سبارتاكوس الاسطوره محرر العبيد ، بحث عن سبارتاكوس الاسطوره محرر العبيد
من هو سبارتكوس ؟؟
سبارتكوس هو روح الحرية النابضة وشعلتها التي يعلو نورها ويخبو لكنها لا تنطفئ أبد الآبدين
سبارتكوس هو عبد عرف معنى الكرامة وعشقها أكثر مما تمتع بها السادة الأحرار سبارتكوس
هو رمزٌ لنضال شعوب عاشت وبادت ولكن ذكراها خالدة لن تموت وستبقى ملهمة لدربنا على
مر السنين.
يعود أصل سبارتكوس الى تراقيا وبما أن العبيد كانوا يعاملون معاملة أشنع من الدواب فقد
ضاعت أجزاءٌ مهمةٌ من السيرة الشخصية وبدايات هذا الرجل العظيم وجل ما نعلمه عنه أنه
كان صاحب مكانة رفيعة في قومه إلا أن روما بجبروتها طغت على كل الشعوب واستولت على
مقدرات الأمم واستعبدت الرجال والنساء والأطفال وتقود الأقدار ذلك السيد العبد ليعمل في
مناجم الذهب في صحراء النوبة
وهناك يشتريه باتيانوس صاحب معهد المقاتلين(المقاتلون هم عبيد يتصارعون حتى يقتل
أحدهما الآخر وإلا قتل الأثنان كل ذلك لإمتاع نبلاء وسادة روما) .
ويصبح سبارتكوس وجيهاً بين المقاتلين بما عرف عنه من تواضع وحكمة ممزوجة بوداعة
تؤكدها قامته المتوسطة وشعره الأسود المجعد وأنفه المكسور الذي يضفي على وجهه
العريض منظراً أشبه بالأغنام فكان محبوباً بين العبيد يقصدونه للرأي السديد وعندما يقرر أمراً
يعملون بما يقول وهو رافع الرأس لم يطأطئه يوماً وذلك أمرٌ غريبٌ على العبيد ولهذا كله فضل
باتيانوس أن يتخلص منه فقرر أن يقيم قتالاً بينه وبين زنجي ٍ يفوقه قوةً وحجماً ومنح
سبارتكوس أمة اسمها فارينيا وقال له هذه امرأة لك انجب منها طفلاً أو لا تنجب فلك الخيار لأن
حياتك ستنتهي غداً وفي انتظار
بدء القتال سأل الزنجي سبارتكوس بماذا تؤمن فأجابه بك وبنفسي فقال له الزنجي لن أقاتلك
وفي ذلك الصباح تغير التاريخ فقد قررا أن لا يقتل أحدهما الآخر من أجل متعة اثنين من السادة
الرومان وهجم الزنجي على أحد النبلاء ولكن رماح الحراس كانت أسرع منه فسقط والدم
يتفجر من جسده ونظر لسبارتكوس وقال لماذا يولد الإنسان ومات كانت هي اللحظة التي بدأ
يدرك سبارتكوس ما يجب عليه أن يفعل
وعندما يصل الرجال لذلك الحد تهتز الأرض من تحتهم فوقف سبارتكوس بين
العبيد وصرخ قائلاً ((هل أنتم معي )) فأزدادوا التفافاً حوله ثم قال لهم ((سنصبح رفاقاً كلنا
شخص واحد سنخرج ونقاتل ونتحرر)) نعم أيها الأخوة قاتل العبيد سبارتكوس وفارينيا زوجته
جنباً لجنب الرجال والنساء حتى عبيد الحقول حاملين مناجالهم وكلمات سبارتكوس تصدح
الآفاق ((نحن قبيلة واحدة هذه مشيئتكم فليس في القبيلة عبيد والجميع في حق القول سواء
حيثما حللنا سنحرر العبيد ونضمهم إلينا وسنقاتل جنود روما إذا ما أرسلوهم وسنشيد عالماً
لأنفسنا يكون كل ما فيه ملكاً لنا جميعاً ولن يملك الواحد منا سوى سلاحه وملابسه ولن
يستولي على امرأة الا كزوجة)) وهزم العبيد حامية كابوا (المقاطعة التي تضم معهد المقاتلين)
ولكن روما لم تسكت وأرسلت كتائب من حراس المدينة وضباطها من المرفهين والنبلاء والتي
لا عمل لها الا القيام بالاستعراضات العسكرية وشرب الخمر وبيع الأصوات في الإنتخابات
وبعد ستة أيام كان فيها العبيد قد قتلوا أكثر من ثلاثة آلاف جنديٍ ٍ وأبقوا على جنديٍ واحدٍ
محملاً سبارتكوس أياه برسالة لمجلس الشيوخ جاء فيها:
((عد الى مجلس الشيوخ وارو لهم ما رأيته هنا وقل لهم :أن العالم ضاق بوجودهم وبالوليمة
التي اعتصرتموها من دمائنا وعظامنا وإن العالم قد بات يكره أنشودة السوط لأننا لا نريد أن
نسمعها ثانية كان الناس سواءاً فيما مضى لكنهم أصبحوا اليوم نوعين مختلفين سادة وعبيد
ولكن العبيد أكثر من السادة عدداً نحن أقوى منكم وأفضل نحن كل ما هو خير وطيب في العلم
أنتم تهينون الحياة البشرية وتسلبونها كل كرامتها شيدتم مجدكم على السرقة من العالم بأسره
الا أن كل ذلك قد أنتهى الآن قل لمجلس الشيوخ :إن هذا صوت الآله الناطق وسيسمع العالم
بأسره هذا الصوت وسنصيح بعبيد العالم ان أنهضوا وحطموا قيودكم وتحرروا . احمل هذه
الرسالة الى مجلس الشيوخ وقل لهم : انها من عبد يدعىسبارتكوس ))
وقامت قائمة مجلس الشيوخ ولم تقعد فأرسلوا فيلقاً كاملاً قوامه سبعة آلاف جنديٍ ولكنها
هزمت أيضاً واستولى العبيد على ايطاليا وطوال أربع سنوات حطم العبيد خلالها جيوش روما
وغطرستها القائمة على سيادة العالم واستغلاله كل ذلك لأن العبيد كانوا جيشاً يحارب من أجل
الحرية والكرامة البشرية جيشاً لا يدعي ملكية مدينة أو أرض لأن أفراده احتشدوا من كل بقاع
الأرض وكل المدن والقبائل.
وعندما تعاظم خطر سبارتكوس على روما جهزت جيشاً قوامه تسعون ألف جنديٍ
واستدعت لقيادته قائد حامية سوريا المعروف بحنكته ودهائه القائد كراسوس في معركة حياة
أو موت ودامت المعركة المخيفة يوماً وليلة ومات فيها قرابة مئة ألف شخص وكان من بينهم
سبارتكوس الذي مات وهو يقاتل يداً بيد مع رفاقه العبيد وضاعت جثته وارتكبت
روما أشنع القبائح فما ضاعت معالمه من جثث بيع للقصابين ومزج مع اللحم وصنع منه
السجق وما وما أسر وقد بلغ عددهم ستة آلاف وأربعمائة واثنين وسبعين عبداً اختاروا منهم
مائة وأقاموا لهم حلبة صراع
في كابوا وتبقى منهم واحدٌ فقط هو صديق سبارتكوس داود الذي صلب مع البقية على طول
الطريق الى روما.
وهربت فارينيا عبر جبال الألب الى موطنها الأصلي حيث أنجبت ابن سبارتكوس وشب الولد
ليموت في صراع ٍ مع قوى الطغيان التي لا تنتهي .
سنظل نذكرك يا سبارتكوس كملحمة تضئ دربناودرب من سيأتي بعدنا في معركتنا الأزلية مع
قوى الظلم والشر ولتبق كلماتك انت ورفاق دربك فيرتراكس (ساعد سبارتكوس الأيمن) عندما
قال ((سأبعث من جديد وسأصبح ملايين)) وتلك العجوز
التي جلست امام داود وهو مصلوبٌ وقالت ((جئت لأرى رجلاً عظيماً يموت ويجب ألا يموت
وحيداً أنا أجلس هنا لأقدم له حبي ولأقول له أنه لن يموت أبداً فسبارتكوس لم يمت قط
سبارتكوس حيٌ ولن يموت وحتى لو مات هذا العبد المصلوب أمامكم فهل تعتقدون أن هذه
النهاية؟))