فتاة تريد الخلاص من تعلقها برجل متزوج 2019
فتاة تريد الخلاص من تعلقها برجل متزوج
فتاة تريد الخلاص تعلقها برجل متزوج 3dlat.com_02_18_7b88
السؤال
حياتي متعبة جداً، واضطررت آسفة أن أدخل على غرف الشات، وتعرفت على أحد الشباب – والحمد لله – ملتزم، والذي كان فقط يخفف من آلامي، وينصحني كأخت له في الله، ولكن بمرور الوقت أصبح الطبيب هو المرض، وتعلق بي جداً وتعلقت به جداً، وأصبحنا جزءاً لا يتجزأ من حياة بعضنا البعض، وأصبح قرار الانفصال هو انتحار لكل منا، مع أننا أخذنا هذه الخطوة من قبل ولكن دون جدوى ورجعنا نتواصل مرة أخرى!
ولكن تأكد أننا لا نتجاوز أي حدود لشرع الله، ولم نتقابل حتى الآن مع مرور سنة ونصف على علاقتنا، ولم يحدث أن رأى شكلي، والمشكلة أنه متزوج ولديه أطفال، ويصعب عليه أن يغضب زوجته والمجتمع إذا قام وتزوج بأخرى، مع موافقتي على أن أكون زوجة ثانية، ولكن المشكلة تكمن عنده هو، لا أريد أن أتخلى عن الإنسان الوحيد الذي يساعدني في الخروج من أزماتي، والتي تكون الحياة بدونه مستحيلة، أرجوك أخرجني من ذلك المأزق؛ لأن الحلو فيه صعب المنال، والسيء فيه لا نستطيع أن نتحمله.وأرجو الرد في أقرب وقت.
الإجابــة
فهذه كلمات لفتاة تحرص على طاعة الله عز وجل، إن هذه العبارات لتدل بوضوح على أن في قلبك خشية من الله ومراقبة له، فأنت لا تريدين أن تقعي في الحرام ولا تريدين أن تتمادي في الخطأ، وتريدين في نفس الوقت أن تعيشي حياتك مع زوج تميلين إليه وتحبينه وتجدين منه المشاعر الكريمة وتتمادين معه في العواطف الإنسانية التي جُبل الناس عليها وركبت فيهم فهي من أصل فطرتهم فوجدت نفسك متعلقة بهذا الرجل الذي دخلت معه في هذه العلاقة والتي كانت مبدؤها مجرد شكوى ومجرد هموم تبثينها له ليعالجها، فإذا به كما قد أشرت يتحول من طبيب إلى مريض، نعم لقد مرض بهذه العلاقة وتعلق بك وتعلقت به وأصبحت هذه العلاقة متأصلة في نفسه وكذلك تجدين من نفسك أنك لا تستطيعين أن تتركيها، وقد أشرت – بحمد الله عز وجل – إلى أنه لا يدور بينكم كلام في الفحش ولا في الكلام الذي يغضب الله جل وعلا.
وها هنا وقفة لابد من أن تقفي عندها طويلاً: فهل ما يجري بينكما هو من الحرام أم من المباح، هل هذه العلاقة في ميزان الله جل وعلا محرمة أم مباحة، فإن كانت هذه العلاقة مباحة فحينئذ يصدق وصفه أنه لا يجري بينكما ما يغضب الله من الكلام، ولكن لابد أن تنظري في أصل هذه العلاقة ولكي يتقرر الأمر لك، دونك قول الله جل وعلا: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ))[النور:30-31]. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النظرة الفجأة فقال: (اصرف بصرك) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأولى لك والثانية عليك) رواه أحمد في المسند.
فتأملي كيف أن الله جل وعلا قد حرم مجرد النظر بين الرجال والنساء الأجنبيات، فكيف بعلاقة كهذه العلاقة توجب هذا التعلق الشديد الذي يجعلك تقولين وبملء فيك: لو أني تركته ولو أنه تركني لكان يعد هذا بمنزلة الانتحار – أي كأنه الموت المحقق – وقد حصل ما هو أشد من مجرد النظر، ولقد حصل ما هو أشد من مجرد وأعظم من مجرد أن تسمع المرأة صوت الزينة للرجل من تحت ثيابها، كما قال تعالى: ((وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ))[النور:31]. فهذه العلاقة أشد وأعظم أثراً في النفس، وبهذا يتضح لك أن هذه العلاقة من المحرمات حتى لو كانت خالية من الكلام الفاحش، فكونها واقعة بين رجل وامرأة أجنبية عنه فيجعلها من المحرمات المقطوع بتحريمها، فثبت بهذا أن العلاقة هي مما يغضب الله ولو كانت خالية من أي كلام فاحش والذي يدور بين كثير من أصحاب هذه العلاقات، فهذه الوقفة الأولى.
ووقفة ثانية نود أن تقفي منها موقف الفتاة المؤمنة الشجاعة التي سوف تنظر ببصيرتها لا بهواها ولا بكيد الشيطان ووسوسته، فحاشاك أن تكوني كذلك، فتأملي يا أختي في هذه العلاقة:
رجلٌ يصرح لك بأنه متزوج ولديه أطفالاً وأنه لا يستطيع الزواج بك لأنه لا يستطيع أن يخالف مجتمعه ولا أن يضر زوجته ولا أن يقوم بهذا الشأن، فإلى متى هذه العلاقة التي هي نوع من العلاقات التي لا جدوى منها، فلو أنها كانت جدوى مع كونها محرمة لكان الأمر أخف ضرراً من حالك الذي أنت عليه – هذا مع كون كلا من العلاقتين من الحرام – فكيف إذا انضاف إلى هذا أنها علاقة يرجى منها شيء، فهل تعلق الفتاة المؤمنة العاقلة من أمثالك نفسها ببيت العنكبوت الواهي الذي لا يتماسك وتعلق نفسها بالأماني والأحلام والعلاقة التي لا يرجى منها طائل إلا الآثام والذنوب، فها أنت الآن تتكلمين مع هذا الرجل والله جل وعلا مطلع عليك، هو الذي يقول:
((سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ))[الرعد:10] إن هذه العلاقة إن أخفيتها عن أهلك وأخفيتها عن جيرانك وأخفيتها عن أقاربك إنها لا تخفى على الله كما لا يخفى عليك هذا الأمر. فتأملي قول الله جل وعلا: ((يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا))[النساء:108].
فحاشاك أن تكوني كذلك، فلولا هذه التقوى التي في نفسك ولولا حبك لله جل وعلا وطاعة رسوله – صلوات الله وسلامه عليه – لما حرصت على أن تجدي الحل، فأما قولك أن ترك هذه العلاقة لا يمكن فهذا ليس من الصواب وإنما هو من نزغ الشيطان الذي يهول لك الأمور ويجعلك تشعرين أنك تعيشين أسيرة بهذه العلاقة المحرمة. والجواب: كلا سأرضي ربي وسآخذ بحبل الله المتين، سأستمسك بطاعة الرحمن، سأضع حدّاً لمعصية الله جل وعلا، سوف أسجد لله نادمة تائبة منادية مستغيثة: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. لن آخذ هذه العلاقة التي جلبت لي الهم والنكد والنغص وتكاد تفسد عليَّ ديني ودنياي، لن آخذ بها بعد اليوم فسآخذ بطاعة الرحمن وأعلم يقيناً أنني سأجد الفرج والعوض من الله جل وعلا، فقد وعدني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلابدلك الله به ما هو خير لك منه) أخرجه الإمام أحمد في المسند وإسناده صحيح.
فهذا هو طريقك وهذا هو سبيلك، وليس بأن تعرضي الزواج على هذا الرجل فيصرح لك أنه لا يبغي الزواج ولا يقدر عليه نظراً لظروفه التي تحيط به ثم بعد ذلك تستمرين معه، فهل يرضيك بأن تمضي في علاقة محرمة وفوق أنها محرمة لا طائل من ورائها، فلتتداركي نفسك ولتتوبي إلى الله جل وعلا ولتأخذي بقول الله جل وعلا: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].
وأما عن التخلص منها ومن آثارها فالفزع إلى الله واللجوء إليه والاضطرار لرحمته، وملء قلبك بحب الله لتطردي حب العلاقة المحرمة، فإن هذا القلب كالإناء فاملئيه بما شئت، املئيه بحب الله وبطاعته وبالحرص على رضوانه، وإن شئت امتلأ بمثل هذه العلاقة التي تجعلك بعيدة عن الله فتصرفك عن الخشوع في الصلاة وتصرفك عن ما يصلح دينك ودنياك وتجلب لك الهم والغم، فلا تداوي نفسك بما يجلب عليك الضرر في دينك ودنياك، وأقدمي على طاعة الرحمن، أقبلي على صلاتك التي قال الله تعالى فيها: ((وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ))[العنكبوت:45].
أقبلي على صحبة الصالحات وكوني مشاركة لهم في طاعة الرحمن في حلقات لتجويد كتاب الله، في الدروس العلمية النافعة، في الدعوة إلى الله، أقبلي على المجتمع الإسلامي الطيب الذي يجعلك حاضرة في أذهان الناس فيرشدون إليك الخاطبين الصالحين، فهذا هو طريقك وهذا هو سبيلك، والحذر الحذر من عصيان الله عز وجل ومن التمادي فيه، فإنك – بحمد الله عز وجل – فتاة مؤمنة عفيفة كريمة وهذا الخطأ دواؤه هو التوبة وها هو قول الله جل وعلا يناديك: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))[الزمر:53].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه الطبراني في المعجم. وقال صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) رواه الترمذي في سننه. وقال – صلوات الله وسلامه عليه -: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم) أخرجه مسلم في صحيحه.
ونود أن تعيدي الكتابة إلى الشبكة الإسلامية بعد أسبوعين لذكر النتائج التي توصلت إليها والخطوات التي قمت بها لنقدم لك مزيداً من الإرشاد والتوجيه، مع التكرم بالإشارة إلى رقم هذه الاستشارة، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين.
وبالله التوفيق.
~~~~~~~~~~~~~~
المراجع
اسلام ويب
فتاة تريد الخلاص تعلقها برجل متزوج 3dlat.net_21_17_df33