عرض قناة السويس
قناة السويس
قناة السويس بدأت كفكرة بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح من قبل البرتغالي فاسكو دي جاما عام 1488 ميلادي، وكانت الحاجة لحفرها ملحة وضرورية لفتح طريق جديدة ومختصرة جداً على السفن، وبعد سيطرة بريطانيا العظمى على رأس الرجاء الصالح أصبحت الحاجة ملحة أكثر لحفر القناة، ويبلغ عرض القناة 190 متراً، وطولها 165 كيلومتر.
توالت الحملات الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، وأثناء وجودهم في مصر عام 1799 ميلادي كلف نابليون المهندس الفرنسي لوبيير بعمل لجنة لدراسة منطقة برزخ السويس دراسةً دقيقة لمعرفة جدوى حفر قناة تصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. أصدر لوبيير تقارير خاطئة مفادها أن منسوب البحر الأحمر أعلى من منسوب البحر الأبيض ممّا يؤدي لسد مداخل القناة بالإضافة لاحتواء البحر على طمي ورواسب نهر النيل ليتمّ تجاهل هذه الفكرة.
حفر قناة السويس
تولى محمد علي باشا الحكم في مصر، وفي عام 1833 ميلادي تمّ عرض فكرة حفر القناة على محمد علي من قبل القنصل الفرنسي مسيو ميمو ونوابه ومندوبيه، لكن محمد علي باشا فضّل إنشاء قناطر على نهر النيل لمنع هدر ماء النيل في البحر، لكن في عام 1840 ميلادي تم وضع خطة من قبل المهندس الفرنسي ليان دي بلفون الذي كان يعمل كمهندس في الحكومة المصريّة، وتهدف الخطة إلى إقامة مشروع شق قناة تصل بين البحر الأبيض المتوسط وبين البحر الأحمر، وقد أجرى دراساتٍ دقيقة أزالت المخاوف السابقة من ارتفاع منسوب البحر الأحمر عن البحر الأبيض المتوسط، بل أظهر بتقريره أنّ القناة تساعد في ترجيح نسب البحرين وتساعد مياه نهر النيل بشكل كبير.
حصل المسيو ديليسبس على عقد امتياز لمدة 99 عاماً مكوّناً من اثني عشر بنداً لحفر قناة تصل بين البحرين مع اعتراض شديد من قبل البريطانيين المسيطرين على رأس الرجاء الصالح لما يضرّهم ويضر تجارتهم واقتصادهم، واعترض السلطان العثماني على بناء القناة، ثمّ تجاهل الاعتراضات.
وفي عام 1855 ميلادي تم إصدار تقرير يصرح بإنشاء القناة دون وجود أي مخاطر ممكنة، وفي عام 1856 ميلادي صدرت وثائق الامتياز الثاني والتي تسمح بإنشاء شركة تقوم بكافة أعمال الحفر والإنشاء، وقد تمّ اكتتاب أسهم الشركة وتكوين مجلس إدارتها بشكل كامل في عام 1858 ميلادي.
عام 1859 ميلادي تمّ الإيذان ببدء الحفر، وقد كان عدد العمّال يومها يقارب 100 عامل مصري، وازداد عدد العمال حتى وصل إلى 330 عامل ثمّ إلى 1700 عامل، وفي عام 1863 طلب المسيو زيادة عدد العمال إلى 25 ألف عامل بسب الحاجة الماسة للإسراع في البناء، وفي عام 1869 ميلادي أصبحت القناة جاهزة لاستقبال السفن.