طريقه تطعيم شجره الزيتون
شجرة الزيتون من الأشجار المباركة التي ذكرها القرآن الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى: “للَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (سورة النور). وقد أوصى به الرسول “صلّى الله عليه وسلّم”، وقد أوصى بأكله والإستفادة من زيته.
شجرة الزيتون هي شجرة مباركة مقدّسة عرفها أجدادنا منذ آلاف السنين، وتعتبر من أهم الأشجار التي تزرع في بلادنا. وتعتبر ثمارها غذاء رئيساً، وزيتها المستخرج من حب الزيتون يعتبر غذاء ودواء. وشجرة الزيتون شجرة دائمة الخضرة، وأوراقها خضراء أيضاً، وهي ممتلئة بالزيت. تنتشر زراعة الزيتون في كلّ أرجاء بلادنا العربية، وهي تعيش سنوات عديدة.
بدأت زراعة شجر الزيتون من الرومان والفينيق أوّلاً، ثم انتشرت حتى وصلت إلى الإسبان، وقد كان الرومان أوّل من زرع هذه الشجرة. أمّا العرب فقد كانوا الأوائل في إستخراج زيت الزيتون، والإستفادة من كلّ خصائصه. أمّا الإسبان فقد إستطاعوا أو ينقلوا زراعة هذه الشجرة إلى أمريكا في القرن السادس عشر الميلادي والسابع عشر. وفي إسبانيا وحدها ما قرابته 27% من الأراضي المزروعة بزيت الزيتون في كلّ أنحاء العالم، وهي تعتبر الدولة الأولى في إنتاج الزيتون وزيته.
في موسم قطف الزيتون قد توجد بعض الأشجار التي لم تثمر بشكل كامل، وقد يكون ذلك لصغر عمرها أو لكبرها جدّاً. وهذه الأشجار تكون حبوبها قليلة، ولا يوجد فيها زيت، ولحلّ هذه المشكلة يتم تطعيم شجر الزيتون. تجري عملية تطعيم شجر الزيتون في فصل الربيع، في مرحلة نموّ الشجرة وبداية تكوين عصاراتها.
لإنجاح عملية تطعيم الشجر، فإنّ شجر الزيتون الكبير يجب أن يتمّ تفقّده وتفقّد أفرعه وأغصانه، ويجب أن يتمّ قصّ هذه الأفرع لتجديد الشجر، خاصّة إن كانت عقيمة ومتروكة لمدّة طويلة. وعند تجديد أغصان الشجر يجب الإنتباه إلى عدم تجريح الشجرة وأفرعها، وأن تكون أقطار الأفرع قريبة من أقطار الأفرع القديمة. ويجب الحرص أيضاً على تنظيفها من أيّة حشرات أو جراثيم.
وعند إجراء التطعيم يجب الحرص على وضع الطعم في أماكنه الصحيحة، كما ويجب الحرص على التسوية والتنعيم بشكل جيّد. وأقلام الطعوم تؤخذ من روؤس الشجر أو الجهة الجنوبيّة منها، وذلك حفظاً لها من الأمراض والأضرار التي قد توجد في الجهة الشماليّة. كما ويجب الحرص على قصّ ما ينمو من الأوراق والأفرع على القلم، ثمّ نقوم بربطها ووضع الشمع عليها. وللتطعيم أنواع كثيرة، منها التطعيم بالقلم، والتطعيم بالعين. وعند التطعيم بغض النظر عن نوعه يجب الحرص أن تكون التطعيمات مأخوذة من نفس الأنواع الموجودة في منطقة زراعة الشجر، وأن تتناسب مع طبيعة الأرض نفسها.