فضل القرآن الكريم
قال أحدهم: كنت ضالا أعمل في السحر، وكان في الحي الذي أسكن فيه امرأة جميلة وكنت هائما بها وراغب النفس فيها، وكانت هي امرأة صالحة ورعة حسنة السمعة، وكنت دائم التفكير بها لا تفارق خيالي لحظة، فقررت أن أحضرها إلى منزلي بأي وسيلة، فأمرت شيطان الجن بأن يتلبس هذه المرأة ويأتي بها إلى المنزل، فقال: حالا، وذهب لتنفيذ ما طلبت منه، ولكنه عاد خائبا، وقال: إن هذه المرأة لا أستطيع الاقتراب منها، فقلت له: ولماذا؟ ما الذي يمنعك؟!
قال: إنها تحفظ القرآن في قلبها فلا أستطيع أن أقترب منها أبدا.
قال الله تعالى: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
….
حادثة أخرى تبين لنا فضل القرآن الكريم وبركته
شاب أحب فتاة فذهب إلى أهلها كي يخطبها من أبيها إلا أنهم لم يرضوا به حيث إنهم عائلة محافظة وابنتهم صالحة ملتزمة، وكان هو شاب غير ملتزم دينيا، ولكنه يحب الفتاة ورغب فيها فكرر المحاولات عدة مرات ورسل بعضهم ليتوسطوا عند أهل الفتاة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، عندها احتار الفتى ماذا يفعل؟
فلم يجد وسيلة سوى أن يستخدم السحر فسافر إلى إحدى الدول كي يعمل سحرا للفتاة علها تحبه وتقبل به، وذهب إلى أحد السحرة وشرح له الأمر فقال له الساحر: عد إليَّ غدا، وفي اليوم التالي ذهب إلى الساحر فقال له: لا أستطيع أن أن أفعل لك شيئا ولكن اذهب إلى الساحر الفلاني فإنه أعلى مني مرتبة لعله يستطيع أن يفعل شيئا.
فذهب الفتى إليه مسرعا فلما شرح له الأمر، قال له: عد إليَّ غدا، فلما أتاه من الغد قال له الساحر: لا أستطيع أن أفعل لك شيئا ولكن اذهب إلى الساحر الفلاني فهو كبير السحرة في هذا البلد لعله يستطيع أن يصنع لك ما تريد.
فذهب الفتى مسرحا وهو يمني نفسه ودخل على كبير السحرة وطلب منه أن يعمل أيّ شيء كي يفوز بقلب الفتاة وسوف يعطيه ما يريد، فقال له كبير السحرة: عد إليَّ بعد يومين وستجد كل شيء جاهزا وخرج الشاب وهو فرح مسرور. وبعد مرور يومين ذهب مسرعا إلى كبير السحرة وكله شوق وفرحة ، ولما دخل عليه، قال له كبير السحرة: لا أستطيع أن أفعل لك شيئا وخذ نقودك فلا فائدة.
فقال الشاب: ولكن لماذا لا تستطيعون عمل شيء؟!
قال كبير السحرة: إنها تتحصن بشيء قوي لا نستطيع اختراقه!!
قال الشاب: وما هو؟!
قال الساحر: إنها تحفظ سورة البقرة.
وعاد الشاب إلى بلده بخفي حنين لم يستطع بفضل الله ثم بفضل كتاب الله وآياته العظيمة أن يفعل أي شيء للفتاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة”، ومعنى البطلة: أي السحرة(1).
,,,,,,,
وهذه قصة ثالثة تبين لنا عظمة هذا الكتاب الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الحصن الحصين لمن آمن به وتلاه وحفظه وعمل به.
فتاة صالحة على خلق ودين ملتزمة محبة لكتاب الله دائمة التلاوة لآيات الله، شاء الله عز وجل أن تصاب هذه الفتاة بمرض عضال فقد أصابها (سرطان بالكبد)، وحملت إلى المستشفى للعلاج، وبعد مدة من وجودها في المستشفى وتلقيها العلاج قال الأطباء لأخيها: إن حالتها سيئة وهي من سيء إلى أسوأ وقد تموت في أي لحظة.
وكانت الفتاة تشعر بأن حالتها سيئة وصحتها متردية فطلبت من أخيها أن يأتي لها بمصحف كي تقرأ فيه، وأخذت تتلو آيات الله في الليل والنهار وكلما قرأت نفثت في كفيها ثم مسحت بهما جسدها، وهكذا تقرأ وتنفث في كفيها وتمسح جسدها، واستمرت على هذا أياما وليالي، وكانت المفاجأة للأطباء أن الفتاة تتحسن يوما بعد يوم وأن بوادر الشفاء بدت على محياها فأصبح وجهها كله حيوية وهذا بدنها بدأ ينشط فتعجبوا من ذلك وسألوا أخاها: هل أعطيتموها دواء؟! فقال الأخ: إنها استعملت أفضل دواء إنه القرآن الكريم إنها تتلو القرآن وتمسح جسدها فشفاها الله تعالى بفضله وكرمه، ثم ببركة آيات الله فسبحان محيي العظام وهي رميم(1)، قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا(2).
إن آيات الله عظيمة وبركة القرآن على من يتلوه ويحفظه ويعمل به عميمة ومشاهدة وما نراه اليوم من بعض الناس الذين يعانون من القلق والحيرة ومن العقد النفسية وغيرها من مشكلات ما هو إلا بسبب بعدهم عن كتاب الله، فصارت قلوبهم خاوية ونفوسهم خربة فسيطرت عليهم شياطين الإنس والجن فحولوا حياتهم إلى ضنك وقلق وخوف وترقب