صفات صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي
هو الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدويني التكريتي الملقب بصلاح الدين والدنيا، عاش في الفترة ما بين 532- 589 هـ (1138- 1193 م)، وُلد في تكريت، وتوفي في دمشق ودُفن في الجامع الأموي فيها، وخلفه من بعده نور الدين زنكي.
صلاح الدين الأيوبي هو قائد عسكري مسلم، أسس الدولة الأيوبية المكونة من مصر والشام والحجاز واليمن وتهامة، تحت راية الدولة العباسية، بعد انقضاء الدولة الفاطمية .
صفات صلاح الدين الأيوبي
يُذكر في كتب التاريخ بأن نجم الدين – والد صلاح الدين الأيوبي- تشاءم بولادة ابنه صلاح الدين الأيوبي، حيث أجبر يوم ولادته على الخروج من تكريت، فقال له أحدهم: (فما يدريك أن يكون لهذا المولود مُلكاً عظيماً له صيت؟)، وتربى صلاح الدين الأيوبي تربية دينية على مبادئ الإسلام وقيمه، وتعلم الفروسية، وتدرب على استخدام السلاح، وتعلم الفقه وقراءة القرآن الكريم.
ويُعد صلاح الدين الأيوبي رمزاً من رموز الشجاعة والبسالة والعدل، وهو بطل تاريخي له مقامه القدير لدى العرب والمسلمين ولدى الأوروبيين على حد سواء، وفي هذا ذكر أسقف الأشمونيين في كتابه (تاريخ البطاركة) بعض صفات صلاح الدين الأيوبي، وذكر بعض التغيرات التي حدثت على يديه، فقد عامل رعيته في مصر بالعدل والإحسان، وأنهى مظالماً كثيرة كانت تقع على الناس، وأقام الدولة على شريعة الإسلام، وكان في قضائه بين الناس آية من آيات العدل، حيث كان ينصف المظلوم مهما كانت هوية الظالم.
كان صلاح الدين الأيوبي واضعاً الجهاد في سبيل الله على رأس أولوياته في الحكم، فقد قيل عنه بأنه ما أنفق درهماً ولا ديناراً بعد خروجه إلى الجهاد إلا في سبيل الله.
اتصف صلاح الدين الأيوبي رحمه الله باللين والرفق والمحبة، حتى مع غير المسلمين، ففي عام 583 هـ انتصر جيشه على القوات الصليبية في معركة حطين، واستولى على المدن الساحلية كلها، وحاصر القدس لعدة أيام حتى اضطر الصليبيون للاستسلام بعد ذلك بأسبوع، فأحسن إليهم ولم يُقم فيهم مجزرة كما فعلوا هم من قبل.
على الرغم من اللين والرحمة التي اتصف بها صلاح الدين الأيوبي إلا أنه في ذات الوقت كان شديداً قوياً وذا مبدأ؛ ففي إحدى السنوات تعرّضت قوافل الحجاج المسلمين للتحرش من قِبَل جنود أرناط، فلم يسكت عن هذا، بل قطع الهدنة معهم وحاصر قلعة أرناط الحصينة (قلعة الكرك) مرّتين في عام 1183مم و1184م.
يُذكر أنّ أخلاق صلاح الدين الأيوبي وتعامله السمح جعله شخصيةً محببة ومؤثرة في المسيحيين، حتى إنّ مجموعة منهم تركوا ديانتهم المسيحية وهجروا قومهم وانضموا للمسلمين، رغم ذلك ورغم كل بطولاته وعدله إلا أن البعض يشوّهون صورته باختلاق الأكاذيب عن حياته ومواقفه رحمه الله، لمرض في نفوسهم الضعيفة.