سبب تسميت عمان بهذا الاسم
عمان ، من أكبر مدن المملكة الأردنية الهاشمية من حيث المساحة والتعداد السكاني ، ليتجاوز عدد سكانها 2000000 نسمة ، تقع المدينة في وسط المملكة الأردنية الهاشمية ، وتشتهر بكونها مدينة التلال السبعة ، وأصبحت لتميز موقعها نقطة استقطاب للجاليات العربية ، وللمستثمرين من أرجاء العالم ، كما تعتبر محجاً للسياح من شتى أصقاع الأرض لما تحويه من آثار تعود إلى عصور ما قبل الميلاد ، والحضارات توافدت عليها عبر الأزمنة ، ولإستراتيجية موقعها في منتصف بلاد الشام والشرق الأوسط كان له الدور الكبير في التحكم في الإقتصاد الوطني ، وفي تحريك ما نسبته 90% من الإستثمارات على مستوى الوطن العربي ككل .
يعود تاريخ عمان إلى الألفية السابعة قبل الميلاد ، وتعد من أقدم المدن المأهولة على صعيد العالم ، قامت مدينة عمان على أنقاض مدينة ( ربة عمون ) ، وأطلق عليها اسم ( فيلادلفيا ) ، ومن ثم تم إطلق عليها اسم عمان ، التي اشتقت من اسم ربة عمون ، واتخذها العمونيون لاحقاً عاصمةً لهم ، وواحدة من عواصم بلاد الشام الأربعة ، ومن ثم عاصمةً لإمارة شرقي الأردن ، وأخيرا أصبحت عاصمةً للمملكة الأردنية الهاشمية بعد أن نالت استقلالها عن بريطانيا عام 1946م .
عمان الحديثة ، تتميز بعماراتها المعاصرة ، وتنوع سكانها الذين يتنوعون في أصولهم قدموا من مناطق عديدة وجعلوا من المدينة مقراً لهم ، و غالبيتهم من أصولٍ فلسطينية ، ومنهم من جاء من القوقاز ، وبفعل الحروب في البلدان المجاورة نزح إليها الآلاف من العراقيين والسوريين ، ينشدون الأمن والسلام الذي تتمتع به المدينة .
وبفعل التفجر السكاني الهائل توسعت مساحة المدينة بشكلٍ كبير ، ونالت خطة المدينة الشموليه العديد من الجوائز على مستوى العالم ، وتم تصنيفها مؤخراً كواحدة من أفضل مدن الشرق الأوسط بيئياً وإقتصادياً ، واستنداً إلى عوامل أخرى كسوق العمل والعوامل الثقافية والإجتماعية، ومن أشهر آثار المدينة التاريخية ( المدرج الروماني ) ، و ( جبل القلعة ) و ( رجم الملفوف ) ، وكانت معقلاً للحيثيين والهكسوس والعماليق ، ومن تم العمونيون الذين وهبوا المدينة اسمهم لتصبح عمون ، حتى جاء الأمويين وحولوا الإسم إلى عمان .
تعرضت المدينة لغزو الأشوريين والبابليين ، وانضم أهلها من العمونيون إلى الحلف الآرامي لمقاومة الأشوريين ، لكن كانت الغلبة للأشوريين ولكن الملك سنحاريب منحها الحكم الذاتي لتشهد المدينة بفترة سيطرتهم نوعاً من الإستقرار مكنهم من السيطرة على القوافل التجارية عن طريق السيطرة على جزء كبير من الطرق التي كانت تعبرها تلك القوافل .
تمكنت الجيوش الإسلامية من السيطرة على المدينة وفتحها على أيدي يزيد بن أبي سفيان ، منهياً دولة الغساسنة البيزنطيين ، وكانت في عصر الأمويين المركز الإداري لهم ومقر إقامة الأمير ، وكانت تضرب النقود بها ، وفي عهد العباسيين كانت حصناً لهم عند ثورة الأمويين مطالبين بالخلافة ، وفي عهد الفاطميين ، كانت المدينة مركزاً لتجمع القوات ، مر منها القائد صلاح الدين الأيوبي في طريقه لمحاربة الصليبيين في الكرك ، وأصبحت المدينة بعدها جزءاً من الدولة الأيوبية ، وشهدت المدينة استقراراً في عصر المماليك ، لتهمل المدينة بعدها لعقود نتيجة عددٍ من الكوارث الطبيعية التي ضربتها كالزلازل ، وانتشار مرض الطاعون بها .
ورد اسم المدينة في كتاب ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) للمقدسي ، حيث قال :
مدينة عمان هي واحدة من ضمن ثلاث مدن تشبه مكة .
وورد في معجم البلدان لياقوت الحموي أبياتاً لـ ( الأحوص بن محمدٍ الأنصاري ) ، حيث قال في عمان :
أقول بعمان وهل طربي به *** إلى أهل سلع أن تشةقت نافع
أصاح ألم يحزنك ريح مريضةٌ *** وبرقٌ تلألأ بالعقيــــــــــق لامــــع