطة ومن قبل كافة النخب في الأمم المختلفة.
فوائد دراسة التاريخ
- يساعد الدارسين والباحثين في كافّة الميادين العلمية على التعرف على طرق تطوّر التخصصات العلمية وتفرعها، والحاجة الماسة التي دعت لنشوء هذه العلوم، حيث يعتبر التاريخ العلمي من أهم الأمور التي تساعد في تعريف الناس بشكل عام بمغزى هذه العلوم، والظروف التي نشأت فيها، ممّا يؤدّي إلى تطويرها بشكل أكبر، وأوضح، وأبرز.
- يسلّط التاريخ الضوء على العلاقة الجدلية بين الدين والسياسة، مع عرضه التفصيلي لكافة الحركات التي اهتمت بهذين العنصرين الرئيسين في حياة البشرية كالحركة العلمانية التي حرّرت أوروبا من سلطة الدين.
- يعطي التاريخ نماذج رائعة يحتذى بها في التآخي والتعايش بين الناس من مختلف الملل، والنحل، والأصناف والألوان، كما ويعطي أيضاً في المقابل نماذج لأمم لم تستطع تقبل بعضها البعض فكان عاقبة الأمور عليها سيئة جداً، حيث صارت دماء أبنائها رخيصة.
- يمكن من خلال قراءة التاريخ قراءة بسيطة جداً معرفة معنى أن يكون الإنسان إنساناً، فالإنسان كائن مكرم حباه الله بميزات كبيرة وهامة مما جعله قادراً على أن يكون خليفته في الأرض.
- يعرض التاريخ الطريقة التي تطورت بها إنسانية الإنسان، وهذا من المواضيع الجدلية، فالبعض يرى أن إنسانية الإنسان، ورحمته، وتسامحه تقدمت إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، والبعض يرى عكس ذلك حيث ينظرون إلى الإنسانية على أنها في تراجع، فقد أظهرت التقنيات الحديثة أسوأ ما في الإنسان من وجهة نظرهم.
- يلقي لنا التاريخ نظرة على تاريخ تقدم التشريعات سواء الإلهية أو البشرية الموضوعة، ويعطينا مزايا التشريعات الناجحة والتي يجب أن تكون أولاً وقبل كل شيء موائمة بشكل تام لمتطلبات الناس، والعصر الحالي، فلا يجب أن يعيش الناس في عصر، وتحكمهم قوانين وتشريعات من عصور سحيقة، فهذا من أهم ما قد يسبب المشاكل للإنسان للمجتمعات الإنسانية.