علم الدلالة
محتويات المقال
مفهوم علم الدلالة
تُعتبر اللغةُ العربيّةُ من أكثر اللغات التي تتفرّعُ إلى علوم وأقسام أدبية متنوّعة، ومن هذه العلوم نذكر علم المعاني، وعلم البديع، وعلم البيان، وعلم العروض، إضافة إلى علم الدلالة، وغيرها من العلوم التي تهتمُّ بالكلمة والمعنى، وسنحاول في هذا المقال أن نتطرقَ إلى جوانب علم الدلالة، لأن كتابة بحث حول هذا الموضوع يتطلبُ الكثيرَ من المصادر والمراجع، ناهيك عن حاجته إلى قدرة الباحث على الربط والتحليل وعلى مهارته في اختيار الأمثلة التوضيحية البسيطة لتقريب المفهوم إلى ذهن القارئ.
وعلم الدلالة هو الذي يهتمُ بدراسة دلالة الوحدات المُعجميّة، ودراسة المعنى المقصود منها، ويُعرّفُ أيضاً بالعلم الذي يهتمُ بدراسة الشروط والقواعد التي يجبُ توافرها في الكلمة، وبالرغم من أنه علم قائم بذاته، إلاّ أننا لا يمكن أن نفصله عن باقي العلوم، فهي مرتبطة مع بعضها البعض، ويُعتبر علم الدلالة من العلوم القديمة والتي عرفتها لغات متعددة، إلاّ أنه أخذ وجهته الكاملة في العصر الحديث.
سبب ظهور علم الدلالة
يعودُ السبب في ظهور هذا العلم إلى رغبة العلماء اللغوييّن بوجود علم يهتمُّ ويدرسُ علاقةَ اللفظ والكلمة بالمعنى، وكذلك علاقة اللفظ المفرد بالألفاظ المركبة كجملة واحدة، وبيان وتوضيح أثر اللفظ في السياق واللحاق، باختلاف السياق الذي يُوضع فيه.
أنواع الدلالات
الدلالة الوضعية اللفظية وهي الألفاظ والأسماء التي تُطلق على مسميات معينة، فالتسمية تُعبر عن صفات وخصائص ما، ومثال ذلك أنه إذا تم ذكر لفظ معين، يتبادرُ إلى الذهن مباشرة لفظ آخر فلفظ الدّال يُمكن أن يُفهمَ منه المدلول أيضاً. والنوع الآخر هو الدلالة المعجميّة وهي المعنى المعجمي الأول للفظ، أو نهاية علاقات الكلمة بالكلمات الأُخرى في المجال الدلاليّ، وهذه الدلالة هي دلالة وضعية تُمثِّل الحقيقة اللغوية عند الأصوليِّين. وتهتمُ أيضاً بوضع اللفظ تحت مفهوم واحد، لِتَتَّضِحَ في داخله علاقات الألفاظ مع بعضها البعض، لوجود المعنى المشترك والمترادف، أو المتضاد، وهناك نوع آخر وهو الدلالة التأويليّة ويُفهم من كلمة تأويلية أنّها تهتمُ في الألفاظ التي يتم تفسيرها وتأويلها حتى يتم فهم المعنى المقصود منها، والقرآن يَحملُ بين ألفاظِه الكثير من الوجوه الدلالية، التي يُظهرها التأويلُ والاستنباط. وظاهرة التأويل متعلقة دائمًا بالنص الدينيّ. الدلالة الاستعمالية، وهي أن يدلُ اللفظُ على معناه الحقيقي، أو مجموعة معاني مجازيّة بوجود قرينة معينة، يتم فهمها وتوضيحها من خلال السياق، فبعض الألفاظ لا تظهر دلالتها إلّا عند الاستعمال.