سُفراء النَّوايا الحَسَنة
محتويات المقال
مُنظَّمة اليونيسف
تُعرَف مُنظَّمة اليونيسف بِصندوق الأُمم المُتَّحدة لِلطفولة (بالإنجليزيَّة: UNICEF)، حيث يدعم صندوق الأُمم المُتَّحدة إتفاقية حقوق الطِّفل العالميَّة، ويَهدِف بَالأساس إلى حِماية وتَعزيز حُقوق الطِّفل والمَرأة وحِماية أطفال العالَم من العُنف والاستغلال والتعسُّف كما يوفِّر الصندوق التَّغذية والرِّعاية الصِحية المُناسِبة،[١]يَقَع مَقر صُندوق الأُمم المُتَّحدة لِلطفولة في مَدينة نيويورك وقد تم إنشاؤه في كانون الأول/ديسمبر 1946م، وكان الهدف من إنشائِه في البداية تقديم مُساعدات قصيرة الأجَل لأطفال أوروبا بعد الحَرْب العالميَّة الثَّانية، إلّا أنّه أصبح بعد ذلك جُزءاً دائِماً من الأُمم المُتَّحدة، فَفي عام 1953م وصل عدد الدُّول الَّتي تعمل فيهااليونيسف مئة دولة، وفي عام 1959م أعلنت الأُمم المُتَّحدة أنَّ حياة الأطفال قد تغيَّرت عن مُعاناتهم من الجوع والفقر والمَرَض.[٢]
مَهام مُنظَّمة اليونيسف
تُساعِد مُنظَّمة اليونيسف على حماية حقوق الأطفال وتحقيقها، حيث إنّها تمتلِك السُّلطة العالمية في صِناعة القرارات والتَّأثير فيها، وتُؤمِن بأنَّ تقدُّم البشريَّة يكمُن في رِعاية الأطفال وتنشِئتهم بطريقة سليمة، وتعمل اليونيسف مع الكثير من الشُركاء والهيئات الشَّبابية على مُستوى جماهيري لِصناعة واقع يَجعلُها مُنظَّمة فريدة من نوعها ولِلتغلُّب على عقَبات الفقر والاستغلال والعُنف والمَرَض.[٣]
وتُنادي مُنظَّمة اليونيسف بِتنفيذ الإجراءات التي توفِر رِعاية مُناسبة وحياة أفضل لِلأطفال، كما تَهتَم باستكمال جميع مراحِل التَعليم لِجميع الأطفال سواء كانوا بنين أو بنات، وهي تهدِف إلى النُّهوض في تعليم الفَتيات لأنهنّ أمَّهات المُستقبل، وتُحصِّن اليونيسف الأطفال من الأمراض التي تُصيب مرحلة الطُّفولة بِشكل عام، حيث إنّه من حق الطِّفل أنْ تتم حِمايته من أي مَرَض قد يُعرِّض حياته إلى الخطر أو أنْ يموت بسببه.[٣]
تَعمَل مُنظَّمة اليونيسف جاهدة على مَنْع انتشار الفيروس المُسبِّب لِمَرَض الإيدز، وهو فيروس نَقْص المناعة المُكتسبة بين الشَّباب، كما تُساعِد الأُسَر المُصابة بالفيروس على العَيْش بِكرامة، كما تلتزم اليونيسف باتِّفاقية حُقوق الطِّفل وضمان المُساواة ومَنْع التَّمييز بين الأطفال، وتُجاهِد اليونيسف لِلوصول إلى السلام والأمن الدَّولي، وهي تَحالُف كبير يَعمَل على نطاق واسع من أجل خَلْق بيئة مُناسبة لِحماية أطفال العالَم وتحسين حياتِهم ومُساعدة الشّباب على المُشاركة في اتِّخاذ القرارات الَّتي تَمُس حياتهم.[٣]
مُنظَّمة اليونيسف تاريخيَّاً
في عام 1959م أصبحت اليونيسف جزءاً دائِماً من مُنظَّمة الأُمم المُتَّحدة، وفي الفترة من عام 1960م إلى عام 1979م أصبَحَتاليونيسف تَهتم أكثر بِمجال الصِّحة والتَّغذية والتَّعليم، فقد أصبحت نِصْف نفقاتها مُكرَّسة للتَّعليم، وحازَت على جائزة نوبِل للسَّلام في عام 1965م، وفي عام 2006م حصلت على جائزة أميرة أستورياس للكونكورد، وذلك تقييماً لِتعاونها الدّولي مع المُنظَّمات الأُخرى، كما عمِلَت على تقديم المُغذِّيات والفيتامينات مثل فيتامين أ، ومُقوِّيات الحديد بِهدف إنقاذ حياة الكثير من النّاس.[٢][٤]
وفي الفترة من عام 1980م إلى 1989م والَّتي تُسمَّى حالة الطورائ الصّامِتة توفي ما يُقارب 15 مليون طِفل لأسباب كان من المُمكِن منعها، ومنذ ذلك الوقت تمّ تنظيم أيام الهدوء وهي أيام يُحصَّن فيها الأطفال في المناطِق الَّتي تُعاني من الصِّراعات، وفي هذه الفترة أيضاً أصبحت الحُروب وانتشار الأمراض والفيروسات ومنها فيروس نقص المناعة المُكتسبة تُحاصِر حياة النَّاس وخاصَّة الأطفال والنِّساء، كما أصبح لِلتَّعليم أهمية بالِغة فظهر شعار التَّعليم لِلجميع من تطوير التَّنمية العالمية.[٢]
أمّا الإقرار بِحقوق الطِّفل فكان في الفترة 1990-1999م، ففي عام 1990م اعتُمِدَت اتِّفاقية حقوق الطِّفل على أنّها من أهم المُعاهدات الدَّولية، وأثناء هذه الفترة تَجمَّع أكبر قادة العالَم في مؤتمر القِمَّة العالمي من أجل مُناقشَة حُقوق الطِّفل، وتمَّ الإقرار بأنَّه من حقِّ الأطفال العَيْش بِحُرِّية والاستمتاع بِطفولتهم فأعمال العُنف والإبادة الجَماعيَّة والاتجار بِالأطفال من شأنِها أنْ تَحرِم الطّفل أبسط حقّ له، وهو حق الحياة بِكرامة.[٢]
أصبح الأطفال يُمثِّلون مِحور التَّنمية في الفترة ما بين 2000-2006م، فَفي عام 2000م وُضِعت ألفيَّة بِأهداف إنمائيّة كانت بِمثابة مشروع لِلتّنمية العالميَّة تستمر حتى عام 2015م، وقد احتلّ الشَّباب بِمشاركاتهم الصَّدارة في دورة الأُمم المُتَّحدة الاستثنائية لِلعناية بالطِّفل، وقد شكَّل فيروس نقص المناعة المُكتسبة المعروف بالإيدز تحدِّياً جديداً وأصبح له تأثيراً شديداً على حياة الأطفال.[٢]
مُنظَّمة اليونيسف بين الحاضر والمُستقبَل
أصبحت اليونيسف اليوم الوكالة الرائدة في العالَم في العناية بِشؤون الأطفال وحمايتهم، وهي اليوم تعمل في أكثر من 190 دولة حول العالم لِخَلق عالم أفضل للِأجيال الجديدة، وتُواصِل اليونيسف تطورها وأعمالها في مواجهة التّحديات التي يتعرَّض لها الأطفال من جميع أنحاء العالَم.[٢]
مجالات عمل مُنظَّمة اليونيسف
تَعمَل اليونيسف منذ 70 عاماً في 190 دولة حول العالَم، ومن مجالات عملها:[٥]
- حماية الأطفال: فهي تُكافِح بِهدَف جَعْل العالَم بيئة آمنة ومُلائمة للِأطفال، كما تهدِف إلى تحسين الخدمات والسِّياسات التي تحمي الأطفال.
- التَّعليم: تؤمِن اليونيسف بِأنّ التَعليم حقّ لِجميع أطفال العالَم سواء كانوا في دول العالم النَّامي أو وسط الصِّراعات والأزمات الدَّولية.
- الاستجابة لِحالات الطوارئ: حيث تستجيب اليونيسف لِحالات الطوارئ في جميع أنحاء العالَم، وتصِل أينما تَحِلّ أزمة إلى العائلات والأطفال لِلقيام بِعمليات الإنقاذ.
- الإمدادات والمُساعدات: توفِر اليونيسف الأدوية والمُؤن الضَّرورية للأطفال الأكثر احتياجاً في العالَم.
- بقاء الطِّفل: ساعدَت اليونيسف على بقاء الأطفال على قيد الحياة، حيث انخفضت نسبة الوفيات على مستوى العالَم بسبب جهودِها الملحوظة.
- الابتكار: تُوفِّر اليونيسف ظُروف العَيْش الكريم لِلأطفال، وتُواجِه التَّحديات التي تَحول دون العَيْش الكريم لِلطِّفل عن طريق ابتكار حُلول وأفكار مُبدعة وخلَّاقة.
- قيادة العمل الميداني: تقود اليونيسف العمل الميداني الذي يقود إلى الأمام عن طريق برامج ومُبادرات تعتمِد على البحث الدَّقيق.
- المُساواة بين الجنسين: كافَحَت اليونيسف من أجل المُساواة بين الجنسَيْن، ومُشاركة الفَتَيات في التَّنمية السِّياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم.
الهيكل التّنظيمي لليونيسف
يتكون الهيكل التَّنظيمي لليونيسف من:[٤]
- المجلِس التَّنفيذي: ويتألَّف من 36 عضواً من مُمثِّل الحكومات، وينتخبهم المجلِس الاجتماعيّ والاقتصاديّ لِمُدَّة ثلاث سنوات، ومن مهام المحلِس مراقبة جميع أعمال اليونيسف وتوجيهها وتنسيقها.
- أمانة اليونيسف: وَتكمُن وظيفتها في إعداد تقارير لِتسهيل مناقشات المجلِس.
- المكاتب الإقليميَّة: تُشرف على المكاتب القطرية وتوفر المُساعدات التقنية لها.
- المكاتب القطرية: تضع برامج لِضمان حصول المرأة والطفل على حقوقهم.
- اللجان الوطنيَّة: وظيفتها تعزيز حقوق الطفل عن طريق جمع الأموال، وبيع المنتجات التي تصدرها اليونيسف، والتبرع للأطفال.
- المكاتب المُتخصصة: توفِّر اللقاحات لإنقاذ حياة الأطفال.
سُفراء النَّوايا الحَسَنة
يتعاون مشاهير اليونيسف على تَحسين حياة الأطفال في شتّى أنحاء العالَم، حيث تُقدم الشُّهرة مزايا واضِحة تُساعِد اليونيسف على القِيام بِأدوارِها، وذلك لِأنّ المشاهير يجذبون الانتباه والاهتمام، وهذا بدوره يُمكِّنهم من لفت أنظار العالَم نحو الأطفال واحتياجاتهم، ويستطيع المشاهير أن يقدموا رسائل واضِحة إلى مالِكي السُّلطة وطلب إحداث التَّغييرات المطلوبة، كما يستطيع المشاهير استخدام شهرتهم الواسعة في جمع التَّبرعات للأطفال وضمان حقوقهم في التَّعليم والتَّغذية الجيِّدة والمُساواة.[٦]
ويُعدّ ليو ميسي نجم فريق برشلونة لكرة القدم سفيراً لِلنوايا الحسَنة لدى مُنظَّمة اليونيسف، فقد تمّ تعيينه سفيراً في الحادي عشر من شهر مارس لعام 2004م، حيث كرَّس جزءاً من ثروته لليونيسف ودعَم مكاتبها في كل من إسبانيا والأرجنتين، وقد شارك في الكثير من الأعمال الَّتي تدعم اليونيسف ففي عام 2007م شارك في حفل خيري لليونيسف تحت عنوان شمس لِلأطفال وكان قد جمع فيه أكثر من مليون دولار أمريكي من أجل دعم مشاريع اليونيسف في الأرجنتين.[٧]