سبب تسميت غزة هاشم
تعتبر غزّة من أعرق المدن العربية وأقدمها ، وقد تضاربت المعلومات عند المؤرخين حول تسمية مدينة غزّة ، فاختلفوا فيما بينهم عن التسمية الصحيحة أو الدقيقة ، كما دائماً في أغلب المدن القديمة ، إذ أشار البعض إلى أنّها نسبة للقوة والمنعة التي تتمتّع بها المدينة ، وأشار البعض الآخر إلى الثروة والغنى التي تتمتّع بها المدينة ، ورأى آخرون بأنّها تعني التميّز والإختصاص عن بقيّة المدن الأخرى ، ولكن حتى الآن لم يُؤتى بمعلومة دقيقة لهذه التسمية، وقد ذكرت غزّة لأوّل مرّة في التاريخ في مخطوطة تعود لفترة ما قبل الميلاد وتحديداً للقرن الخامس عشر منه ، للفرعون تحوتمس الثّالث .
أطلق العرب على المدينة الفلسطينيّة المعروفة غزّة باسم ( غزّة هاشم ) ، وتعود هذه التسمية ، لوجود قبر جدّ النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلمّ ( هاشم بن عبد مناف ) ، وهي مدينة الإمام الشافعي ومسقط رأسه، وعرفت غزّة بأسامي عديدة عبر العصور ، فكانت تعرف بـ ( هزاتي ) عند الكنعانيّين ، و تعرف بـ ( غزاتو ) عن المصريين الفراعنة ، و ( فازا و عزاتي ) عند الآشوريين واليونانيّين ، وعرفت بـ ( عزّة ) عند العبرانيّين ، وبـ ( غادرز ) كما دعاها الصليبيّين ، و بـ ( كازا ) عند الإنكليز ، أمّا الأتراك فإنّها تعرف عندهم بـ ( غزّة ) ، كما هي التسمية عند العرب حتى الآن .
أسّس الكنعانيّين مدينة غزّة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، وكانت على الدوام عرضة لأطماع كثيرة من جميع أنواع المستعمرين ، فلم يذكر التاريخ بأنّها حصلت على حكمها الذاتي بالمطلق ، فقد استعمرها على التوالي كلّ من ( الإغريق ، الرومان، الفراعنة ، البيزنطيّين ، العثمانيّين ، البريطانيّين ، الإحتلال الإسرائيلي ) .
حرّر المسلمين غزّة من أيدي الصليبيّين ، الذي كانوا مسيطرين عليها ، على يد صلاح الدين الأيوبي ، وأخذت بالإزدهار والنمو في فترة الاحتلال العثماني ، ولكن سرعان ما اشتعلت الحرب العالمية الثانية لتقع تحت الإستعمار البريطاني ، وعند نشوف الحرب العربيّة – الإسرائيلية في عام 1948 م توّلت مصر بإدارة أراضي القطاع ، ليأتي عام النكسة 1967 وتقع في أيدي الإحتلال الإسرائيلي ، ومن بعده خضعت للسلطة الفلسطينيّة نتيجة لمعاهدات السلام ، وهي مازالت محاصرة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي تعاني الويلات من مجازر وهجومٍ دائمٍ وتشريد وقتل ، وبصمت عربي مطبق .