فلسفة العلم وتوظيف المعرفة العلميّة في المجتمع المعاصر
محتويات المقال
محتويات
- ١ مفهوم فلسفة العلم
- ٢ هدف فلسفة العلم
- ٣ فلسفة العلم وتوظيف المعرفة العلميّة في المجتمع المعاصر
- ٤ المنطق المسيطر على التفكير العلمي الغربي
مفهوم فلسفة العلم
هي الفلسفة التي تُركّز اهتمامها بمنطق ومنهج العلم وخصائص وشروط المعرفة العلميّة وكيفيّة تقدمها، وكافّة العوامل التي تساهم في عمليّة التقدم؛ حيث إنّ فلسفة العلم تُقدّم آليّات معرفيّة ومنهجيّة في سبيل تشكيل العقل، لتمكينه من حلّ كافّة المشاكل والعراقيل التي تعترضه، ثمّ إزالة العقبات التي تعرقل المسيرة العلميّة التقدميّة.
تُعتبر فلسفة العلم مبحثاً أساسيّاً من المباحث الفلسفيّة، إضافةً لهذا فهي الأصدق تعبيراً عن روح عصر العلم الذي تضاعفت فيه المعارف العلميّة، فهي تُقدّم رؤيةً نقديّة تصويبيّة تهدف في مجملها إلى تشكيل طوق نجاة في مرحلة بناء عقليّة علميّة منشودة.
هدف فلسفة العلم
تهدف فلسفة العلم إلى بيان صلاحيّات العقل العلميّ، وقد ساهمت فلسفة العلم بشكلٍ كبير في تشكيل محاكمةٍ نقديّة، راجعت على أثرها كافّة التصوّرات العامّة والعلميّة، والمفاهيم وسبل التفكير والمناهج التي سادت في تاريخ العلم.
فلسفة العلم وتوظيف المعرفة العلميّة في المجتمع المعاصر
زوّدت الفلسفة العقل بسبل التفكير العلميّ، والذي من شأنه أن يحوّل العقل إلى حالة إبداع بشكلٍ دائم، وبمعنى آخر فإن هذه الفلسفة مكّنت العقل من البحث عن البدائل المُمكنة، وتطوير عدد من النظريّات المُهملة، والأفكار القديمة وإعادة قراءة محتوياتها في محاولة للاستفادة منها.
إنّ فلسفة العلم لها دورٌ كبير في محو الأميّة العلميّة، وهذه المشكلة هي التي يُعاني منها الواقع العربي المعاصر، ولا يعني محو الأميّة من خلال تزويد الطلبة في المراحل التعليميّة المختلفة بعددٍ من التراكيب العلميّة الجاهزة كالنظريّات والقوانين العلميّة الكيميائيّة والفيزيائيّة والرياضيّة، والبيلوجيّة، لتطبيقها دون مراجعتها والتركيز فيها، أو من خلال نقل تقنيّات الهندسة الوراثيّة لتطوير المجال الزراعيّ، فتلك الأمور وحدها لا تكفي لتغيير الواقع العربي، وتحويله لواقعٍ متقدّم علميّاً وتكنولوجيّاً، بل يجب إيجاد عقليّة عربيّة علميّة لديها القدرة على استيعاب العلم بصفته مصدراً للمعارف الموثوق من صحتها.
المنطق المسيطر على التفكير العلمي الغربي
تمكّنت فلسفة العلم من كشف المنطق المسيطر على التفكير الغربي العلميّ، والذي تمكّن من فرض سيطرته على العقل والفكر الغربيّ، ليتحوّل لأداةٍ مسيطرة على شعوبٍ أخرى غير غربيّة، ويكمن هذا المنطق في كون العلم هو نتاجٌ غربيٌ محض، وبالتالي فإنّ الغرب وحده هو من يملك مقاليد هذا العلم وطلاسمه وشيفراته، ولا يصحّ لغير الغربيّ الاقتراب أو النيل منه إلا بالقدر الذي يسمح به الغرب من الاقتراب بما يخدم مصالحه وصناعاته، الأمر الذي حوّل الدول النامية لسوق رواج البضائع الغربيّة، وقد أدّى هذا الأمر إلى قيام فلاسفة العلم إلى إعادة مراجعة في تاريخ الذاكرة البشريّة أو الإنسانيّة، وعلى وجه التحديد مراحل تعملّق العلم ليتحوّل إلى جوهر العقل البشري المبدع الذي نتج عنه معارف علميّة دقيقة مارسها محقق التقدّم العلمي والتقني، ونتيجة هذه المراجعة تحوّل العلم الغربي إلى مجرّد حلقة ضمن سلسلةٍ طويلة من حلقاتٍ كثيرة أبدعها العقل البشري على مرّ العصور.