ظهور الفلسفة
الفلسفة
تعد الفلسفة أم العلوم كلها منذ ظهورها، بحيث كان الفيلسوف حينها يهتم بالعلوم الطبيعية والإنسانية معاً، يبحث عن تفسير للظواهر الطبيعية والإنسانية على حد سواء، وغالبا ما يكون الفيلسوف قائداً أو ذو مكانة سياسية في مجتمعه، وكان يعتبر بصفته الأهم قائداً فكريا للمجتمع كونه ادخر عقله للتفكير بقضايا تهم أي كائن بشري في محاولة لتفسيرها وتحليلها.
ظهور الفلسفة
- ظهرت الفلسفة بداية كأقدم تاريخ وصلنا عنها في القرن السادس قبل الميلاد على يد الفيلسوف طاليس 625 – 547 ق.م، على شاطئ أيونا وبدأت حقبة الفلسفة اليونانية القديمة كما نسميها اليوم حتى وصلت الفيلسوف سقراط في القرن الثالث قبل الميلاد 470 – 399 ق.م، بدأت الفلسفة بأسئلة محورية أهمها: ما هو أصل الوجود؟ وما هي طبيعة الأشياء؟ وهل يوجد عنصر ثابت لأصل الأشياء أم عنصر متغير؟
- بدأت في الفلسفات القديمة عدة تفسيرات لأصل الأشياء أشهرها تفسير الفيلسوف ديمقريطس الذي عاش بالفترة بين طاليس وسقراط، والذي يقول بأن أصل كل شيء هو ذرات صغيرة متماسكة تتجمع بعضها فتكون الشيء كائنا كان أم جماداً لتعود وتتحلل وتتشكل على شكل آخر بعد زوال هذا الشيء، وهذه الذرات الصغيرة مكونة من أربع عناصر أساسية هي النار والهواء والماء والتراب، فالإنسان مثلا بالنسبة لديمقريطس مكون من هذه العناصر الأربعة المجتمعة على شكل ذرات، وبعد موته يتحلل، لتنفصل العناصر والذرات عن بعضها منطلقة لتعود وتشكل شيئاً آخر، وكان هذا التفسير سابقاً لعصره بشكل مبهر فنحن الآن نعلم عن طريق العلم أن كل شيء مكون من ذرات صغيرة تتحلل في حال انتهاء وجود الشيء لتعود إلى التراب أو الهواء وغيرها، وهذا ما جعل تفسير ديمقريطس لأصل الأشياء الأكثر شهرة حتى يومنا هذا.
- بحكم مدن اليونان كانت مستقرة اجتماعياً وأمنياً وحدودها معروفة ولديها نظام تعيش وفقه على عكس المدن الأخرى التي كانت مشغولة في الحروب والغزوات إن كان في الغرب أو في الشرق ابتدأ اليونانيون التفكير في تحسين ظروف هذا المجتمع المتمدن منذ القدم وذلك بالبدأ في البحث عن أهداف الإنسان في الحياة ومنها تم البحث فلسفيا في مواضيع مثل الخير والشر والحدود والمباحات، فظهرت كتابات فلسفية عديدة تعنى بالبحث عن ماهية الخير والشر وما هو الذي يمنح الإنسان السعادة، فظهرت فلسفات مثل الفلسفة الرواقية، والفلسفة الأبيقورية، بحيث ترى الأولى أن المعرفة هي سر السعادة، ولكن نُقِضت هذه الفلسفة على يد سقراط كون الذين كانوا يروجون لها كانوا يستغلون ذلك لاستغلال الناس، ويقومون بطرح ما لديهم ويلتفون على الموضوع ويجعلونه مناسباً لمصالحهم، أما الأبيقورية فكان مبدأها أن الإنسان يحصل على السعادة عبر تجنب الألم والألم بدوره ينتج عن ما يحب وما يكره إذا زاد عن حده، فمثلا كثرة الطعام تؤدي لآلام في البطن مما يجعل الإكثار فيه شراً وهكذا.
- وبناءً على هذه الفلسفات التي رغم بساطتها كما نراها الآن دشنت لتاريخ طويل جداً من الفلسفة والعلوم، فلا نكاد نرى نظرية علمية إلا ونجد لها جذوراً في الفلسفات القديمة، وذلك كون هذه الفلسفات كانت شمولية تبحث في كل شيء وتحاول الوصول للمعرفة في كل شيء.