طرق انتقال الزهري
محتويات المقال
مرض الزهري
يعتبر مرض الزهري من أكثر الأمراض المنقولة جنسيّاً انتشاراً في العالم، وذلك لأنّه مرض معدٍ وبشكل كبير، كما أنّه قد يسبب مضاعفات خطيرة ومزمنة، مثل التهاب المفاصل، وتلف الدماغ، والخرف، والعمى، وقد يؤدي إلى الوفاة، إذا ما تُرك دون معالجة، وينتج مرض الزهري من الإصابة بعدوى من بكتيريا تُدعى اللولبية الشاحبة (بالإنجليزيّة: Treponema pallidum)، فعند دخول هذه البكتيريا إلى جسم الإنسان، تسبّب بداية ظهور قرح صغير مكان دخولها إلى الجسم، وبعدها يمر الالتهاب بمراحل مختلفة تظهر خلالها العديد من الأعراض.
وتحدث العدوى بشكل رئيس بملامسة هذا التقرحات التي لا ينتبه لظهورها الكثير من المرضى، فينقلون العدوى إلى أزواجهم دون إدراكهم لذلك، وقد شهدت أعداد المصابين بمرض الزهري انخفاضاً كبيراً في النصف الثاني من القرن الماضي؛ وذلك بسبب اكتشاف دواء البنسلين Penicillin، الذي يُعد العلاج الأول لهذا المرض.[١]
طرق انتقال مرض الزهري
يُعدّ الاتصال الجنسي أبرز الطرق التي ينتقل بها مرض الزهري، وبما أنّ البكتيريا المسببة له تعتبر ضعيفة أمام الظروف الخارجيّة، فإنّ انتقال مرض الزهري عبر استخدام الأدوات الشخصيّة للمصاب كالمناشف، أو من خلال المراحيض يُعد أمراً نادر الحدوث، ويحصل انتقال مرض الزهري عند ملامسة التقرّحات الناتجة عنه للأغشية المخاطيّة المبطّنة للمهبل، والإحليل، والتجويف الفموي، والمستقيم عند ممارسة الجنس، وتتفاوت فرصة انتقال المرض باختلاف المرحلة التي وصل إليها، فتكون هذه الفرصة كبيرة في المرحلة الأوليّة منه، أمّا في المرحلة الثانية فتعتمد على وجودالثآليل من عدمه، فإذا ما وجدت فإن فرصة انتقاله تكون كبيرة كذلك بسبب كثرة عدد بكتيريا في هذه الثآليل، كما قد يصاب العاملون بالقطاع الصحيّ بمرض الزهري عند ملامسة الخدوش، والجروح في أيديهم للتقرّحات الناتجة عن مرض الزهري.[٢][١]
وقد ينتقل مرض الزهري من المرأة الحامل إلى جنينها، وذلك خلال الحمل أو عند الولادة، وقد يسبب في حال عدم علاجه بالشكل المناسب إجهاض الجنين، أو قد يولد مصاباً بالعدوى، وعندها قد تظهر عليه عدّة أعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وتأخر النمو، والمعاناة من التشنّجات، كما أنّه قد يؤدي إلى وفاته.[٢][١]
المراحل التي يمر بها مرض الزهري
يمرّ مرض الزهري عادةً بأربع مراحل رئيسية تكون على النّحو الآتي:[٣]
- المرحلة الأوليّة: تبدأ أعراض مرض الزهري بظهور قرح صغير دائري الشكل غير مؤلم في المكان التي دخلت منه بكتيريااللولبيّة الشاحبة إلى جسم المصاب، سواء دخلت هذه البكتيريا من الأعضاء التناسليّة، أو الفم، أو المستقيم، ويكون هذا القرح معدياً وبشكل كبير، كما يستمر ظهوره لفترة تتراوح ما بين ثلاثة وستة أسابيع، ومن بعدها يشفى بغض النظر عن استخدام العلاج، أو عدم استخدامه.
- المرحلة الثانوية: وفي هذه المرحلة يعاني المريض من أعراض أخرى أبرزها ظهور طفح جلديّ، وكذلك ظهور تقرّحات في الفم، بالإضافة إلى احتقان الحلق، وغالباً ما يظهر الطفح الجلدي المصاحب لمرض الزهري على اليديين والقدمين، إلّا أنّه قد يظهر على أي جزء من الجسم، دون المعاناة من الحكّة، ومن الأعراض التي تظهر في هذه المرحلة، الشعور بآلام في الرأس، والمفاصل، وارتفاع درجة الحرارة، وانتفاخ الغدد اللمفاوية، وفقدان الوزن بالإضافة إلى الشعور بالتعب العام وتساقط الشعر.
- المرحلة الكامنة: وتختفي تماماً الأعراض التي ظهرت في المرحلتين السابقتين في هذه المرحلة، إلّا أن المريض يبقى مصاباً بالزهري، وقد تعاوده الأعراض المصاحبة للمرحلة الثانوية على فترات متفاوتة، وقد تستمر هذه المرحلة لعدّة سنوات قبل أن ينتقل للمرحلة النهائيّة.
- المرحلة الثالثة: معظم مرضى الزهري الذين لم يتلقّوا العلاج المناسب لا يصلون هذه المرحلة من المرض. وقد تحدث هذه المرحلة حتّى بعد عشرات السنوات من الإصابة بالعدوى، ويؤثر فيها المرض على مختلف أعضاء الجسم، ويصاحبه الشعور بالعديد من الأعراض، وتشكل هذه المرحلة خطراً على حياة المريض، وقد تؤدي إلى الوفاة، ولذلك تعتبر أخطر مراحل مرض الزهري.
- الزهري العصبي والزهري البصري: وهما شكلان فرعيّان من مرض الزهري، وقد يحصلان في أي مرحلة من مراحل المرض. وتحدثان عند عدم تلقي العلاج المناسب لمرض الزهري، وينتشر بذلك المرض إلى الجهاز العصبي أو العينين. فعند الإصابة بالزهري البصري قد يعاني المريض من عدم وضوح الرؤية وقد يصاب بالعمى، أمّا في حال الإصابة بالزهري العصبي فقد يعاني المريض من أعراض تتمثّل بالشعور بآلام حادّة في الرأس، والإحساس بالخدر، والإصابة بشلل بعض مناطق الجسم، بالإضافة إلى الخرف.
علاج مرض الزهري
عند الخضوع لعلاج مرض الزهري يجب على المريض عدم ممارسة الجنس ما دامت التقرّحات الناتجة عنه موجودة ولم تشفَ تماماً، كما يجب على الزوج الخضوع للعلاج كذلك، ويجب عليهما التوقف عن ممارسة الجنس إلى حين إكمال العلاج والتأكد من الشفاء. ويعتبر دواء البنسلين Penicillin العلاج الأول لمرض الزهري. ويعالج المرضى في المرحلتين الأوليّة والثانويّة عبر أخذه عن طريق الحقن العضلي.[٤]
أمّا في حال المعاناة من الزهري العصبي فيتم اللجوء غالباً إلى إعطاء البنسلين Penicillin عبر الوريد، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الأضرار الناتجة عن هذا الشكل من المرض لا يمكن إصلاحها، عندها يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض والآلام المصاحبة له فقط. أمّا عند الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة ضد البنسلين Penicillin فقد يتم الاستعانة بمضادات حيويّة أخرى، على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم، مثل دوكسيسايكلين Doxycycline والإريثروميسين Erythromycin وسيفترياكسون Ceftriaxone.