فصل الملح عن السكر
هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بالعلوم أشد الاهتمام، وتغريهم جداً التجارب العلمية ونتائجها، فمنهم من يجري هذه التجارب بهدف التسلية أو بهدف التعلم والدراسة، ففي كلتا الحالتين إن عملية فصل الملح عن السكر لها الكثير من التساؤلات إذ أن الملح والسكر يتشاركان بنفس الخصائص المظهرية مثل اللون والشكل والذائبية، ولكن فصلهما ليس صعباً كما يتخيله الكثير من الناس إلا أنه يحتاج إلى عملية بسيطة، حيث أنه هناك طريقتان لفصله.
- الطريقة الأولى : إذا كان الخليط جاف (أي خليطاً مكوناً من السكر والملح فقط دون إضافة الماء): ويتم ذلك باستخدام الكحول النقي 100%، حيث يتم إضافة الكحول لخليط الملح مع السكر، وبذلك يذوب السكر فقط ويبقى الملح على حاله، وبعدها نفصل مكونات المحلول إما بطريقة الترشيح (تصفية المحلول باستخدام قمع الترشيح أو قطعة من القماش)، أو بطريقة الزل (وهي إزالة المحلول عن الملح بسكبه في وعاء آخر)، والطريقة الأولى هي الأفضل، وبعدها نفصل الكحول عن السكر بطريقة التبخير، أي غليان المحلول إلى أن تتبخر المادة السائلة منه (أي الكحول) ويبقى في وعاء الغلي السكر فقط، وبذلك نحصل على السكر والملح منفصلين كل منهما على حدىً.
- أما الطريقة الثانية : إذا كان الخلط سائل (أي خليطاً مكوناً من السكر والملح إضافة إلى الماء): في هذه الحال نضيف القليل من سائل التولوين (وهو سائل من مشتقات النفط، عديم اللون لكنه ذو رائحة قوية، ويعد أقرب للبنزين وله استخدامات كمادة وسيطة لبعض المنتجات مثل الأدوية والصبغات والمعطرات.. وغيرها)، وبعد إضافة هذا السائل إلى المحلول نبدأ برج هذا المحلول بشدة للعمل على فصل مكوناته حسب كثافتها، كمبدأ الطرد المركزي المستخدم في فصل مكونات الدم لإجراء التحاليل، وفي النتيجة نحصل على طبقتين من هذا المحلول، فالعليا هي (محلول السكر مع التولوين )، أما الطبقة السفلى هي (محلول الملح مع الماء)، وبذلك يسهل فصلهما عن بعضهما، ومن ثم نفصل مكونات كل محلول على حدى باستخدام طريقة التبخير، وهكذا نكون قد وصلنا إلى الملح والسكر منفصلين.
ملاحظة هامة : في حال تطبيق هذه التجربة علينا الأخذ بعين الاعتبار عدم استخدام الملح أو السكر الناتج بعد هذه التجربة للاستهلاك البشري، لأن الكحول ومادة (التولوين) هما مادتان سامتان إذ تم استخدامهما بشكل خاطئ.. فالحذر واجب.